الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شؤون الإعلام يوزع ألفي نسخة من دراسة اليابان ثقافة وحضارة

18 ديسمبر 2007 04:08
قام مركز شؤون الإعلام بإعادة توزيع ألفي نسخة من دراسة ''اليابان ثقافة وحضارة'' على الجامعات ومراكز الأبحاث والإعلاميين والباحثين والمختصين والمؤسسات الثقافية في اليابان، وذلك بمناسبة زيارة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لطوكيو· تناولت الدراسة جذور الثقافة اليابانية من حيث علاقة الفكر الروحي الياباني بالدولة وأثر ذلك في بزوغ الحضارة اليابانية، موضحة العلاقة بين الماضي الروحي والحاضر المعاصر في قضايا الفكر والأخلاق والعلوم الإنسانية· وأبرزت الدراسة أن العصر الحديث شهد انطلاقة يابانية قوية في جميع المجالات الثقافية والصناعية وتطورا سريعا في أساليب الحياة العصرية، وأكدت أنه كان لزاما أن يصاحب ذلك محاولات جادة لكشف أسباب هذه النهضة ومعرفة أسرار الروح اليابانية التي وقفت وراء هذه المعجزة الإنسانية· وقدمت الدراسة قراءة تحليلية في تاريخ الفكر الياباني، لافتة إلى أن مصادره الأساسية التي استمد منها وجوده على مر العصور تتمثل في فكر الشنتو والمدرسة الكنفوشية والفكر البوذي الذي توارى خلف جدران المعابد· وقد عرفت فكر الشنتو بأنه مجموعة المعتقدات والأفكار البدائية لليابان القديمة والتي تطورت وأصبحت في العصر الحديث هي المتحكمة في مسيرة الأمة اليابانية مكونة الأسس الروحية للفكر السياسي والاجتماعي، منوهة إلى أن الإنتاج الفكري للمدرسة الكنفوشية ساهم في تشكيل الجانب الأكبر لأصول وقواعد الإدارة اليابانية وكذلك لنظم الحكم والقوانين لفترات طويلة والتي مازالت مؤثرة فيها· وعرضت الدراسة لتاريخ المجتمع البدائي في اليابان من حيث إطاره الزمني وشواهده المادية المتمثلة في فخار ''جومون'' وثبات الطاقة الإنتاجية للمجتمع الذي أبقى المضمون الفكري لدى الناس في تلك العصور في مرحلة متأخرة· كما تطرقت إلى طبيعة ذلك المجتمع في مراحله الأولى التي تميزت بانتقال حضارة المعادن لليابان بفضل تأثيرات الحضارة الصينية ونشأة الطبقات والدولة الإمبراطورية مع نمو الإمكانيات السياسية والاقتصادية وقد تكون النظام الطبقي للمجتمع آنذاك من طبقة الأسر الكبيرة تليها طبقة الفلاحين فطبقة العبيد في أسفل الهرم الاجتماعي، وظهرت الأعياد الدينية الشعبية حيث نجح علم الفلكلور الياباني في أحياء وبعث المضمون المحدد للأديان الشعبية اليابانية متخذا مادته التاريخية من التراث الشعبي· وتحدثت الدراسة عن مدى تأثير المعتقدات الشعبية على فكر العامة خاصة أسطورة الإمبراطور الإله ودور كتابي كوجيكى ونيهونشوكى، وهما أقدم الكتب التي تحكي قصة الآلهة اليابانية في الترويج لهذه الفكرة، مشيرة إلى أن مادة الكتابين تعبر عن تراث حضاري مهم وتمثل أقدم مادة تتناول المجتمع والتاريخ والفكر الياباني كتبها اليابانيون أنفسهم، منبهة إلى أنه نظرا لعدم وجود اتجاه معارض لهذه المعتقدات، فقد ظلت مستمرة حتى نهاية العصر الحديث ولم تنفك عن فكر العامة حتى يومنا هذا· كما تناولت بإسهاب شكل المجتمع البيروقراطي التاريخي في اليابان ونشأة النظام القانوني الذي سعى إلى حكم الشعب حكما موحدا بواسطة سلطة الحكومة المركزية· لافتة إلى خصائص الحضارة الروحية الآسيوية ومكانة الشنتوية فيها، وهي عقيدة ذات صبغة سياسية اقتصادية أكثر منها دينية روحية، ومنزلة الإمبراطور في الأسطورة القديمة· وأبانت أثر عصر عزلة اليابان على تطور المجتمع وصقل ثقافته وتأصيل أفكاره ومدى انتشار البوذية التي كانت الناقل للثقافات والفنون عن طريق رهبانها من القارة، وأيضا الكونفوشية التي وضعت الأسس الفكرية والمبادئ الأخلاقية للنظام السياسي والأساس الدستوري للقوانين المدنية والإدارية· كما فصلت الدراسة مصادر الحضارة اليابانية التي نجحت في اختيار ما يناسبها من الثقافات الأخرى دون أن تتخلى عن ماضيها لأجل حاضرها، مبرزة نشأة الحضارات وخصائصها المعروفة في اليابان·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©