الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شباب يستغلون المناسبات للعبث بالسيارات وتجاوز القوانين

شباب يستغلون المناسبات للعبث بالسيارات وتجاوز القوانين
18 ديسمبر 2007 04:26
في ظل الأجواء البهيجة التي عمت ربوع الدولة بمناسبة الاحتفالات باليوم الوطني السادس والثلاثين، عبر كل منا بطريقته عن مشاعر الفرحة التي تغمره بهذه المناسبة؛ مما أشاع جواً إضافياً من البهجة والسرور، إلا أن بعض الشباب المستهترين استغلوا تلك المناسبة لتجاوز القانون والقواعد المرورية، حيث أساءت سلوكياتهم وتصرفاتهم في الاحتفالات إلى الوجه الحضاري للدولة وما يتمتع به مجتمعها المحافظ من عادات وتقاليد عربية عريقة ودين حنيف يدعو إلى احترام خصوصية الآخرين وعدم إلحاق الأذى بهم أو إزعاجهم· وفي ضوء القرار الذي أصدره الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية مؤخراً بهذا الخصوص، ومع انطلاق الحملة الإعلامية التي تستهدف مكافحة مثل تلك السلوكيات تحت شعار ''قيادتك أمانة وانتماء''، رصدت ''الاتحاد'' آراء أهالٍ وموجهين تربويين حول أسباب هذا السلوك الغريب من قبل الشباب وطرق معالجته تربوياً ودور الأسرة والمدرسة في عملية التوعية والتوجيه المطلوبة· عقوبات مجدية في البداية أشاد السيد عبدالعزيز عبدالله الجنيبي رئيس قسم الأنشطة بمنطقة العين التعليمية بقرار وزارة الداخلية بشأن العقوبات المشددة على السائقين المستهترين خلال الاحتفالات، ويرى أن هذا النوع من العقوبة أجدى في ردع الشباب لعدم تكرار مثل تلك التصرفات، حيث إن العقوبة بدفع الغرامة المالية يراها البعض بسيطة وليست مكلفة، وبالتالي لا تمنعهم من تكرار تلك الأفعال في المناسبات القادمة· ويرى الجنيبي أن الأسباب التي قد تدفع الشباب للتعبير عن فرحتهم بتلك الطريقة الخاطئة التي قد تضر بهم أو بالآخرين متعددة، منها عدم أو ضعف التواصل بين الآباء وأبنائهم، بالإضافة إلى وجود حلقة مفقودة بين بعض أولياء الأمور ومدارس أبنائهم، إلى جانب اكتساب الشباب الكثير من العادات والسلوكيات الخاطئة عن طريق القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية، وما يرافقه من عدم رقابة الأهالي لما يطلع عليه أبناؤهم من خلال تلك الوسائل الحديثة، بالإضافة إلى الإفراط في تدليل الأبناء والإغداق عليهم بالأموال التي تفيض عن حاجتهم ودون معرفتهم أوجه إنفاقها· ويتمنى الجنيبي أن يتم التنسيق مستقبلاً بين وزارة الداخلية والمناطق التعليمية عند ضبط الشباب المستهترين لإلحاقهم ببرامج تربوية وتوعوية ومعرفة مكامن الخلل لديهم ومحاولة التوصل إلى علاجها لضمان عدم تكرار ما قاموا به، ولمتابعتهم من خلال مدارسهم وتقييم سلوكياتهم داخل وخارج حرم المدرسة· كما عبّر الأستاذ سلطان الحوسني ''مدرس'' عن استيائه للتصرفات التي قام بها بعض الشباب المستهترين خلال احتفالات الدولة بعيدها السادس والثلاثين، حيث كان من الممكن أن تنقلب تلك الفرحة إلى حزن· ومن جانبه أرجع مصطفى الصوفي أخصائي اجتماعي أسباب تلك الظاهرة إلى عدة عوامل منها بيئة الشاب وما يحيطه من أصدقاء، وعوامل ذاتية كحب الظهور ولفت الانتباه لدرجة أن بعضهم قد يتنافسون لعمل مثل تلك التصرفات، إلى جانب قلة الوعي· ترسيخ الانتماء وركزت موزة الكعبي الأخصائية الاجتماعية بمدرسة الثقة النموذجية على أهمية دور المدرسة والأسرة في تعزيز وترسيخ المبادئ الوطنية والانتماء للوطن في مواجهة مثل تلك السلوكيات الطائشة، وذلك من مبدأ أن الحفاظ على ممتلكات الدولة والالتزام بقوانينها وعدم الإساءة لوجهها لحضاري ما هو إلا تعبير عن حب الوطن، كما ترى ضرورة تعاون المدارس مع الجهات المختصة كالشرطة ووسائل الإعلام المختلفة· ويؤكد محمد صالح محمد ''ولي أمر'' أن من أهم الأسباب التي تؤدي إلى فعل تلك التصرفات هو عدم وجود علاقة بين الأب وأبنائه، والتي من المفترض أن تكون علاقة صداقة واحترام، حيث على الأب أن يكون المرشد والناصح لابنه ليحميه من الوقوع في الزلل والأخطاء، إلى جانب قلة التوعية في مختلف الوسائل بمخاطر اللامبالاة في التصرف وعدم احترام حقوق الآخرين، بالإضافة إلى حب الظهور وتحدي الشباب لبعضهم البعض· وترى نادية خميس بن سويدان ''ربة منزل'' أنه من المهم مكافحة هذه الظاهرة عن طريق الأسرة والمدرسة، وذلك عن طريق تخصيص حصص مدرسية للطلاب تغرس في نفوسهم حب الوطن والانتماء له، وذلك بحثهم على المحافظة على ممتلكاته وعدم الإساءة إليه بأي شكل من الأشكال، أما الأسرة فعليها عدم إهمال أبنائها ومراقبتهم وتقديم النصح والإرشاد لهم في كافة الأمور·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©