الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اندماج المحمول و الإنترنت يحدث ثورة في عالم الاتصالات

اندماج المحمول و الإنترنت يحدث ثورة في عالم الاتصالات
18 ديسمبر 2007 23:32
يعمل جوي وايت في مجال البرمجة بوادي السيلكون في الولايات المتحدة منذ ما يقرب عشرين عاماً، وهي فترة كافية على حد قوله لجعله على درجة كبيرة من التشكك بشأن أي ابتكار جديد يدعي أصحابه بأنه سيغير العالم، لكنه لم يستطع كبح جماح انفعالاته مطلع نوفمبر الماضي عندما اتصل بأحد الصحفيين لإبلاغه أن بحوزته الضالة المفقودة في عالم الإعلام والاتصالات· ولم يكن الجهاز المذهل سوى جهاز ''آي فون'' من إنتاج شركة ''أبل'' والذي كان بمثابة اختراق في عالم الاتصالات، فهو يجمع كلاً من خصائص الهاتف المحمول وجهازاً لتصفح الإنترنت، إضافة إلى إمكانية استخدامه كمشغل للموسيقى في جهاز محمول جذاب أسود اللون، وما قام به وايت من برمجة جعلت الجهاز متميزاً للغاية، إذ إن وايت كان من بين أكثر من مليوني شخص يقومون بتحميل نسخة من برنامج ''أورب نيتويركس ماي كاستينج'' الذي يسمح للمستخدمين بتشغيل أي شيء موجود على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم -سواء ملفات موسيقى أو فيديو أو صور أو حتى محتوى لمواقع إنترنت- على أي جهاز آخر متصل بالإنترنت سواء كان جهاز كمبيوتر أو هاتفاً محمولاً أو جهازاً لألعاب الفيديو، وذلك من خلال تكنولوجيا تدفق المعلومات· وأعلن وايت -ملوحاً بجهاز ''آي فون'' في الهواء وهو يصدر عنه نغمات سيمفونية لموزارت تم تشغيلها مباشرة من جهاز الكمبيوتر الخاص به عبر خاصية تدفق المعلومات- أن ''هذا هو المستقبل، إنه ليس إصدار ويب 0ر2 أو إصدار 0ر،''3 مضيفاً ''هذا (الجهاز) هو كل المحتوى الذي تريده في أي زمان ومكان، ليس في وقت ما في المستقبل ولكنه الآن''· وهذه التوليفة المذهلة من تكنولوجيا تدفق المعلومات والهواتف الذكية ما هي إلا مجرد بداية، فوفقاً لمجموعة ''إن بي دي'' للأبحاث، فإن الأميركيين قد اشتروا حوالي 2ر4 مليون جهاز ذكي في الربع الثالث من هذا العام، ويمثل هذا العدد 11% من إجمالي عدد الهواتف المباعة البالغة 38 مليون هاتف، كما أنه يعني زيادة كبيرة نسبتها 180%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي؛ لكن وفي ظل استخدام ما يقدر بملياري هاتف محمول في أنحاء العالم وبيع أكثر من مليار جهاز سنوياً، فإن جهاز ''آي فون'' قد حصل بالكاد على جزء بسيط من هذه السوق، فشركة نوكيا الفنلندية تقوم بالفعل ببيع هواتف محمولة ذات شاشات تعمل بخاصية اللمس والتي يرى الكثير من الخبراء أنها أفضل مما تنتجه ''أبل'' الأميركية في إشارة إلى أجهزة ''آي فون''، كما أن شركة جوجل وهي محرك البحث العملاق على الإنترنت تستعرض عضلاتها معلنة عن تكنولوجيا للهواتف المحمولة مفتوحة المصدر يطلق عليها ''أندرويد''، وذلك بالتعاون مع أكثر من عشرين شريكاً في محاولة طموحة لإعادة تشكيل صناعة الهواتف المحمولة، والسماح للأجهزة المحمولة بالدخول على الإنترنت بنفس سهولة دخول أجهزة الكمبيوتر الشخصية، وتعتزم الشركة أيضاً السماح للمستخدمين بتخزين كل بياناتهم على أجهزة خوادم جوجل واستخدامها عبر أي جهاز مثلما يقوم به برنامج ''أوب'' عبر تكنولوجيا تدفق المعلومات· ويقول جارون لانير عالم الكمبيوتر ورائد صناعة الإنترنت: إنه على الرغم من أن هذا الأمر قد يجعل شركات تصنيع الأجهزة تشعر بالنشوة والمولعين بالتكنولوجيا بالحماس والسعادة، فإن هناك بعضَ الآثار السلبية الخطيرة، ويضيف بقوله: إنه في ظل وجود الملايين من الأغاني والبرامج التليفزيونية والأفلام السينمائية يتم ضغطها من جهاز لآخر، فإنه لن يكون هناك حل في واقع الأمر بالنسبة لمنتجي هذه المواد والمحتوى لضمان حصولهم على مقابل مادي نظير عملهم· وتساءل قائلاً: ''من سيقوم بضخ استثمارات بملايين الدولارات لإنتاج أفلام سينمائية أو ألبومات موسيقية طالما أن أغلب الناس يحصلون عليها دون دفع مقابل؟''، وأعرب لانبر عن شكواه في مقال للرأي بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية قائلاً: ''ما هي المدة التي يجب على الأشخاص المبتكرين الانتظار إلى أن تجد الثروة الجديدة للإنترنت طريقها لتدق أبوابهم؟''، وأضاف: ''إننا يمكن أن نصمم نظاماً للمعلومات يكون بإمكان الأفراد أن يدفعوا مقابل الحصول على المحتوى، ويمكن أن يتم الوصول إلى المعلومات عالمياً ولكن بأسعار رخيصة يمكن تحملها بدلاً من مبدأ المجانية المطلقة''· ويتعلق الهاجس الآخر بأن صناعة الإنترنت في مرحلة بدائية وليست بالتطور الكافي الذي يسمح لها بالتكيف مع النمو الكبير في استخدام الاتصال فائق السرعة، ووجدت دراسة أجرتها شركة ''نيميرتيس ريسيرش'' الأميركية للأبحاث في نوفمبر أنه بدون ضخ 57 مليار دولار للاستثمار في مشروعات البنية التحتية إضافة إلى الاستثمارات المزمعة بالفعل لصناعة الإنترنت، فإن الاتصالات فائقة السرعة للمعلومات قد يعرقلها تكدس البيانات بحلول عام ،2010 الأمر الذي يجبر مستخدمي الاتصالات فائقة السرعة إلى العودة إلى استخدام أجهزة المودم العادية· وحينئذ سيكون هناك تكاليف غير محسوسة للعيش في عالم يقوم فيه كل شخص بالاتصال بالإنترنت أربع وعشرين ساعة على مدار الأسبوع لتحل العلاقات الرقمية والافتراضية محل اللقاءات والاجتماعات المباشرة وجهاً لوجه· ويقول المحلل تيم مولين: ''إننا في لحظة مذهلة من التطور التكنولوجي''، مضيفاً أنه ''ما من شك في أننا على مشارف قفزة ضخمة إلى الأمام سيكون لها فوائد كثيرة، لكن السؤال هو: ما هي التكلفة الاجتماعية والحياة العصرية حينئذ؟''·
المصدر: سان فرانسيسكو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©