الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأزمة الائتمانية تلقي بظلالها على سوق الفنون

الأزمة الائتمانية تلقي بظلالها على سوق الفنون
18 ديسمبر 2007 23:35
عندما فشلت محاولات بيع لوحة ''حقول القمح'' آخر وأحد أجمل لوحات الفنان العالمي فينست فان جوخ في نيويورك خلال نوفمبر الماضي، تملك القلق عالم الفن من أن أزمة الائتمان العالمية قد تضع نهاية لفترة الازدهار غير المسبوقة في مبيعات الأعمال الفنية· ورغم أن موجات الصدمة قد دوت في أنحاء السوق الأميركية وول ستريت، إلا أن المتعاملين في لندن تبنوا موقفا أكثر تفاؤلا مشددين على أن الاضطراب الذي شهدته نيويورك لن يعوق الطلب القوي المستمر من روسيا وآسيا والشرق الأوسط على أعمال الفن الحديث· وقالت صحيفة ''آرت'' (الفن) البريطانية التي تصدر كل شهر في عدد نوفمبر إن ''الحفل لم ينته بعد''، فخلال مزاد أجرته شركة ''سوثبي'' للمزادات في نيويورك، تم سحب لوحة المنظر الطبيعي لفان جوخ في نهاية الأمر بعد أن وصل المزاد المتباطئ عند 12 مليون جنيه إسترليني (7ر24 مليون دولار) مقارنة بما كان مقدرا عند 5ر17 مليون استرليني، كما فشلت لوحة بيكاسو ولوحة جورج براك في أن تصل المزايدات إلى الحد الأدنى من قيمتيهما المقدرة بينما بيعت لوحة (الصباح) للفنان جوجوين بسعر 18 مليون استرليني وهو ما يقل بكثير عن الحد الأدنى من قيمتها التقديرية عند 1ر19 مليون استرليني· وبلغت حصيلة المبيعات القياسية لفصل الخريف في نيويورك حوالي 130 مليون استرليني مقارنة بما كان يتوقع تحقيقه عند 247 مليون استرليني نظراً إلى أن 20 لوحة من أصل 76 لم يتم بيعها، وقال ديفيد نورمان رئيس قسم الفن التشكيلي والحديث في شركة ''سوثبي'' ''إنني لست على استعداد لاعتبار ذلك إطلاقا أنه عملية تصحيح للسوق التي أعتقد على الرغم من (حجم) البيع هذا أنها قوية''، ولكن بعد أن تراجعت أسهم ''سوثبي'' في وول ستريت فإن خبراء ماليين يرون عكس ذلك· وتقول دانا كوهين وهي محللة في بنك أوف أميركا إن المبيعات المخيبة للآمال تشير إلى أن مشاكل الائتمان وأسواق العقارات قد شملت الاقتصاد الأوسع· وخلال العقد الماضي، أصبح المستثمرون وصناديق التحوط أكثر اهتماما بشكل متزايد بشراء الأعمال الفنية الحديثة لكن البعض الآن أصبح يتملكه القلق بعد الخسائر التي تكبدتها كبرى البنوك الأميركية اثر أزمة قروض الرهن العقاري عالية المخاطر في الولايات المتحدة، وقال متحدث باسم شركة ''هيسكوكس'' الأوروبية الرائدة في التأمين على الأعمال الفنية إنه ''قد يكون عملية تصحيح لسوق الفن''· وعلى أية حال فإنه وفقا لمحللين في لندن فإن حالة التشاؤم على الأقل خلال هذه اللحظة قد تبددت بفعل الطلب القوي المستمر وخاصة على الأعمال الفنية العصرية من مشترين صينيين وروس وآسيويين ويونانيين ومن الشرق الأوسط·، وقالت صحيفة ''آرت'' إن ''الطلب تعزز بفعل السيولة الكبيرة في الأسواق العالمية ومن خلال قدوم مشترين من اقتصادات جديدة مثل روسيا والصين والشرق الأوسط''· ويتملك المتعاملون ورجال المبيعات في لندن وجهة نظر تقول إنه في الوقت الذي ربما يكون المشترون الأميركيون أكثر ممانعة فإن الأعمال الفنية لا تزال يتم بيعها بأسعار خيالية في ''سوق مزدهرة'' من جانب مشترين غير أميركيين أو أوروبيين، وقال أحد المتعاملين إن ''السوق تتعزز من قبل أشخاص لم يتأثروا سلبا من أزمة الائتمان''، ويتم حاليا بيع الأعمال الفنية الروسية الحديثة والشرقية لمشترين روس ومقتنين آسيويين إذ إن ''لديهم أموالا كثيرة للغاية'' وأبقوا على قوة السوق· ويبدو أن هذا الرأي قد جاء نتيجة للنتائج القياسية التي تم تسجيلها خلال أسبوع من مبيعات الأعمال الفنية الروسية في كل من صالتي ''سوثبي'' و''كريستي'' للمزادات التي أقيمت في لندن في نهاية نوفمبر، وسيطر المشترون الأفراد من روسيا على عمليات البيع في صالة ''سوثبي'' للوحات الفنية والأعمال الفنية للفنان فابيرج الروسي، وبلغت قيمة المبيعات رقما قياسيا عند 6ر38 مليون إسترليني· وكانت من بين أكثر الأعمال قيمة لوحة ''بلوبيل'' للفنانة ناتاليا جونشاروفا وبيعت مقابل ثلاثة ملايين استرليني، وفي صالة ''كرستي'' حققت تحف البيض التي تفنن في صناعتها فابيرج للأسرة المصرفية ''روثشيلد'' رقما قياسيا عالميا بعد أن بيعت بسعر 9ر8 مليون إسترليني خلال يوم واحد من عملية البيع التي بلغت حصيلتها الإجمالية 1ر39 مليون استرليني في أكبر مبلغ خلال يوم واحد من بيع أعمال فنية روسية في تاريخ المزادات· ووفقا لصالة مزادات ''سوثبي'' فإن عمليات البيع الأخيرة ''تظهر بما لا يدعو إلى الشك أن الطلب على الفن الروسي يواصل جمع قوة الزخم وأن سوق الأعمال الفنية الروسية تتطور بشكل سريع''، ولكن على الأقل في لندن فإنه على الرغم من أن المخاوف بشأن حدوث انهيار حاد في سوق الأعمال الفنية حاليا قد خفت حدتها بفعل تدفق ''أموال جديدة''، إلا أن محللين يعترفون بأن المستقبل لا يزال غير واضح، وقال أحد المحللين إنه ''إذا ما عمت أزمة الائتمان السوق الأوروبية فإن تلك المخاوف سوف تعود للظهور مرة أخرى''·
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©