«أنفلونزا» الجهل!

عندما يتلاعب الإنسان بقوانين الطبيعة، عليه أن يتحمل غضبتها، وإلا عليه أن يعقد معها صلحاً طويل الأمد، حتى يأمن شرورها، فكثيراً ما يعبث الإنسان برأس الطبيعة، ويتدخل في خصوصياتها من دون أن يأمن عواقب ما يفعله. لذا هناك جرائم يرتكبها البشر داخل المعامل العلمية بحجة اكتشاف الجديد، لكنه يجري تجارب تصل إلى درجة العبث بمقدرات الواقع. هذه التجارب قد تعود على الإنسان بالضرر.. في حين يعتقد هذا العالم العبقري الذي يحكم على نفسه بالسجن الاختياري داخل معمله، أنه سيأتي بـ «الديب من ديله»، وأنه سوف يسعد البشرية بعد أن يحصد أضواء الشهرة، لكنه يكتشف أنه تدخل في جسد الطبيعة بمشرط «الجهل»، وتكون النتيجة انتشار أمراض وفيروسات غريبة على الجنس البشري، لاعلاج لها، لأنها خرجت علينا وهي تحمل جينات الانتقام من هذا البشري الذي سار بها ضد الطبيعة، دون أن يقرأ العواقب. من هنا هاجمتنا أراض الإيدز، والسارس، وجنون البقر، وانفلونزا الطيور، واليوم يهاجمنا «انفلونزا الخنازير»، ويتربص بكل إنسان يعيش على الأرض من مشارقها إلى مغاربها، دون تفرقة بين المذنب والبريء.. هذه التدخلات البشرية غير المسؤولة، كانت السبب في ظهور أمراض غريبة على الإنسان، تحتاج إلى سنوات وسنوات للتوصل إلى علاج لها، بعد أن خرجت عن السيطرة، وتحولت إلى مناح جديدة لم يتوصل العلم المعاصر إلى «فك» شيفرتها.. فهل نتصالح مع الطبيعة، ولا نعبث بها بحجة اكتشافات علمية جديدة، قد تجلب إلينا الكثير من الكوارث - لا المنفعة - والتي قد تقضي على الإنسان، بعد أن يظهر مرض جديد يحمل مسمى «إنفلونزا الجهل»»..؟! سلطان الحجار