الحدائق غير المسورة خلقت مفاهيم جديدة للترفيه

أسلوب جديد وبرنامج بدأ يرى النور، والمتمثل في إعادة صياغة وتطوير الحدائق وإنشاء مساحات خضراء تضم مختلف الوسائل الترفيهية والرياضية لمختلف أفراد الأسرة. كما تضم أحزمة من ممرات المشاة التي صممت خصيصاً لممارسة رياضة المشي واصطفت على جانبيها أجهزة رياضية يمكن استخدامها أثناء رياضة المشي. فلم يكن من المعتاد أن تشاهد قبل أعوام مضت في مدينة العين أي حديقة تضم بين جنباتها مظاهر احتفالية مختلفة. اليوم تغير الوضع لتجد حدائق تعدت مهمتها الجلوس إلى ممارسة المشي، والمشاركة في ألعاب ومسابقات، ومسرح وعروض للأطفال.. فما قصة الـحدائق بلا أسوار» هذه التي تعد خطوة مهمة قامت بها البلدية لتعزيز مفهوم الاستفادة من الحدائق بدلاً من الاكتفاء والانكفاء على عبارة «حديقة فقط» ؟ ضمن مخطط المدينة الجديد الذي ينبع من استراتيجيتها التي تمتد لنحو عقدين مستقبلاً.. أهداف متنوعة وتلبية لرغبات الكبار والصغار ، فوائد جمة صحية واجتماعية وأمنية، هذه الحدائق التي باتت جزءاً من الشارع، فالمارة يستمتعون بما حوله إلى جانب إمكانية أن تلتقي بجيرانك وتشاهد أبناءك يلعبون ويمارسون هواياتهم تحت ناظريك. تخوف الزوار حول هذه التجربة أكد مبارك الخييلي المدير التنفيذي لقطاع وسط المدينة ببلدية العين أن مشروع الحدائق المفتوحة خلق معايير ومفاهيم جديدة لاستمتاع زوار وسكان مدينة العين، من خلال توفير أماكن غير مخصصة لفئات معينة ضمن أوقات مفتوحة لخدمة وترفيه الجميع. وطرح العديد من الحلول لتخوف الزوار من فكرة الحدائق غير المسورة وعدم تقبل البعض لهذه الفكرة من منطلق الأمن والخوف على الأطفال، بتوفر جميع إجراءات الأمن. مشيرا إلى وجود حدائق مغلقة مخصصة للعائلات تحتوي على مرافق وألعاب ترفيهية تعتبر الأكثر أمناً للأطفال كما تحفظ الخصوصية للزوار ومرتادي الحدائق. لافتاً إلى توفير أفضل وسائل الجذب والاستمتاع من خلال استقطاب وسائل ترفيهية مثل توفير الدراجات الهوائية والملاعب الصابونية والكثير من الخدمات السلسة بطابع حديث يتلاءم مع التطور الحضاري للمدينة. وأضاف الخييلي أن بلدية العين عملت على استقصاء آراء سكان المدينة حول ما ينفذ من مشاريع تخدمهم بالدرجة الأولى حيث أعرب مرتادو هذه الحدائق عن مدى ارتياحهم للنمط الجديد للمدينة كونه ساهم في تحسين المظهر العام وإبراز جماليات كثيرة، وساهم في إيجاد أماكن لممارسة الأنشطة المتنوعة في أي وقت. لمسة جمالية وأشار إلى أن بلدية العين في السنوات الأخيرة تحرص على إبراز مفهوم حدائق بلا أسوار والذي يمثل رؤية الدولة في نشر المسطحات الخضراء وتحويل المناطق السكنية إلى حديقة مفتوحة محررة من المفهوم التقليدي للحدائق العامة المحاطة بأسوار حديدية، وهو الأمر الذي ساهم كثيراً في إظهار لمسة جمالية لمدينة العين مع الحرص على إرضاء زوارها في الترويح عن أنفسهم عند ارتيادهم هذه الحدائق. وأوضح: يعتبر المشروع رائداً، وقطعت في تنفيذه بلدية العين شوطاً طويلاً وفق رؤية وتطلعات تندرج لخدمة مدينة العين مع الاحتفاظ بالطابع المحلي والبيئة الجاذبة للعديد من الناس، والذي تبرز أهميته من خلال جمالية المنظر العام للمدينة وإدخال مفهوم جديد للحدائق والمتنزهات وبالتالي رفع مستوى ثقافة المجتمع بأهمية الحدائق، كذلك تسهيل وصول الحديقة من عدة اتجاهات غير مخصصة بمدخل معين وبدون أي حواجز موضوعة. كما أن الحدائق المفتوحة غير المسورة تولي الزائر والأفراد مسؤولية الحفاظ على مساحاتها ومرافقها المتنوعة كونها مسؤولية الجميع. هدم وإزالة وقال : من الحدائق المفتوحة التي انتهت بلدية العين من تنفيذها مشروع حديقة الجاهلي الذي قاربت تكلفته 29 مليون درهم، حيث قامت البلدية خلاله بهدم وإزالة الحديقة العامة وحديقة الجاهلي للنساء سابقاً وإعادة تنسيق وإنشاء وتطوير للحديقتين بحيث تصبح حديقة واحدة مفتوحة، وتشتمل على أعمال شبكات الري والخزانات وغرف المضخات والنوافير والبرك المائية والمتنزهات وأحواض زهور وممرات مشاه وألعاب أطفال وإنارة ومواقف سيارات وحماية وإنارة المنطقة التراثية حول قلعة الجاهلي القديمة بما يحافظ على الطابع التراثي للمنطقة الأثرية. حديقة الجاهلي .. ترفيه وأمان تم إنشاء حديقة الجاهلي على مساحة إجمالية تصل إلى 15 هكتاراً وتحوي مسطحات خضراء بمساحة 11 هكتاراً تنقسم إلى مساحة 8 هكتارات من الحشيش الأخضر وأكثر من 150.000 شتلة من الزراعات التجميلية بالإضافة إلي زراعة عدد 400 نخلة وعدد 300 شجرة بأنواع مختلفة بالإضافة لأكثر من عشرة كيلومترات «10.000 متر طولي» من ممرات المشاة المتصلة وبعرض 2.0 إلى 4.0 متر. كذلك تم توفير منطقتين لألعاب الأطفال على أرضيات من المطاط تم أخذ عوامل السلامة والأمان فيها بدرجة عالية وفق أحدث المواصفات العالمية وتوجد منطقة مظلات وأماكن جلوس للآباء لمتابعة أبنائهم أثناء اللعب. وبالنسبة للإنارة التجميلية فقد تم توريد وتركيب عدد 166 عمود إنارة بالإضافة إلى إنارة الممرات والنوافير والتي تعمل الكترونياً وفق برنامج كمبيوتر مما تضيف لمسة جمالية للحديقة. حيث توجد أيضاً مسطحات مائية متمثلة في الأحواض والنوافير والشلالات بمساحة تصل إلى 1200 متر مسطح، بالإضافة إلى الخدمات ومباني دورات المياه وتوفير مواقف للسيارات تتسع لعدد 500 سيارة. كما يمكن لزوار الحديقة الاستمتاع بالمنطقة التراثية التي تم تطويرها وحمايتها وإبراز القلعة القديمة فيها بما يتماشى مع تنشيط السياحة والمحافظة على التراث. ومن الحدائق المفتوحة أيضاً حديقة الطوية، وحديقة الوادي. وهناك العديد من المشاريع لحدائق وضعت تحت التنفيذ والدراسة لجعلها حدائق مفتوحة منها حديقة السلمي، وحديقة المضيف، وحديقة اللياقة، وسيتم الانتهاء منها خلال سنتين من العمل.