الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إرهاب ومظهر المراهقين

5 مايو 2009 23:08
يلتفت الناس هذه الأيام إلى من يثيرهم منظره من المراهقين؛ إما بشدة إهماله لنظافته الشخصية وملابسه، أو بتطرفه في الانعزال أو الشرود الذهني بين الناس، أو بتواجده في أماكن وأوقات غير مناسبة، وأحياناً يكون مظهر المراهق الخارجي مدعاة للشك إذا كان سلوكه غير متوافق مع ذلك المظهر. وعلى الرغم من أن المظهر لا يدل دائماً على الجوهر، إلا أن الحكم على الإنسان لا يزال يتم من خلال مظهره الخارجي، فأحد المراهقين الصغار كاد يفقد حياته بعد اشتباه رجال الأمن فيه بسبب مظهره، فهو صغير السن، لكن جسده يفوق عقله بسنوات عديدة، وزاد الأمر تعقيداً أن جسمه مكسو بالشعر الذي ينبئ من يراه بأنه من قادة الإرهابيين، الطفل المراهق قبض عليه في أحد الأركان المظلمة القريبة من منزله ليلاً، وهو شارد الذهن، وحينما رآهم ارتعب وحاول الفرار، لكن الجنود أمسكوا به، الطفل كان هارباً من شجار دب بين أبويه في البيت، ولم يتوقف الشجار إلا بخروج الأم، وحينما وجد الولد نفسه عاجزاً عن حل الخلاف بين أبيه وأمه خرج هائماً على وجهه بعد منتصف الليل، غير مدرك لما سيحدث له في ذلك الوقت المتأخر من الليل، الولد لم يبلغ السن القانوني لتكون معه بطاقة شخصية، وحينما تم القبض عليه طلب الجنود منه البطاقة، أخبرهم أنه لا يملك بطاقة لأنه صغير، فثارت ثائرة الجنود، لأن هيئته تخبرهم أنه فاق سن العشرين بخمس سنوات على الأقل، كما أن محاولته الهروب جعلتهم يظنون أنه يكذب، وحين حاول أحد الجنود استثارته عله يقول الحقيقة قبل أن يتخذوا معه إجراءات أخرى، أجابهم باكياً كالأطفال وقال «ادخرت من مصروفي اليومي لأقطع بطاقة، لكن والدي لم يذهب معي إلى القسم لأنه لا يريدني أن أكبر، وتشاجر مع أمي قبل أن يقطع لي بطاقة». فضحك الجنود واصطحبوه إلى منزله، وكان الموقف سبباً في إعادة المياه إلى مجاريها بين الأبوين. تلك إحدى حكايات المراهقين التي لا تنقطع، لعلها تحذر الآباء والأمهات من عدم إعلان حروبهم أمام الأبناء لما فيها من دمار لشخصيات الأبناء، فتحولهم إلى مرضى نفسيين، أو تسبب هروبهم من البيوت ووقوعهم في براثن المنحرفين خلقياً أو الإرهابيين. ?وهي حكاية تدعو كل الآباء والأمهات إلى ملاحظة سلوك أبنائهم في سن المراهقة، بدءاً من ملابسهم ونظافتهم وأصدقائهم والأماكن التي يرتادونها ومدى اندماجهم مع أفراد الأسرة والمجتمع المحيط بهم، لأنهم يعيشون صدمة المراهقة التي قد تفقدهم توازنهم إذا لم يجدوا الرعاية الكاملة، كما أن الحكاية السابقة تجعلني أدعو رجال الأمن- بصفتي أماً تخاف على أبناء هذا الوطن مثلما تخاف على أبنائها- أن يحاولوا توسيع تحرياتهم لتشمل المراهقين المتسكعين بجوار مدارس الأولاد والبنات أثناء الدوام المدرسي ليعرفوا السلوكيات التي يتسلون بها، ونوع الأحاديث التي تدور بينهم، وأسباب خروجهم من مدارسهم قبل انتهاء اليوم الدراسي. سعاد السبع جامعة صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©