الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالهادي العوفي: مدونتي أنقذت فتاة من الانتحار

عبدالهادي العوفي: مدونتي أنقذت فتاة من الانتحار
5 مايو 2009 23:09
بعض المدونات تبدو كفسحة أمل، مكاناً ترتاح فيه النفس على الشبكة، تجد فيه دوماً ما يثيرك، ويستحق أن تبقى في مفضلتك، من بينها مدونة «حياة وأكثر»، فهي من المدونات القليلة التي تخرج منها دوماً بفائدة. صاحب المدونة عبدالهادي أحمد العوفي، سعودي من المدينة المنورة، يجد نفسه طالب معرفة يتحرق لكل جديد، سلمي للنخاع، وإنساني النزعة، يقول: أنا واحد من «الخضر» الذين يتبنون الحفاظ على الطبيعة والبيئة، وهذا ما يجعل اهتمامي بالبئية واضحاً في مدونتي، لكني بالتأكيد لست من الذين يملأون الأرض ضجيجاً لو دهست سحلية على إحدى الطرق السريعة! فأنا باحث في مجال البيئة والطبيعة، وقريباً سأدرس لطلابي بالجامعة هذه المقررات الجميلة. بدأ عبدالهادي التدوين منذ فبراير 2007، ويتابع: حقيقة أقنعني أصدقائي بعمل مدونة، معللين «لديك الكثير لتقدمه من خلالها»، ويبدو أنني استمعت لنصيحتهم ووجدت نفسي مدوناً في ركب المدونين. منذ البداية، وضع عبدالهادي هدفاً لمدونته، يقول عنه: مدونتي تضم ما يجعل حياة المتصفح أكثر قوة وفاعلية وأمل، هي باختصار مدونة للحياة، حتى تصنيفها يحيرني كثيراً! أنا من التدوينة الأولى آليت على نفسي ألا أنشر إلا ما يبث الأمل والحياة في نفوس المتصفحين إضافة لمحاولة البعد قدر المستطاع عن «الشخصانية» في التدوين، فلا أحب أن أدون شيئاً يخصني إلا ما ندر و أجد أنه يفيد المتصفح للمدونة.. هذه المساحة أراها خاصة بهم لا بي. الهدف الذي وضعه العوفي لمدونته جعلها تتجه نحو «تطوير الذات»، هذا المجال الذي لا نجد مادة عربية كثيرة حوله، يقول العوفي: مجال تطوير الذات امتداد لشخصيتي، فأنا أساساً أقدم مواد تطوير الذات بشكل تطوعي في المجتمع، مع مرور الوقت وجدت لي وفرة من تلك المواد «مواد تطوير الذات»، فجاءت فكرة نشرها بشكل طبيعي، وقتها تجنبت تكرار ما تقدمه مواقع تطوير الذات الأخرى، فاخترت توصيل رسالتي بطريقة أخرى بسيطة، سلسة، وجميلة بعيداً عن التنظير وأسلوب «افعل و لاتفعل»، فكانت أول تدوينة لي هي «درس الفراشة» ثم «الشجرة المعطاء»، وهي في ظني أول ترجمة مصحوبة بصور القصة الأصلية باللغة العربية. ثم توالت مواضيع تطوير الذات على شكل عروض بوربوينت منتقاة بعناية شديدة وأترجمها بنفسي وأنتقي لها الصور كذلك إلا ماندر كنت أنشرها بصورها القديمة التي وجدتها. تحوي مدونة العوفي مواد مهمة يحرص على انتقائها، ويقول: أحرص على انتقاء موادي لما لها من تأثير على القراء، وحتى مواد الفيديو أحرص على أن تكون فيها ندرة وجمال وتبث روح الأمل والحياة في نفس متصفح المدونة، فمقطع قصير كـ»المواساة بالمساواة» أو «ابتسموا للحياة» أو المقاطع المرئية لأدعية صديقي عبدالرحمن الزيني كان لها بفضل الله تأثير واضح على المتابعين وربما زار بعض المقاطع أكثر من 15 ألف زائر كمقطع «دعاء المحراب» لصديقي الأخ عبدالرحمن الزيني. وبهذه المناسبة أود شكره وفريق الزيني على أن خصوا المدونة بنتاجهم المرئي. وضع العوفي في مدونته قسماً بعنوان «سألوني ذات حيرة» يجيب فيه عن أسئلة الزوار واستفساراتهم النفسية، ويقول: هذه الزاوية فكرت فيها بعد أن كثرت الأسئلة على بريدي الإلكتروني، ومن الغريب أني لم أدرك فائدتها الحقيقية إلا بعد أن استطعت وبفضل الله أن أنزع فكرة الانتحار من نفس إحدى الأخوات بعد أن كانت ستقدم عليها واستشارتني مصادفة حولها، ومن ذاك اليوم أدركت مهمتي في التدوين فقررت الاستمرار بقوة أكبر، وقد سهل «المسنجر» التواصل مع اختارني للرد على استشارته بالتواصل الشخصي معه لو أحب. ويقول العوفي عن توجه بعض المدونين لبيع إنتاجهم التدويني في كتب مطبوعة: أتاحت الإنترنت تواصلاً أكبر بين المدون والجمهور، ومع ذلك يظل نشر الكتاب أمل كل كاتب وأعتقد أنه يختلف عن التدوين، فتأثير الإنترنت يوصلك لعدد ربما أحياناً أكثر وقد كانت حملات المدونين في بعض الأحداث مؤثرة كحملة «تضامنا مع غزة» وغيرها كالحملات التي ترشد بعض السلوكيات الاجتماعية وتصوبها، لكنني أظن أن للكتاب قيمة كبيرة تختلف عن التدوين عبر المدونة، وربما يكون هذا هو السبب الحقيقي وراء اتجاه بعض المدونين لإصدار مدوناتهم في كتب. يتفاعل الكثيرون مع تدوينات العوفي، ويقول: يزور مدونتي يومياً قرابة 115 زائر يومياً، أي بحدود الألف تقريباً أسبوعياً، وهذا التفاعل يختلف حسب التدوينة، غالباً التدوينات التي تحتوي مقاطع الفيديو أو عرض بوربوينت يتجاوز زوراها الألفين زائر وهذا عدد أتمنى أن يزداد. يعتقد العوفي أن المدونات الإماراتية أصبحت تفرض نفسها برغم قلتها، ويقول: برغم قلة المدونات الإماراتية، إلا أنني متابع للمدون عابر سبيل من الإمارات وأراه يقدم تدويناً هادفاً إصلاحياً هادئاً، وكذلك أتابع المدون المرح المتخصص بالنشيد «مستر مطوع» و أراه بحق مدوناً قديراً يمتلك أسلوباً لطيفاً للغاية وطريفاً ومبدعاً فيما يخص النشيد الإسلامي. هناك أيضاً المدون المبدع أسامة في مدونته الشخصية الاجتماعية الفوتوغرافية. ومن المدونات العربية، أحرص على متابعة بعض مدونات الأصدقاء كالمدون الأستاذ شبايك، وهو مدون متخصص في تطوير الذات ومدونة إنسان للأستاذ فتحي عبدالستار وكذلك مدونة الأخت إيمان المصري المدونة المقدسية في أوراق الورد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©