السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

القصابون المتجولون·· مهنة المخالفين والأضرار جسيمـة

القصابون المتجولون·· مهنة المخالفين والأضرار جسيمـة
19 ديسمبر 2007 00:50
يتجول عشرات القصابين يوميا في أسواق المواشي بالرغم من تكثيف جهود وزارة العمل حملات التفتيش على العمالة المخالفة، إلا أنهم مازالوا يزاولون الذبح وكأنه مهنة من لا عمل له، خاصة أن غالبيتهم يحمل تأشيرات عمل سائقين وخدم منازل ومزارعين وأعمال مختلفة، إلا أن ما يدفعهم إلى تلك المهنة هو الربح الذي يحصلون عليه خاصة في المناسبات والأعياد· وتصل أحيانا قيمة ذبح أضحية عيد الأضحى في ظل الزحمة وكثرة طلب الناس على القصابين إلى ما يزيد عن 200 درهم· وتكمن المخاطر في اللجوء إلى القصابين الجائلين في عدم توفر الاشتراطات الصحية لذبح وسلخ الذبيحة والكشف عليها طبيا لإجازة استهلاكها، مما يستدعي ضرورة تضافر جهود جميع الفئات في المجتمع خاصة في إطار حملة ''لا للمخالفين''· يرى سالم السعدي أحد المرتادين على سوق المواشي في العين أنه بالرغم من قوانين تنظيم العمل التي صدرت مؤخرا والقرارات التي تصدرها وزارة العمل بين الحين والآخر حول المخالفين والعقوبات المفروضة على كل من يتساهل بهذا الملف العمالي، إلا أن ظاهرة القصابين المتجولين لا تزال موجودة وهم يعملون بصورة غير شرعية· وأوضح السعدي أنه يشتري الغنم والماعز مرة كل شهر من سوق العين، وفي كل مرة يحتاج فيها إلى جزار ''قصاب'' حتى يتمكن من ذبح الماعز يواجه وبشكل كبير قصابين متجولين في ذلك السوق المفتوح وكلهم من جنسية واحدة ممن تعلموا المهنة في البلد وبدأ كل منهم يتحكم في أجرته ويفرض على الزبون المبلغ الذي يحتاجه لا سيما أن الأسعار ترتفع في مواسم الأعياد والمناسبات والإجازات حتى يصل قيمة ذبح الرأس الواحد إلى 500 درهم، مؤكدا انه لا يبالغ في ذلك السعر ويقول دعونا نرى ما يجري في مناسبة عيد الأضحى· المسلخ لا يفي ويؤكد خميس الظاهري ما قاله السعدي، مضيفا أن المسلخ المركزي الذي تم تأسيسه من قبل الجهات المختصة في البلد لا يفي بالاحتياجات، فعادة ما يفضل الأهالي في مدينة العين ذبح المواشي في البيوت، حيث إن المسلخ لا يوفر خدمات في بيوت الزبائن· وأشار الظاهري إلى أنه سمع العديد من المشكلات والقضايا التي صارت بسبب القصابين المتجولين، ويرى أنهم بالرغم من تقديمهم خدمات يفضلها غالبية الأهالي، إلا أنهم يستغلون حاجة الناس إلى تلك الخدمة برفع الأسعار إلى أن تصل الى أعلى من سعر الذبيحة نفسها· مبارك الشامسي من المترددين باستمرار على سوق المواشي في العين نظرا لكثرة العزائم التي يقيمها للأهل والأصدقاء، ويقول: ''إن هناك العديد من القصابين الذين يتجولون في السوق، وعادة ما يلجأ أولئك إلى الوقوف بين بائع الغنم والمشتري وكأنهم وسطاء، وبعد ما يتم الاتفاق بينهما يقوم القصاب بنقل الذبيحة إلى سيارة المشتري، وفي الطريق يعرض ذلك الوسيط خدماته بذبح الماشية ويطلب أجرة حمولتها من حظيرة البائع في السوق إلى سيارة المشتري· ونوه الشامسي إلى أن هذه الممارسات تخالف لوائح العمل، مطالبا بتدخل الجهات المسؤولة في المسلخ حتى يتم السيطرة على الوضع وعدم تركه لكل من ''هب ودب''، لأن هناك إجراءات وقائية يتخذها أي مسلخ قبيل ذبح الماشية، منها فحوصات لكشف مدى سلامة اللحم، وسلامة طريقة الذبح وخلو الذبيحة من أية أمراض· الذبح في المنزل يعترف محمد طالب أنه يقوم بجلب جزار جائل إلى منزله عوضا عن التوجه إلى المسلخ، مبررا ذلك أن المسلخ دائما مزدحم والجزارون العاملون في المسالخ يعملون ويتسابقون مع الزمن حتى ينجزوا الأعداد الهائلة من الذبائح، وبذلك تكون الذبيحة ممتلئة ببقايا الشعر والجلد دون أن يتم تنظيف اللحم بصورة جيدة· ويرى أن الجزارين يقومون بتبديل اللحم بين ذبائح الزبائن من دون قصد، ولكن من زحمة العمل دون التمييز بين ذبيحة هذا الشخص أو ذاك· جهود مضاعفة بدوره، أكد ماجد الحسن المسؤول في مسلخ الظاهر بمدينة العين أن المسلخ يقوم خلال فترة العيد بمضاعفة جهوده حتى يتمكن من الإيفاء بطلبات ذبح الأضاحي للمواطنين والمقيمين، مشيرا إلى أن المسلخ يطبق الشروط والمعايير الصحية المطلوبة للذبح ويمنع منعا باتا قيام أحد القصابين العاملين في المسلخ بالذهاب إلى منازل المواطنين أوالمقيمين ويكتفي بجلب الأضحية إلى المسلخ حتى يتم ذبحها بطريقة صحية· أسعار معقولة ومن جانبه، قال عاطف إبراهيم المحاسب بالمسلخ المركزي إن أسعار الذبح ثابتة ومحددة من قبل البلديات ولا تتغير في المواسم الهامة والتي يكثر فيها العمل، مثل موسم عيد الأضحى، حيث يبلغ سعر ذبح الماعز 15 درهما والخروف 20 درهما والقعود 25 درهما والعجل يبدأ من 40 إلى 90 درهما، حسب حجمه وكل ذلك يضاف إليه 5 دراهم في حالة طلب تقطيع الذبيحة· نقص أعداد البيطريين بدوره، قال الدكتور زياد محمد الحسن رئيس قسم المسالخ بالعين إن المسالخ تطبق اللوائح الصحية والمعايير العالمية حتى تحقق الفائدة المرجوة من إنشائها لأجل أن تقدم خدمات صحية وبيطرية للمواطنين والمقيمين، موضحا أن من أولويات المسالخ قبل تقديم خدمة الذبح هو الكشف المبكر على الذبيحة حتى يتم التأكد من خلوها من الأمراض التي قد تتسبب في الإصابة بالأمراض في حال تناولها· وأكد الدكتور زياد الحسن أن المسالخ تعاني من نقص في الكادر الطبي البيطري، ولكن الجهات المسؤولة وعدت بتوفير عدد كاف من البيطريين لجميع المسالخ في نهاية ديسمبر ·2007 وحول الأسعار أوضح الحسن أن الأسعار ثابتة خلال فترات المواسم، وقد خصصت إدارة المسالخ مراقبين في كل مسلخ للتأكد من تطبيق الشروط وفحص الذبيحة والالتزام بالتسعيرة التي وضعتها الإدارة، مشيرا إلى قيام المسالخ بتحضيرات تامة لاستقبال أضاحي المواطنين والمقيمين في العيد· اعترافات مخالفين يقول شوكت علي الذي يعمل جزارا متجولا بين البيوت والأحياء إنه لن يترك المهنة لأنها مربحة كثيرا، وتحقق عوائد مالية له أكثر مما لو كان يعمل بمهن أخرى عند كفيله، وحينما استطاع جمع مبلغ من المال قام شوكت بشراء سيارة لتقديم خدمات ''توصيل منازل'' للعديد من الزبائن المواطنين، حيث يكلفه بعضهم بشراء الغنم أو الخراف من السوق ويجلبه بسيارته ومن ثم يمارس مهنته بذبحها في المنزل· وأضاف شوكت أن لديه الإمكانية في معرفة الغنم الجيد من الرديء وتكونت له خبرة واسعة في هذا المجال في سوق المواشي بسبب وجوده المتواصل حتى يستطيع التمييز بين الزبائن المستمرين ومن يدفع مبالغ إضافية نظير حمله الذبيحة في السيارة ومن لا يدفع شيئا· وأوضح أنه أصبح معروفا وحاز شعبية واسعة بين الأهالي، كما يتصل به الزبائن من مدن أخرى يطلبون منه نفس الخدمة التي يقدمها في العين· ويقوم شوكت في مثل هذه الطلبيات بإضافة أجرة التوصيل والذبح إلى سعر الذبيحة التي اشتراها· وأكد شوكت أنه في الأصل قدم إلى الدولة بمهنة سائق عند أحد المواطنين، ومازال يعمل عنده، وهو الآن لا يجلس في تجمعات القصابين لأنه يعرف أنه قد تكون هناك حملات تفتيشية من قبل الجهات المنظمة لسوق العمل ومخالفتهم، لأنهم لا يعملون عند كفلائهم، لذلك اضطر شوكت إلى شراء سيارة ويقوم بالتجول بها وانتظار الاتصالات من الزبائن، وحينما يطلب منه أحدهم ذبيحة يتوجه إلى السوق ويشتريها ويتوجه بسيارته إلى منزل الزبون، ومن بين زبائنه كفيله الذي ترك له الحبل على الغارب· من بين المخالفين، رحيم خان الذي قدم من بلاده ليرعى الغنم والإبل في إحدى الحظائر ومن بعدها واجه رحيم خان ظروفا صعبة، وكان يحتاج إلى مبالغ مالية أكثر من مرتبه الذي يتقاضاه شهريا، فوجد الحل الامثل في مهنة القصاب، لأنها مهنة مربحة، وبدأ مشواره مع كفيله حينما طلب منه في إحدى المرات أن يذبح أغناما من حظيرته، ومنها تعلم المهنة حتى احترفها مع الوقت وأصبح يقدم خدماته لأصحاب الحظائر الأخرى حتى وصل إلى سوق المواشي، وهرب من كفيله بعد أن وجد مهنته الجديدة أجدى وأنفع· يقول خان إنه سيقوم بتسوية أوضاع إقامته لكن بعدما يقوم بجمع بعض المال الذي يعينه على تحمل مشاق الحياة في بلاده· كما امتنع قصاب عن الادلاء باسمه خوفا من أن يتعرف عليه مفتشو وزارة العمل أو الجنسية، وقال وعينه تترقب عدسة ''الاتحاد'' حتى لا تتم التقاط صورته إنه مخالف لقانون الإقامة ولم يستفد من فترة المهلة لتسوية أوضاع المخالفين وهو نادم على ذلك ويتمنى أن تعاد فترات المهلة حتى يقوم بتسوية أوضاعه·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©