السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لوحات تتحدث بلغة التحدي.. وتنتصر للصمت

لوحات تتحدث بلغة التحدي.. وتنتصر للصمت
5 مايو 2009 23:10
استطاع المعرض السنوي الأول الذي أقيم في مدينة العين لرسومات الموهوبين من ذوي الاحتياجات الخاصة (فئة الصم- إناث) أن يلبي صرخات ثلاث فتيات مبدعات حلمن عبر سنوات طويلة أن يجدن لأنفسهن مكانة ووجوداً مميزين، وأن يعبرن بلغة راقية وجميلة وحساسة تمتلكها أناملهن التي كسرن عنها القيود وانطلقن إلى العالم برسوماتهن التي عجز الكثيرون عن وصف الإبداع فيها.. فقد بدأت موهبة الرسامة لبنى العامري منذ نعومة أظافرها، حيث كان عمرها لا يتجاوز الثماني سنوات، وبتشجيع أسرتها صقلت موهبتها، وترجمت كل ما يجول في خاطرها لا بالكلمات بل بريشة لبنى الموهوبة والإنسانة المنتجة في آن واحد.. تصف لبنى مشاركتها وتقول: «لقد شاركت بعشرين لوحة في المعرض وأنا سعيدة جداً، لأن لوحاتي تعرض لأول مرة في معرض، وقد لاحظت إعجاب الكثيرين بها مما يشعرني بالثقة والرغبة في الاستمرار، وقد ركزت في لوحاتي على رسم الطبيعة، لأنني أعشق الجمال الذي أوجده الله عز وجل فيها، واستخدمت الألوان المائية، وأتمنى أن أتعلم الرسم بالألوان الزيتية، ولا أبالغ لو قلت إن اكثر شيء أحبه في حياتي هو الرسم». ومن اللافت أن لبنى التحقت بمراكز وزارة الداخلية لتأهيل وتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة/ إناث، وتخرجت بتفوق، وتنتظر الآن أن تجد الوظيفة المناسبة التي تكفل لها فرصة الاندماج الحقيقي في المجتمع. أما الرسامة نادية الباروت فقد بدأت موهبتها في الرسم وهي ابنة الست سنوات ورسمت ما يزيد عن ألف لوحة، ركزت فيها على لوحات البورتريه ورسمت الطبيعة وما فيها من مشاهد وإيحاءات، وكذلك رسمت ما يعبر عن تراث الإمارات، واستخدمت في رسمها الفحم والألوان المائية، كما أتقنت عمل المجسمات الورقية، وقد بيع الكثير من لوحاتها. تشير نادية إلى أنها شاركت في العديد من المعارض داخل الدولة وخارجها كالمغرب وعمان وغيرها، وحصلت على ما يزيد على 45 شهادة تقدير، كما أن لها معرضاً تراثياً في بيت الشيخ سعيد القاسمي في مدينة كلباء مسقط رأسها. وتثني نادية على والدها الذي شجعها وساندها، وتعتبر الشيخ زايد رحمه الله مثلها الأعلى، فقد أعطاها شهادة تقدير في حياته، وقد رسمت صورة له ولصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» ولحكام الإمارات السبع. وتتمنى نادية أن تكمل دراستها وتدخل الجامعة، علما أنها تخرجت من مراكز وزارة الداخلية لتأهيل وتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة/ إناث، والتحقت بالعديد من الدورات التدريبية والتعليمية، وتعمل حالياً في مركز شرطة كلباء بمهام رقيب (كاتب قلم). وبالنسبة للرسامة الثالثة سارة القبيسي، فقد بدأت موهبتها في الرسم منذ أن كان عمرها ثماني سنوات، وصقلت موهبتها على يد رسامة فيتنامية في مرسم كلية التقنية في أبوظبي، حيث التحقت سارة بالكلية لدراسة دبلوم إدارة الأعمال، وفي نفس الوقت صقلت موهبتها في الرسم في مرسم الكلية، ورصيدها ثلاثون لوحة شاركت بنصفها تقريباً في المعرض. وتعتبر سارة الخيال هو الموضوع الرئيسي الذي تعبر عنه في لوحاتها، كما تصف ما يختلج في صدرها عبر موهبتها في الرسم، كما تفضل أن تستخدم أقلام الحبر الأسود في الرسم وألوان الباستيل. وتؤكد والدة سارة أنها أصرت على أن تدرس في مدارس عادية في جميع المراحل الابتدائية والثانوية وحتى الكلية حتى لا تشعر بالعزلة عن الآخرين وتجبرها هذه المدارس على النطق وليس تعلم لغة الإشارة التي تقتل النطق لديها. كما تعمل سارة الآن في مراكز وزارة الداخلية لتأهيل وتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة/ إناث لتدرب زميلاتها على برامج الكمبيوتر، لأن سارة حصلت على أكثر من خمس شهادات عن دورات تدربت فيها على التصميم الإعلاني وبرامج الكمبيوتر وغيرها. وتتمنى سارة أن تعمل بشهادتها التي أمضت أربع سنوات حتى حصلت عليها.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©