تبجيل «التخلف»

قبل أن أبدأ أود أن أصافحكم واحداً واحداً، لضرب عدة عصافير بحجر واحد، أولاً كوني أدخل عليكم مجلسكم العامر للمرة الأولى، وثانياً لأشد على أيديكم، داعياً ومواسياً أن يعينكم الله على تحمل هرطقاتي التي أتمنى أن تمسح هرطقات جورج طرابيشي «بأستيكه».. (على الله يطلع اسمه جورج حتى لا ننفضح). الأمة العربية- أدام الله وجودها- تتقن بشكل مذهل استيراد سلبيات الأمم الأخرى، وتقف عاجزة عن المنافسة في غير اللهو والترفيه، لذلك برع أبناؤنا في جانب تقني مهم جداً للسبب الذي ذكرته لكم، اللهو ولا غير اللهو، لذلك قارع العرب أقرانهم من الغرب في القدرة على «تهكير» المواقع والتلصص على أجهزة «خلق الله». هذا ليس موضوعي الذي أريد أن أحدثكم عنه، إنما اضطررت الى قول ذلك حتى أثبت لكم أنني كاتب مثقف يجيد تقليد «هيكل»، فأنا وهو دفعة واحدة، نجيد اللطم وإطلاق «ياااااالهوي ياااخراشي» بمقياس رختر واحد. في سياق آخر أعلن كعربي صميم شجبي واستنكاري ورفض ما يحدث شكلاً وقبوله مضموناً لهذا الإسفاف الذي يطال الأغنية العربية، وانهيار مستوى الكلمة في الأغنية على حساب أغاني «دربق دربق دربق»، كنت منشكحاً في لحظة صفاء، حاولت أن أرش عليها بعض بهارات من أغنية، وليتني لم أفعل، خرجت لي من جحرها فنانة يقال لها «فله»، من المؤكد أن أهلها سموها «فله» تيمناً بنوع من الورد وليس تيمناً بنوع من العقارات أو الفلل، تغني أغنية اسمها «كحيل العين»، ويبدو أن الأخت الفنانة لا تفهم أن كحيل العين اسم من أسماء البنات، لا أريد أن أصف لكم حجم الإسفاف وعدد «التكاسي» في هذه الأغنية، فقط سأضرب لكم مثالاً، وعليكم قياس حجم الخيبة على كافة المستويات، تخيلوا كاظم الساهر يغني أغنية عنوانها «يسلم لي شنبك يا حبيبي». هاني الشحيتان