الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ناجينج ··· مأساة إنسانية ينكرها اليابانيون

ناجينج ··· مأساة إنسانية ينكرها اليابانيون
19 ديسمبر 2007 01:40
في مساء أحد أيام الخريف الباردة، وفيما اجتمع حوالي 1500 شخص في قاعة بالقرب من مزار ''ياسوكوني'' -الذي يخلد ذكرى الحرب العالمية الثانية في اليابان- واستعدوا لسماع ما سيقوله جنود سابقون في الجيش الإمبراطوري حول ''الحقيقة بشأن حادثة ناجينج''، هب ''هياداكي كاسي'' للدفاع عن الرواية اليابانية وتفنيد الأطروحات المختلفة· وفي هذا السياق يقول ''هياداكي'' -رئيس لجنة مراجعة الحقائق بشأن ''ناجينج'': ''عندما فتحت قوات التحالف المنتصرة في الحرب العالمية الثانية ما يسمونه بملف جرائم الحرب التي ارتكبتها اليابان، وأقاموا محكمة خاصة بذلك كانوا في حاجة إلى أدلة تثبت الفظائع التي تكلموا عنها، لذا فبركوا قصة مجازر ''ناجينج'' التي لم يكن لها أساس من الصحة''· هذه الآراء نفسها كررها ''ساتورو ميزوميشا''، مخرج فيلم ''الحقيقة حول ناجينج'' الذي سيعرض قريباً في صالات العرض بطوكيو ويحظى بدعم بعض السياسيين، مثل حاكم طوكيو المحافظ ''شينتارو إشيهارا''؛ ويُذكر أن هذا الأخير الذي كان مستشاراً خاصاً لرئيسي وزراء سابقين قال عن ''ناجينج'' إنها مجرد ''قصة فبركتها الصين الشيوعية''· من جهتها تقول السلطات الصينية إنه خلال ''اغتصاب ناجينج''، كما أطلق على الحادث لاحقاً، قتل ما لا يقل عن 300 ألف شخص واغتصبت 20 ألف امرأة، كما تم تدمير المدينة الصينية كليا على يد القوات اليابانية الغازية؛ لكن بعد مرور سبعين سنة على دخول القوات اليابانية إلى المدينة، التي كانت وقتها عاصمة للصين في 13 ديسمبر ،1937 لا يزال الخلاف محتدماً حول ما جرى في المدينة بدءا من أرقام الضحايا، وليس انتهاء بدرجة العنف الذي مارسه اليابانيون بعد زحفهم على المدينة· وتشتكي الدول المجاورة لليابان من أن طوكيو لم تعالج الأخطاء التي ارتكبتها خلال الحرب العالمية الثانية، مرجعين ذلك إلى غياب مراجعة حقيقية للدور الذي لعبه الإمبراطور الياباني في الحرب، فضلا عن نظرة اليابان الاحتقارية لكل من كوريا والصين اللتين احتلتهما في الحرب العالمية الثانية· ففي شهر مارس الماضي نفى رئيس الوزراء الياباني السابق ''شينزو آبي'' تورط الجيش أثناء الحرب في أعمال مرتبطة بالاستغلال الجنسي، وهو ما تسبب في ضجة عالمية أثارت انتقادات واسعة· كما أنه في شهر يونيو الماضي أعلن مائة نائب في البرلمان الياباني ينتمون إلى الحزب الليبرالي الديمقراطي، أن عدد القتلى الذين سقطوا على أيدي القوات اليابانية في مجازر ''ناجينج'' لم يتجاوز 20 ألف شخص· أما الزيارات المتكررة التي قام بها رئيس الوزراء الياباني السابق ''جونيشيرو كوزومي'' إلى مزار ''ياسوكوني''، الذي يضم رفات 14 من مجرمي الحرب، فقد أثارت غضب الصين وكوريا اللتين تنتقدان أيضا لجوء الكتب المدرسية اليابانية إلى التخفيف من حدة الفظائع المرتكبة خلال الحرب العالمية الثانية· والأكثر من ذلك، هناك بعض الأصوات القليلة في اليابان التي تذهب إلى أبعد من ذلك مثل ''مسارو نايا'' -أحد كبار الضابط السابقين- بقوله: ''أنا متأكد أنه لم يكن هناك أي هجوم على المدنيين الصينيين من قبل القوات اليابانية''· ويتفق مع هذا الطرح بعض العسكريين السابقين في الجيش الياباني الذين ينفون أي تورط لقواتهم في المجازر الفظيعة المنسوبة إليهم أثناء اجتياحهم للصين وكوريا· في ظل هذا الميل المتنامي إلى إنكار الفظائع في اليابان، فإنه من الصعب معارضة تلك الأفكار، أو تحديها· ومع ذلك هناك محاولات شجاعة لمواجهة الحقيقة كالتي يقوم بها ''أكينوري فوكودا''، رئيس جمعية تطلق على نفسها اسم ''من أجل ألا تتكرر ناجينج''، وقد وجهت الجمعية دعوة إلى اثنين من الضحايا الصينيين للإدلاء بشهاداتهم في مطلع هذا الشهر، كما تم عرض فيلم ''الذكريات المغلقة'' الذي يعترف فيه بعض الجنود اليابانيين بارتكاب الفظائع· لكن ''فوكودا'' اشتكى من غياب الاهتمام الشعبي بقوله: ''لم تحضر وسائل الإعلام، ولم تتواجد كاميرات التلفزيون''· ويضيف ''هيروشي أوياما'' -الذي تولى الدفاع عن الصينيين المطالبين بتعويضات لما تعرضوا له خلال الحرب العالمية الثانية على يد القوات اليابانية- ''في الوقت الذي يحظى فيه إنكار جرائم الحرب بالقبول، تسعى وسائل الإعلام من جهتها إلى التقليل من تلك الجرائم وتتجنب الخوض في الموضوع''· ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
المصدر: اليابان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©