قامت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بزيارة مفاجئة إلى العراق أمس دعت خلالها الزعماء العراقيين إلى تسريع جهود تحقيق المصالحة الوطنية، خصوصاً في محافظة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين الأكراد والعرب والتركمان، فيما رفض رئيس إقليم كردستان شمالي البلاد المتمتع بحكم ذاتي مقابلتها احتجاجاً على عمليات الجيش التركي ضد المتمردين الانفصاليين الأكراد الأتراك داخل الإقليم·
ووصلت رايس الى كركوك لدعم جهود الأمم المتحدة باتجاه تخفيف التوتر بين سكان المدينة العرب والتركمان والأكراد بسبب مطالبة الأكراد بضمها الى اقليم كردستان، حيث التقت زعماء عشائر وسياسيين محليين يمثلون الأكراد والعرب السنة والعرب الشيعة والمسيحيين والتركمان· وذكرت أنها بحثت معهم مساهمة فرق إعادة الإعمار المحلية في الازدهار وإيجاد فرص العمل والمصالحة الوطنية وأكدت أهمية المجالس المحلية لمستقبل العراق، عراق ديمقراطي لجميع العراقيين بكافة أطيافهم''· وقالت لهم ''إن الولايات المتحدة شريك جيد لكم وننوي البقاء شركاء لكم لفترة طويلة''·
وصرح مستشار رايس في العراق ديفيد ساترفيلد بأنها أتت إلى المدينة للترحيب بانضمام السنة مجدداً الى المجالس المحلية بعد مقاطعتهم أعمالها· وأضاف ان الادارة الاميركية ترى في هذه الخطوة ''تقدماً كبيراً'' رغم استمرار مقاطعة التركمان لتلك المجالس· وأوضح أن موفد الأمم المتحدة الخاص في العراق ستافان دي ''أبرم قبل أيام اتفاقاً بين بعثة الأمم المتحدة في العراق الأطراف كافة لإحراز تقدم في تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي التي تنص على تطبيع الاوضاع وإجراء إحصاء سكاني واستفتاء في كركوك وأراض أخرى متنازع عليها لتحديد مصيرها''· وبحث ممثلو الطوائف الدينية والعرقية مع رايس الاستفتاء المزمع حول وضع المدينة وحقول النفط في أراضي الحكم الذاتي الكردية وتأسيس ''مجالس الصحوة'' لمكافحة مقاتلي تنظيم ''القاعدة'' والصراع بين تركيا ومقاتلي ''حزب العمال الكردستاني'' التركي المحظور في شمال العراق·
وتوجهت رايس من كركوك الى بغداد لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين السياسيين العراقيين تركزت على الدعوات الأميركية إلى تحرك الحكومة العراقية لاستمالة العرب السنة وإبعادهم عن التمرد· وقد استقبلها الرئيس العراقي جلال طالباني، حيث بحثا الأوضاع السياسية والأمنية في العراق· وقالت إنها حضت المسؤولين العراقيين على تسريع جهود المصالحة، خصوصا إقرار قوانين تضمن توزيعاً أفضل للثروات بين المناطق والطوائف·
لكن بارزاني ألغى زيارة مقررة الى بغداد للمشاركة في المحادثات بينها وبين السياسيين العراقيين احتجاجاً على ''موقف واشنطن من القصف التركي لشمال البلاد''· وقال رئيس حكومة كردستان نيجرفان بارزاني خلال مؤتمر صحفي في إربيل عاصملة الإقليم ''يجب أن نثبت موقفنا·· ليس معقولاً أن تسمح أميركا المسؤولة عن الأجواء العراقية لتركيا بقصف قرانا''·
وأضاف ''أتمنى أن تقف الأمور عند هذا الحد لأنه خرق للسيادة العراقية وتركيا تعرف ذلك''· وقالت رايس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها العراقي هوشيار زيباري الليلة الماضية ''إن للولايات المتحدة والعراق وتركيا مصلحة مشتركة في وقف أنشطة حزب العمال الكردستاني الذي يهدد الاستقرار في شمال العراق''·
وأضافت ''ما حصل الأحد الفائت كان قراراً تركياً· لقد أعربنا بوضوح للحكومة التركية عن قلقنا حيال أي عمل قد يسفر عن ضحايا مدنيين أو قد يزعزع استقرار شمال العراق''·
عدد اليوم
