عيد بلا مظاهر فرح في غزة

غابت فرحة عيد الأضحى هذه السنة عن سكان قطاع غزة، في ظل الاعتداءات التي يشهدها وعزلته عن باقي العالم· فبعد مرور ستة أشهر على سيطرة حركة ''حماس'' على القطاع، لا تزال العقوبات الاقتصادية مفروضة عليه ، بينما تشن اسرائيل غارات شبه يومية عليه تستهدف ناشطين· وقال اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة أمس، انه في حين يحتفل العالم الاسلامي بعيد الاضحى فإن هذا العيد يحل على فلسطين ''بالدماء والشهداء''· وليس لدى الغالبية العظمى من سكان القطاع هذه السنة ما يكفي للتضحية بخروف· وعمدت اسرائيل التي تعتبر ''حماس'' مجموعة إرهابية الى شل اقتصاد القطاع البالغة مساحته 362 كلم مربعا يعيش عليها 1,5 مليون فلسطيني، ففرضت عليه إغلاقا تاما بعدما أعلنته ''كيانا معاديا'' ما أوقف فيه حركة خروج ودخول البضائع باستثناء المساعدات الانسانية الملحة· وقال ايمن وهو شرطي في الثامنة والثلاثين من العمر وهو يذبح بقرة ''اضطررنا الى شراء بقرة أصغر لأن هذا كل ما لدينا· فسعر الكيلو ارتفع من 11 شيكلا العام الماضي الى عشرين هذا العام''· وقال انه سيتقاسم اللحم مع أشقائه الخمسة وعائلاتهم، ما يوازي مجموع ستين شخصا، بعد توزيع الثلث على الفقراء· وفي شارع مجاور يعج بالحركة في الظروف العادية، بقيت الأرصفة فارغة والمتاجر مغلقة ، بينما تغسل مجموعة من الرجال في برد الصباح الباكر دم بقرة نحرت في ساقية ماء· هنا لا تزال ذكرى الغارات الاسرائيلية التي أوقعت 13 أكثر من قتيلا في غزة يومي الاثنين والثلاثاء حاضرة في الاذهان، حيث استهدف صاروخ سيارة تنقل ناشطين على مسافة بضعة مبان· وقال عزمي (33 عاما) ''كل سنة يرتكب اليهود مجزرة ما ويسود الحزن العيد بدل الفرح· نريد ان نفرح بالعيد لكننا نفكر في الشهداء وعائلاتهم''· وطلبت ''حماس'' من سكان غزة رفض إحياء مفاوضات السلام بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية بعد المؤتمر الدولي الذي عقد في انابوليس قرب واشنطن ومواصلة الكفاح· ودعاهم هنية الى المزيد من التضحية بمناسبة هذا العيد، غير ان الفلسطينيين الذين كان يتوجه اليهم عبروا عن تعبهم وإحباطهم· وقال نائل (30 سنة) شقيق عزمي ،وهو تاجر وأب لولدين: ''يمكننا التضحية بأنفسنا، لكن إلى متى؟·· لا أفق أمامنا ولا مستقبل لأولادنا'' وتساءل ''كيف سينتهي كل هذا؟·