الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات الأسواق الناشئة تتطلع للعب دور عالمي

شركات الأسواق الناشئة تتطلع للعب دور عالمي
20 ديسمبر 2007 23:02
تتطلع شركات عديدة من الأسواق الناشئة مثل البرازيل، وروسيا، والهند، والصين للانضمام لقائمة عمالقة الشركات المتعددة الجنسيات تماماً كما فعلت شركة سامسونج إليكترونيك من كوريا الجنوبية وكما قفزت تويوتا اليابانية إلى هذه القائمة في المراحل المبكرة من العولمة· ومن البرازيل أضحت شركة امبراير أحد أكبر مزودي الطائرات الإقليمية في صناعة الطيران إلى جانب شركات أخرى مثل ناتيورا وايمبراكو وبراسكيم التي شهدت توسعاً ملحوظاً في مختلف الأسواق العالمية· وفي الوقت الذي أصبحت فيه الشركات الروسية مثل غاز بروم ولوك أويل وروسال تستغل وفرة الغاز الطبيعي الروسي في الدخول إلى الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى فقد استمرت الهند في ولادة العمالقة في قطاع الخدمات التكنولوجية مثل شركتي ويبرو وانفوسيز إلى جانب شركات أخرى مثل تاتا لخدمات الاستشارات وبعض أكبر المنافسين في مجالي التصنيع والصيدلة· بل إن أكبر شركة فولاذ في العالم يسيطر عليها حالياً لاكشمي ميتال رجل الأعمال الهندي المعروف الذي يعيش في أوروبا، وحسبما ورد في صحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون مؤخراً فقد أصبحت الصين أكبر مصدر وحيد للجيل الجديد من الشركات المتعددة الجنسيات، وبصرف النظر عن شركة لينوفو التي اشترت مؤخراً وحدة الكمبيوتر الشخصي في شركة ''آي بي إم''، فهنالك شركة هاير التي برعت في الأدوات المنزلية وشركة هاواوي للتكنولوجيا التي تنافس شركة جيسكو للأنظمة في بيع معدات الاتصالات الهاتفية في جميع انحاء العالم بالاضافة إلى مجموعة بيرل ريفر التي استحوذت على حصة هائلة في سوق أجهزة البيانو الموسيقية· ويبدو أن بروز هذا الجيل الجديد من العمالقة بات يعتبر جزءاً من ''أكبر تحول يشهده الاقتصاد العالمي منذ الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر'' كما يقول انتوني فان اجتميل مؤلف الكتاب الجديد الذي يحمل العنوان ''قرن الأسواق الناشئة- كيف تمكن هجين من الشركات الجديدة من الامساك بخناق العالم''· والذي يقول في إحدى صفحاته: ''لقد بدأنا نشهد إعادة للتوازن في الاقتصاد العالمي وإلى ما قبل فترة الثورة الصناعية عندما كانت الصين والهند القوتين الأكبر في العالم''· ولكن كيف تمكن هذا العدد من الشركات التي كانت في الماضي غير قادرة حتى على العمل في أسواقها الأم، من أن يكتسب وبهذه السرعة كل تلك الخبرات والنجاح في إدارة العمليات التيارية المتعددة الجنسيات والبالغة التعقيد؟ ويشير أحد التفسيرات إلى أن الإجابة تكمن في السهولة المتزايد التي أصبحت سائدة في الاتصالات عبر العالم والسفر الجوي، بينما ينطوي تفسير آخر على أن الخبرات المطلوبة أصبحت متوفرة ويمكن شراؤها بالمال· ويقول بيتر ويليامسون الأستاذ في كلية انسيد لإدارة الأعمال ومؤلف كتاب ''التنين يقرع الأبواب'': ''إن هذه الشركات استمرت توظف الأشخاص من ذوي الخبرة من أي مكان في العالم بمن فيها شركات مثل أوجيلفي آند ماثر في مجال الإعلانات والدعاية وشركة ماكينزي في مجال الاستراتيجية، لذا فقد حدث تحول كبير في كيفية اكتساب المعارف والمهارات والتي كانت تحتاج إلى بطء ووقت كبير في بنائها''· ويوجد تباين كبير في التقديرات الخاصة باعداد هذه الشركات الجديدة المتعددة الجنسيات، وفي الوقت الذي حدد فيه كتاب فان اجتميل 25 شركة منها' فإن دراسة نفذتها مجموعة بوسطن للاستشارات في العام الماضي رفعت هذا العدد إلى 100 شركة، بينما ذكرت شركة اكسينتشر للاستشارات أن هنالك 62 شركة متعددة الجنسيات من الأسواق الناشئة تمكنت من الانضمام إلى قائمة أكبر 500 شركة لمجلة فورتشن العالمية عام ،2005 مقارنة بعدد 20 شركة فقط في عام ،1995 وتنبأت الشركة الاستشارية بأن يصل هذا العدد في القائمة إلى 100 شركة في خلال فترة العشر سنوات القادمة· ولن تحقق كل هذه الشركات النجاح بالطبع، فقد لاحظ فان اجتميل في كتابه أن البعض سوف يتعين عليه أني يتعلم التركيز على القليل من المجالات الجوهرية الهامة حيث يمكنه تحقيق التميز عوضاً عن الدخول في خليط متسع من الأنشطة كما درجت على ذلك بعض الشركات في أسواقها المحلية· بيد أن من الواضح أن هذه الشركات الجديدة سوف يصبح بامكانها تحقيق النجاح بنتائج ايجابية وسلبية على حد سواء، وعلى الجانب الإيجابي وفيما يختص بجموع المستهلكين فإن هذه الشركات لديها هياكل منخفضة التكلفة بحيث تسمح لها بتقديم أسعار متدنية· ولكن وعلى الجانب الآخر وفيما يتعلق بالعمالة فإن بعض الاشخاص سوف يشعرون بأن شركاتهم أو وظائفهم محمية بفضل القيمة المضافة العالية والتكنولوجيا الراسخة المتقدمة في أعمالهم التجارية بحيث يعتقدون أن العمل في الشركات الجديدة القادمة لن يناسبهم بأي حال من الأموال· بيد أن العمالقة من الاقتصاديات الناشئة لديهم استراتيجيات مختلفة تعكس مدى ما يتمتع به كل منهم من قوة كما يقول هارولد سيركين نائب رئيس مجموعة بوسطن للاستشارات في شيكاغو، فالبعض وبخاصة الشركات الصينية قد درجت على استغلال انخفاض تكلفة العمالة في تجاوز الشركات الراسخة، إلا أن الشركات الناشئة المتعددة الجنسيات ليس لديها فيما يبدو الوقت الكافي لتأسيس علامات تجارية معروفة لنفسها مثل ما فعلت ''سوني أو ال جي'' ولكنها تفكر في تعويض هذا النقص عبر شراء الشركات الأميركية ذات الماركات العالمية المشهورة· وهنالك شركات أُخَرُ مثل امبراير البرازيلية التي تعلمت كيفية استخدام قاعدة محلية تتسم بالتميز ولكن بمهارات هندسية قليلة التكلفة، أما الشركات الروسية فقد نجحت في استغلال الثروات الهائلة لمواردها الطبيعية في تأسيس قنوات متميزة للتوزيع· ويقول سيركين إن دخول الشركات المتعددة الجنسيات إلى السوق الأميركي على المدى الطويل سوف يمثل ''صفقة أكبر حجماً'' بكثير من مجرد وصول الشركات الكورية أو اليابانية الأقل عدداً في الماضي، وذلك لأن دولاً مثل الصين والهند بات من المرجح أن تفرخ العديد من الشركات الهامة في المستقبل، ويمضي قائلاً: ''لقد أصبحنا نترقب وصول شركة تويوتا الجديدة من الصين وشركة سامسونج القادمة من الهند''· على أن الجيل الجديد من الشركات المتعددة الجنسيات سوف يمثل ظاهرة أكثر تعقيداً من مجرد طفرة من المنتخبات المستوردة والتي يمكن كبح جماحها أو ايقاف تدفقها بواسطة فرض الرسوم أو الحواجز كما يشير الخبراء، ولكن هذه الشركات سوف تستمرف ي شراء الموجودات والاسهم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©