الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لماذا اعتذر مسرح بني ياس؟

لماذا اعتذر مسرح بني ياس؟
16 فبراير 2011 19:11
قدّم مسرح بني ياس في أبوظبي اعتذاره عن عدم المشاركة في مهرجان أيام الشارقة المسرحية لهذا العام والذي سينطلق في 17 مارس المقبل، وللاعتذار أسبابه، ولعدم المشاركة ظروفها، ولهذا حاول “الاتحاد الثقافي” أن يتعرف إلى الأسباب والظروف التي دعت لهذا الاعتذار، على اعتبار أن مهرجان أيام الشارقة المسرحية حدث كبير، تعد الفرق المسرحية في الدولة له نتاجاتها خلال عام كامل كي تتنافس فيه على حظوة الجوائز والتقييمات النقدية التي تصاحب العروض. في هذا الإطار قال الممثل الإماراتي عبدالله بن حيدر أمين سر مجلس إدارة مسرح بني ياس موضحاً أسباب الاعتذار “في البدء لابد لنا من القول إن مهرجان أيام الشارقة المسرحية هو من أهم الفعاليات الفنية التي تقام في منطقة الخليج بخاصة والعالم العربي عامة كونه ميداناً إبداعياً تتجمع فيه كل طاقات الإبداع من العالم العربي، بالإضافة إلى تميزه بالاهتمام الخاص من لدن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ومن جميع القائمين على المهرجان من دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بالتضامن مع جمعية المسرحيين الإماراتيين”. وأضاف: “أعتقد أن مسرح بني ياس ينظر إلى المهرجان باحترام كبير ودائماً ما يضعه على قائمة أولوياته عندما يستعد لتنفيذ جدول أعماله السنوي، ومن هذا الباب طرحنا في البدء فكرة تقديم عمل مسرحي يليق بمكانة مسرح بني ياس الإبداعية على اعتبار أننا قدمنا في السابق منذ انطلاقة تأسيس مسرح بني ياس أعمالاً مسرحية لاقت اهتماماً استثنائياً في المهرجان وحصدت جوائز عدة نفتخر بأنها تزيّن مسيرة هذا المسرح الفنية”. ويواصل ابن حيدر “في هذا العام ونحن في خضم الاستعداد للمشاركة في البداية بعد أن عقد مجلس إدارة مسرح بني ياس جلساته لمناقشة مستوى الاشتراك وتقديم العرض المسرحي المناسب، قررنا أن يكون هناك عمل مغاير، حيث اعتدنا على تقديم أعمال باللغة العربية الفصحى، ولذا أردنا أن نغير هذا النمط بالاتجاه إلى نمط العمل المسرحي الاجتماعي باللغة العامية كتجربة جديدة ندخل في خضمها”. وقال “اتفقنا في البدء على الممثلين الرئيسيين في عملنا الجديد حيث تم ترشيح المخرج علاء النعيمي كممثل والفنانين أحمد عبدالرزاق وعيسى كايد وعادل الراي والممثل عبدالله بن حيدر، في مسرحية من تأليف المؤلف إسماعيل عبدالله وإخراج محمود أبوالعباس بعنوان “سفرطاس” وقررت إدارة مسرح بني ياس طرح الفكرة على المؤلف والمخرج، وتم تطوير الفكرة بما يتناسب لرؤية المسرح بهذا العمل، ولكن شاءت الظروف انشغال المؤلف والمخرج وعبدالله بن حيدر في مهرجان الهيئة العربية للمسرح في لبنان”. وتابع “لقد حاولنا مراراً أن نجتمع كي ننجز قدر المستطاع النص ولكن لم يتم ذلك بسبب ظروف الانشغال، وفي هذا الإطار من الصعب أن نقدم عملاً غير مدروس بشكل دقيق في أهم مهرجانات العالم العربي بالإضافة إلى عدم جاهزية المسرح بغياب الفنان عبدالله بوشامس لأسباب خارجة عن إرادته”. وقال ابن حيدر “ولكن هذا لم يمنع من أن نتفق مع المؤلف والمخرج على إنجاز عمل آخر غير “سفرطاس” وكان المؤلف اسماعيل عبدالله قد قدم لنا نصاً جديداً لمسرح بني ياس يحمل عنوان “كرسي السعادة” مما أراحنا كثيراً وأعطانا دفعة قوية لإنجازه على خشبة المسرح، من أجل التواجد في أيام الشارقة المسرحية، ولكن شاءت الظروف حين اجتمعنا لمناقشة العمل مع المخرج محمود أبوالعباس والمؤلف اسماعيل عبدالله عن طريق تكليفي من قبل مجلس الإدارة للدخول في مناقشة حيثيات الاتفاق على روح العمل، تم تغيير الممثلين أثناء الاجتماع حيث إن العمل يستدعي مجموعة كبيرة من الممثلين مما يضيف عبئاً مالياً كبيراً على مسرح بني ياس بالرغم من دعم وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ودائرة الثقافة والإعلام في الشارقة ومؤسسة الإمارات لنا، إلا أننا لم نستطع أن نحصل على الميزانية الكافية لتغطية العمل، علماً أننا بدأنا بروفات التحضير لإنجاز العمل لمدة يومين متواصلين في مقر جمعية المسرحيين في الشارقة، إلا أنني كمشرف عام للعمل أحسست بعدم جاهزية الفريق نفسياً للعمل، فقد أبدى بعض عناصر الفريق بطرح ظروفهم الخاصة وعدم التزامهم بمواعيد البروفات مستقبلاً بالإضافة إلى ضيق الوقت مما أثار مخاوفي في تنفيذ العمل بشكل دقيق ومرض”. وأضاف “لقد قدمت شخصياً اعتذاري لجميع عناصر فريق العمل، وأبلغتهم بإيقاف العمل ووضحت الظروف التي استدعت إلى ذلك، حيث كانت أهم أسباب عدم المشاركة هي حرصنا كمسرح بني ياس على الحفاظ على رونق مهرجان أيام الشارقة المسرحية وعلى تميزه في شكله العام، والتي من المفترض أن نتخلق بها عند مشاركتنا بأجمل ما لدينا، لأننا نؤمن أن الموضوع لا يتعلق بالمشاركة فقط وإنما يتعلق بالمتميز بالمشاركة”. وقال “يرجع كل هذا الاعتذار إلى حبنا لهذا المهرجان والذين يديرون دفعة نحو التألق، وقد أبلغنا دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة باعتذارنا بخطاب رسمي وبمكالمة هاتفية حول هذا الموضوع وقدمنا وعداً أن نشارك في العام المقبل بعمل مهم وهو “سفرطاس” الذي سيليق بمكانة أيام الشارقة المسرحية الكبيرة”. ويقول عبدالله بن حيدر عن “سفرطاس” بأنها مسرحية تبدو من عنوانها ذات نفس شعبي وكوميدي إذ تعني كلمة سفرطاس مجموعة المواعين المركبة فوق بعضها والمصنوعة من النحاس والتي يستخدمها عمال البناء، وهذا يجعل النص بروح فولكلورية بالإضافة إلى ما تجري في المسرحية من أحداث كوميدية تتعلق بالشباب المثقف الذي فكر فجأة أن يمتهن هذه المهن البسيطة وعليه تدور الأحداث، وأرجو ألا استرسل كثيراً في موضوعة النص كيلا أسبق عرضه القصصي وثيمته الرئيسية التي سيحفل بها النص المسرحي”. وعن “كرسي السعادة” يقول عبدالله بن حيدر “إنه نص يعالج الكرسي الإداري الذي يحلم به الكثيرون بينما يجلس هذا الكرسي على فراغ أشبه بالعالم المتهرئ وهي فكرة تدور حول عدم خلود الأشياء وما نتصورها، وكأن الفكرة الرئيسية تقول “إن أردت المطاع فاطلب المستطاع”، ونتمنى أيضاً أن ينفذ هذا النص مسرح بني ياس مستقبلاً”. وقال ابن حيدر “وهذا كله لا يمنع تواجدنا في أيام الشارقة المسرحية وأنا شخصياً أتواجد في الأيام ضمن اللجنة الفنية التي تقوم على تجهيز المسارح التي تقام عليها العروض بكل احتياجات العمل وعليه فإننا نتمنى للأيام النجاح كونه نجاحاً لنا”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©