الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بابا روما: أخطأت في حق الإسلام

بابا روما: أخطأت في حق الإسلام
16 فبراير 2011 19:17
هذا الكتاب الذي يحمل عنوان: “نور العالم” للبابا بنيديكتوس السادس عشر أحدث جدلا واسعا في الأوساط المسيحية، ويقول النقاد أنّ صدوره هذه الايام هو محاولة من بابا روما لاستمالة الرأي العام وكسب وده وتعاطفه بعد موجة النقد التي كثرت في الآونة الأخيرة للكنيسة، بسبب الفضائح المرتبطة بقضايا الاعتداءات الجنسية على الأطفال المتهم فيها بعض القساوسة. والكتاب جاء في قالب سؤال وجواب بين الصحفي الالماني بيتر سيوالد والبابا، وقد أنجزا هذا العمل في أواخر شهر يوليو الماضي أثناء عطلة البابا، حيث أدار الصحفي حوارا مع الباب استمر ساعات طويلة. ورأى بعض النقاد إن هذا المؤلف جاء مخيّبا لآمال “التقدميين” الذين كانوا ينتظرون أن تتزحزح الكنيسة ولو قليلا عن بعض مواقفها المتشددة الا ان ذلك لم يحصل، وكان الاستثناء الوحيد هو الموقف الجديد بالسماح ـ في حدود ـ باستعمال “الواقي” للحماية من مرض الإيدز. وكان الموقف الرسمي للفاتيكان في السابق والذي عبر عنه البابا مرارا هو الاعتراض بشدة على استعماله. إشكالية الإيدز وفي هذا السياق تطرّق البابا في كتابه إلى رحلته إلى إفريقيا التي أثارت ضجة بسبب تصريح له ذكر فيه، في سياق تعليق على انتشار مرض الأيدز، أن الواقي الذكري تمنعه الكنيسة. وعاد البابا في هذا الكتاب ليقول أنّه أسيء فهم كلامه وأن الكنيسة هي مع الوقاية من مرض الأيدز. وأكد المعلقون أن البابا قال في إفريقيا أن الواقي الذكري يزيد في استفحال المشكلة، لكنه في كتابه تراجع قليلا في هذا الكتاب، وأنه ظهر أكثر تفهما وتسامحا. ولكن في المقابل هناك من المتابعين لشؤون الدين والكنيسة في أوروبا والغرب عموما، من اعتبروا أن بعض ما جاء في هذا الكتاب يشكل منعرجا هاما في تفكير البابا وبعض مواقفه. إذ أنه ظهر في بعض مواقف البابا شيئ من التفتح إزاء بعض المسائل التي كان موقفه منها سابقا متشددا ولا نقاش فيه. والمؤكد أن صدور هذا الكتاب الآن ليس من باب الصدفة، وإنما هو عمل مدروس في ظرف كثر فيه الحديث عن انتهاكات بعض رجال الكنيسة الجنسية على الأطفال، وما أثارته هذه المسألة من ضجة إعلامية. وفي هذا الكتاب الّذي يحمل عنوان “نور العالم” يعترف البابا، الذي انتخب عام 2005، أنه لم يتمّ دائما تطبيق القانون بخصوص اعتداءات بعض رجال الكنيسة الجنسيّة على الأطفال. كما يشير البابا في كتابه إلى أنّ مسألة التحرش الجنسي تمثل أزمة كبرى، وشبهها بالبركان الذي يندلع منه دخان يلوّث المحيط بأكمله، حتى أن المسألة أصبحت تظهر وكأنها عامة مما جعل كل قس يشعر بالعار وكأنه هو المعني بها، وتساءل بنيديكتوس السادس عشر: كيف حصل كلّ هذا؟ لا بد من دراسة هذه المسألة بعمق، ولابد من اتخاذ الإجراءات الضرورية حتى لا يتكرر في المستقبل مثل هذا الأمر أبدا، مؤكدا أن الاعتداءات الجنسية على الأطفال من بعض رجال الكنيسة تمثل كبيرة من الكبائر.. والجدير بالذكر إن الكنيسة عارضت أيضا تناول حبوب منع الحمل والإجهاض، أما اليوم فإن البابا، في كتابه هذا، فقد عرّج مطولا على هذه المسائل وأخرى لها صلة بالجنس والعلاقات بين المرأة والرّجل. إنّها جمل قليلة جاءت على لسان البابا لها صلة بهذا الموضوع ولكنها هي التي شدّت انتباه المتابعين لشؤون الكنيسة، ورأى النقاد أن البابا نزل من عليائه وانغمس في شؤون الحياة والناس واقترب قليلا من الواقع اليومي لأغلب الناس وأخذ في اعتباره تطور العادات وتغير العقليات. وردّا على سؤال حول عدم زواج القساوسة ورجال الكنيسة فإن البابا كان متمسكا بموقف الكنيسة التقليدي الداعي إلى عدم السماح بزواج رجال الكنيسة. عن الإسلام وقد حرص الناشر إلى الإشارة بأن البابا تحدث في هذا الكتاب بصفة شخصية، وأن المواقف المعبر عنها لا تلزم الكنيسة بل تعبر عن رأي الرجل كإنسان، وقد اعترف البابا (83 عاما) في بعض أجزاء هذا الكتاب ببعض أخطاء الكنيسة وبأخطائه هو شخصيا، ومن ذلك إنه لم يقدر ردّ فعل المسلمين عندما ألقى محاضرته الشهيرة والتي كان له فيها موقفا غير موضوعي من الإسلام والمسلمين، وقد أثار هذا الموقف في حينه ردود فعل كثيرة، في أوساط المسلمين وكثير من مفكري الغرب المنفتحين. وسئل البابا عن موقفه من مسألة ارتداء البرقع في البلدان الأوروبية فأجاب في الكتاب: “فيما يخص البرقع، فإني لا أرى أي داع لإصدار قوانين لمنع ارتدائه. يقال أن بعض النساء لا يقبلن على لباس البرقع من تلقاء أنفسهن وعن قناعة شخصية، وأن بعضهن يجبرن على ذلك، وهو ما نعتبره نوعا من العنف الممارس على النساء .إذا كان الأمر كذلك حقّا، لا يمكن لنا أن نوافق عليه، ولكن إذا أردن لباسه من تلقاء أنفسهن وعن رغبة وقناعة شخصية، فإني لا أرى لماذا يتم منعهنّ من ذلك”، وعلّق النقاد على هذا الجواب بأنه يتضمن نداء إلى فرنسا للتراجع عن القانون الذي سنته بمنع لباس الحجاب والبرقع. ومن المواقف التي تضمنها الكتاب وأثارت الاستغراب إعلان البابا أنّه إذا لزم الأمر فإنه سيقدم استقالته، ومما قاله في هذا الشأن: “عندما يصبح البابا غير قادر جسديا أو فكريا فإن من واجبه أن يستقيل”، علما وأنه لم يحصل على مر الأعوام والعصور أن استقال البابا من منصبه، والمعروف أن سلفه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني قد أنهكه المرض منذ حادث الاعتداء الذي تعرّض له عام 1981. وذكر مسؤولون في الفاتيكان أن عائدات مؤلفات البابا بنيديكتوس السادس عشر من الكتب بلغت 5 ملايين يورو (6.6 مليون دولار)، وألّف البابا (83 عاما) أكثر من 30 عملا منشورامن اهمها “الله والعالم” وصدر عام 2000.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©