تسعى كبرى شركات الاستثمار العقاري والسياحي إلى استكشاف فرص الاستثمار في البرازيل، في ضوء الاهتمام المتزايد من جانب المستثمرين المحليين والإقليميين على السواء بدخول مشروعات مشتركة في تلك الدولة التي تملك إمكانيات كبيرة، وتوقعات بطفرة في العلاقات الاقتصادية والتجارية وحركة التبادل السياحي بين البرازيل ومنطقة الخليج، الأمر الذي يدعمه تدشين ''طيران الإمارات'' في بداية أكتوبر الماضي لرحلات يومية إلى مدينة ''ساوباولو'' البرازيلية·
ومن المقرر أن يزور ممثلون لاثنتين من أكبر المجموعات الإماراتية الناشطة في مجالات التطوير العقاري والسياحة والفنادق، هما شركتي ''نخيل'' و''جميرا''، البرازيل خلال الربع الأول من العام المقبل لاستكشاف فرص الاستثمار في قطاعات التطوير العقاري والسياحة والفنادق· وتجدر الإشارة الى أن أبرز القطاعات المرشحة للاستثمار العربي في البرازيل هي الزراعة والأغذية والسياحة والفنادق·
وأشار الفريدو مورايس، مدير إدارة الترويج الاستثماري في وزارة السياحة البرازيلية، إلى أن المجموعتين تبديان اهتماماً كبيراً بالاستثمار في البرازيل، وقال مورايس في تصريح نقلته وكالة الأنباء العربية البرازيلية التابعة لغرفة التجارة العربية البرازيلية قوله إن اللقاءات التي عقدها وفد برازيلي في دبي مؤخراً كشفت عن حرص العديد من المجموعات الإماراتية على الاستثمار في بلاده·
وأضاف مورايس: ''ينتظر أن يزور ممثلو تلك المجموعات البرازيل في الربع الأول من ،2008 وأجرينا محادثات جيدة للغابة مع مجموعة ''نخيل'' التي لا يوجد لديها مشروعات في أميركا الجنوبية حالياً، وهم مهتمون بزيارة مدن مثل ''ساوباولو'' و''ريو دي جانيرو''، ومن المتوقع أن نبدأ في تلقي استثمارات عربية خلال السنوات الثلاث المقبلة''· وتنشط مجموعة ''نخيل'' في تطوير العديد من المشروعات بقيمة استثمارية تتجاوز 30 مليار دولار·
وحسب المسؤول البرازيلي فإن مجموعة ''جميرا'' تبدي اهتماماً بالاستثمار في مجموعة من الفنادق الفاخرة في البرازيل على غرار فنادق تابعة لها مثل ''برج العرب'' و''جميرا بيتش'' و''أبراج الإمارات'' و''باب الشمس''· وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة ''جميرا'' الفندقية تملك أيضاً فنادق ''جميرا كارلتون تاور'' و''جميرا الوندس'' في لندن و''جميرا اسكس هاوسط في نيويورك·
وبخلاف ذلك هناك اتصالات بين مجموعة ''دبي العالمية'' والسلطات البرازيلية بشأن ميناء سانتوس، أكبر موانئ أميركا الجنوبية، والذي تسعى البرازيل إلى تطويره وتوسعته·
وتنفذ الحكومة البرازيلية خطة لجذب الاستثمارات العربية وتلعب غرفة التجارة العربية البرازيلية دوراً رئيسياً في هذا الشأن من خلال المشاركة في المعارض التجارية والمؤتمرات التي تستضيفها الدول العربية، وتنظيم لقاءات مع رجال الأعمال من الجانبين· وتأسست غرفة التجارة العربية البرازيلية في العام 1952 بهدف تعزيز التقارب الاقتصادي والثقافي بين البرازيل والدول العربية، ولها مكاتب في ساوباولو وكورينثيا وبرازيليا ''العاصمة'' و''بيل هوريزونتي'' وتتبع الغرفة وكالة للأنباء تحمل اسمها ''انبا'' تبث الأخبار والتقارير حول العلاقات التجارية والثقافية بين البرازيل والدول العربية· وشاركت الغرفة في 48 معرضاً في الدول العربية خلال السنوات الأربع الأخيرة منها الخمسة الكبار والفنادق في دبي· وللمنحدرين من أصول عربية حضور قوي في قطاعات الصناعة والتجزئة والجملة والخدمات والسياسة والتعليم في البرازيل، ويصل عدد هؤلاء إلى 12 مليون نسمة منهم 1,5 مليون مسلم·
وتستقبل البرازيل ما يزيد على 5 ملايين سائح سنوياً غالبيتهم من الأرجنتين وأورجواي ودول أميركا الجنوبية إلى جانب دول أوروبية وأميركا، أما الزوار من الشرق الأوسط فيأتون من لبنان بالأساس·
وتملك البرازيل مقومات سياحية كبيرة، وبخلاف السياح القادمين من الخارج، تعتبر السياحة الداخلية في البرازيل أحد أهم مقومات النشاط السياحي في البلاد، حيث يقدر عدد السياح المحليين 50 مليون سائح في 2007 مقابل 43 مليون سائح في 2006 و30 مليون سائح في ·2003 وينظر المسؤولون البرازيليون الى تجربة الإمارات في اجتذاب السياح بعين الإعجاب، حيث تم تحويل الدولة إلى وجهة سياحية مهمة خلال سنوات قليلة بفضل جودة الخدمات· وتعد البرازيل خامس أكبر دول العالم حيث تمتد على مساحة 8,5 مليون كيلومتر مربع، ويصل عدد سكانها إلى 188 مليون نسمة ووصل معدل النمو السكاني إلى 1,04 بالمائة في 2006 وينتظر أن تكون النسبة في حدود 1 بالمائة العام الحالي· ويصل مجموع الناتج المحلي الإجمالي للبرازيل إلى 903 مليارات دولار في العام ،2006 وينتظر أن يرتفع إلى 1,09 تريليون دولار في ،2007 ويقدر معدل التضخم بحوالي 4 بالمائة·
وأكد المسؤولون البرازيليون أن الزيارة التي قام بها الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا إلى دول عربية، من بينها الإمارات، في ديسمبر من العام 2003 آتت ثمارها، وكذلك قمة الدول العربية ودول أميركا الجنوبية التي استضافتها العاصمة البرازيلية ''برازيليا'' في العام ·2005
وبلغت قيمة تجارة الإمارات والبرازيل 1,3 مليار دولار (4,7 مليار درهم) خلال الشهور العشرة الأولى من العام ،2007 ويتوقع أن يرتفع الرقم الى ملياري دولار (7,3 مليار درهم) خلال العام 2007 ككل·
ويتوقع أن يصل حجم التبادل التجاري بين البرازيل والدول العربية إلى 15 مليار دولار في العام ،2007 علماً أنها صدرت ما قيمته 6,6 مليار دولار إلى دول المنطقة في ،2006 مقابل واردات بقيمة 5,3 مليار دولار وبفائض 1,3 مليار دولار لصالح البرازيل·
عدد اليوم
