الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فك الاشتباك بين المفاهيم

16 فبراير 2011 19:21
إن تسميات مثل المسرح التربوي والمسرح المدرسي والمسرح التعليمي تجد من يستحسن المسرح في التربية والمسرح في المدرسة والمسرح في التعليم بدلاً عنها، وما ذلك إلا لاختلاف توجهات الرائين إلى الأمر من التربية ومن المسرح، وهذا الاختلاف وهذا التباين يؤثر في الممارسة نفسها ميدانياً. يقول كمال الدين حسين في كتابه “المسرح التعليمي المصطلح والتطبيق” الصادر عن الدار المصرية ـ اللبنانية بمصر في طبعته الأولى عام 2005: “إن دور المسرح في التربية لابد وأن يتكامل مع العديد من المناهج والأساليب التربوية الأخرى في توافق من أجل التنمية الشاملة للفرد”. ويصل به تخريجه هذا إلى رفض مصطلح المسرح التربوي باعتباره فضفاضاً من وجهة نظره، كما ويرفض مصطلح المسرح المدرسي قائلاً إن الأمر يتطلب السعي لإيجاد مصطلح يمكن أن يشمل بدلالته كل الأنشطة المسرحية والدرامية التي تمارس في كافة المؤسسات التعليمية. يسوق كمال الدين حسين كل مبرراته وصولاً إلى مصطلح المسرح التعليمي معتبراً إياه المصطلح الأصح، في حين أنه يتحدث عن المسرح التعليمي، وكل كتاباته ومسوغاته تدل على أنه يعني التربية المسرحية، لأن التربية المسرحية تشمل المسرح التعليمي (المسرح المدرسي والجامعي والمسرح في رياض الأطفال) باعتبار أن كل هذه ما هي إلا النشاط الميداني للتربية المسرحية، وهي تندرج تحت مفهوم الفنون، بينما التربية المسرحية علم، وهناك فرق كبير . بين الفنون والعلوم الفنون لا يجبُّ جديدها قديمها، لأنها تتطور في إطار الهرم الفني لذات المبدع وذات البنية الإبداعية التي أفرزتها، ولكل مبدع هرمه، ولكل بنية هرمها، ولكل حقبة هرمها الذي يتحدد حجمه صغراً وكبراً بعلاقته بالحقب السابقة، وبعلاقة ذات المبدع بجوهر ذات الحقبة والحقب السابقة واللاحقة. عكس ذلك نجد العلم الذي يتقدم مضيفاً للهرم الشامل للإنسانية كلها منذ بدء الخليقة، ولهذا فالكشف العلمي الجديد يضيف رأسياً لهرم العلوم فيعلو على سابقه، وقد يوقف فاعليته تماماً في بعض الأحيان بينما في الفنون لا يحدث هذا على إطلاقه. مما تقدم يتضح إن التربوي المتخصص في مادة ما، يكفيه ما درسه في الجامعة والمراجع الحديثة لنقل ما تعلمه إلى تلاميذه متسلحاً بأصول وطرق التدريس التي خبرها قولاً لأن المجال مجال توصيل خبر، أما في حال توصيل المادة عن طريق الفنون فلابد له من الإلمام بهرم الفنون منذ بدء الخليقة لأن المجال مجال خبرة، وهذا هو الفرق بين القول والأداء، ولهذا أسلفنا القول إن المتعامل مع المسرح في التعليم يلزمه تخصصان: تخصص في التربية وتخصص في المسرح. ولفك الاشتباك الناتج عن التقاء المصطلحين لابد من الإجابة عن سؤالين: السؤال الأول سؤال المسرح في التعليم لماذا؟ والسؤال الثاني سؤال المسرح في التعليم كيف؟ وقبل كل هذا لابد من بيان موقع التربية المسرحية المتشابك ما بين هرم العلوم باعتبارها علماً وهرم الفنون الذي ينتمي إليه نشاطها الميداني والذي يخصنا منه هنا المسرح في التعليم. وللحديث عن التربية المسرحية مزالق، لكونها تتخفى وراء نشاطها الميداني فتتمظهر للرائي إليها عن بعد فناً فقط، فمسرح التلفزيون والبرامج التي تستهدف المسرح فيه هي النشاط الميداني للتربية المسرحية في التلفزيون، وفرق الجامعات وما تمارسه من فعاليات مسرحية هي النشاط الميداني للتربية المسرحية في الجامعات، والمسرح المدرسي هو النشاط الميداني للتربية المسرحية في المدارس، والتربية المسرحية في صيرورة وتواصل دائمين لأنها علم، وهرم العلوم هرم ناقص لا يكتمل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فكل إشراق يوم جديد يضيف الجديد إلى هذا الهرم. التربية المسرحية إذن ـ مثلها مثل التربية الموسيقية والتربية الفنية والتربية الرياضية ـ تختلف عن بقية العلوم في أنها تندرج تحت باب الفنون في شقها الميداني، وهرم الفنون له كمال وحجم في كل مرحلة فنية تتناسبان مع علاقة المرحلة بسابقاتها، ولهذا كان لابد من هضم التراث الفني كله لمن يريد أن يضيف الجديد في الفنون، بينما يمكن لدارس العلوم أن يكتفي بهضم أحدث النظريات العلمية ليكون في وضع يؤهله لإضافة الجديد، بل يكون قادراً على اختراع الجديد، فالعلوم يجب حديثها قديمها كما أسلفت، بينما يظل القديم في تنافس مع الجديد في الفنون، بل قد يفوقه أحياناً، وليس غريباً على ما تقدم أن يكون شكسبير هو الأعظم باعتراف الجميع برغم القرون التي تفصل بيننا. المسرح والتعليم التربية هي وسيلة المجتمع في تحقيق فردية المواطن وجماعيته في آن، فهي تعمل من جهة على تنمية قدرات الفرد وتهذيب ميوله وإكسابه مهارات عامة في نواحي حياته، كما تعمل في الوقت ذاته على تهيئة روحه ليعيش سعيداً في الجماعة، يتكيف معها ويتدامج، مسهماً في نشاطها، عاملاً لصالحها، فبناء الإنسان ليس بالشيء السهل، والتعامل مع الطفل التلميذ هو في جوهره وضع اللبنات الأولى في بناء شخصية هذا الإنسان، وصعوبة التعامل مع الطفل التلميذ لا تكمن فقط في أنه حديث عهد بالفطام الاجتماعي، وإنما تكمن أيضاً في أنه وبفطامه الاجتماعي هذا، يضع خبراته العاطفية والحياتية الضئيلة في مواجهة مشارف أولى عتبات السلم الاجتماعي، هذا السلم الذي يبدأ صعوده، وهو مشروع شخص ثم يستحيل شخصية بما اكتسبه من صفات، فهو يتنامى مروراً بالمراحل التعليمية، ولكل مرحلة من هذه المراحل خصوصية تستوجب المراعاة عند التعامل معها وفقاً لها، إذن فالإجابة ليست بالسهولة التي يتصورها القارئ أو السامع للسؤال في عجالة، فدور المسرح في التعليم يتعاظم كلما اتجه العالم إلى التعلم الذاتي مبتعداً عن التلقين وهو أول مرتكزات الطرق التعليمية الحديثة. لقد اختلط المنهاج التربوي الحديث في الثورة التعليمية الحديثة طريقاً يستنفر الطاقات القصوى لدى الفرد متجهاً بها صوب المشاركة في ذات العملية التعليمية وصولاً إلى التعلم الذاتي، فالخبرات، مادية كانت أو روحية، لن تكون لها ثمرة مجدية أو أثر فاعل في السلوك ما لم يحصل عليها الإنسان بنشاطه وبجهده وبتجربته الشخصية وبتفكيره. وهكذا وجدت الثورة التعليمية الحديثة ضالتها المنشودة في الأنشطة التربوية، والمسرح أهم ركائزها، فجهود المسرح المدرسي لا تنفصل بأي حال من الأحوال عن الجهود المبذولة في سبيل توسيع مدارك التلاميذ والتلميذات الفكرية، وتنمية قدراتهم العقلية والجسدية وإرشادهم لتقدير الجمال في ذاته، وتمثل سلوكاً ومعايشة وتنشئتهم التنشئة الاجتماعية السليمة بربطهم بتراث أمتهم ووطنهم لخلق الفرد الصالح لوطنه وأمته، والمسرح في التعليم أحد محاور المسرح المدرسي، والذي هو النشاط الميداني للتربية المسرحية، ومن غير التربية المسرحية يستطيع تحويل المجتمع المدرسي إلى مواقف احتفالية من خلال عالم من الألعاب الابتكارية وتمارين التخيل التي تنشط الذاكرة وتغزو حصن عالم الأكاديميات وتبسطه بمسرحته وتحويله إلى لعبة مسلية؟ فالنشاط الميداني للتربية المسرحية، من بين جميع الأنشطة، يظل الوحيد الذي جاء حاملاً أعباء وأهداف المدرسة كمؤسسة تعليمية وتربوية بحتة، وأعباء وأهداف المسرح كمؤسسة يدخل التعليم من ضمن أهدافها، فتحددت بذلك معالمه وتوجهاته بشكل قاطع. المسرح في التعليم، كيف؟ المسرح ظاهرة اجتماعية ونشاط حر لا يزدهر إلا في ظل الوعي العام، والمدارس من مكونات هذا الوعي العام، فالمدرسة كمؤسسة راسخة الجذور في البنية الاجتماعية حملت لواء التربية والتعليم هدفاً وغاية، والمسرح كرافد من روافد العملية التربوية تنقل عبر وظائف اجتماعية عدة تأرجحت ما بين التعليمية والتطهيرية والجمالية البحتة والإمتاع الفني الصرف الذي يمثل للبعض العلة الغائية للفنون، وكان أن التقت المؤسستان، فولد المسرح المدرسي حاملاً أعباء وآمال وأهداف المدرسة المؤسسة التربوية البحتة من جانب، وأعباء وآمال وأهداف المسرح المؤسسة التي قد يدخل التعليم من ضمن أهدافها البعيدة من الجانب الآخر، والتربية المسرحية هي المادة التي تختص بفقه المسرح، والمسرح المدرسي هو الواجهة الميدانية والشق التطبيقي للتربية المسرحية. وإن كانت التربية المسرحية في شقها التنظيري تستأسد بالمحور الفني من بين محاور المسرح المدرسي الثلاثة وتلقي بظلالها فقط على المحورين الآخرين، فإن المسرح المدرسي كنشاط ميداني للتربية المسرحية يجب أن يعمل على المحاور الثلاثة بالكفاءة ذاتها وبالقدر نفسه من المسؤولية. وإضافة إلى تحقيق الأهداف العليا للتربية المسرحية، عليه العمل على مساعدة المواد الدراسية الأخرى في تحقيق أهدافها العليا وذلك بتبني الأهداف المعرفية والوجدانية والمهارية في الوحدات الدراسية لذات المواد وفق المرحلة التعليمية التي يعمل فيها، ففي مسرح الفصل متسع لمسرحة الخبرات الدراسية، وفي مسرح الساحة متسع لاستهداف الوجود الاجتماعي للطلاب في المجتمع المدرسي وذلك بمخاطبة العقل الجمعي في الطابور الصباحي عبر مسرحيات تعري المواقف السلوكية المرصودة كنماذج للاختراق الاجتماعي السالب، وفي مسرح المدرسة متسع للجميع. أما التعلم الذاتي هو الخيار الذي اتجهت إليه النظريات التعليمية الحديثة. وعند أول بادرة حديث عن التعلم الذاتي ينصرف ذهن التربويين صوب الأنشطة الإثرائية، ومن بينها يجتذبهم بشكل خاص بريق المسرح بما له من قدرة فائقة على الدخول إلى وجدان الطلاب في سلاسة وسهولة ويسر، ومن ثم يبدأ إدماج المناشط الأخرى عبر المسرح في العملية التربوية التعليمية لتستحيل باحات المدارس مواقف احتفالية تشع بالخبرات الحياتية والتعليمية والفنية مصيرة المدرسة سكناً يرتاح إليه التلميذ، ومن غير المسرح يستطيع فعل هذا؟ لقد بدأ العالم كله ومنذ أواخر القرن التاسع عشر في الهجوم على نظريات التعليم التي كانت سائدة حينذاك، كنظرية الملكات ونظرية التدريب الشكلي، ومن ثم أعطت التجارب على تعلم الحيوان ودراسة أنشطة الأطفال وتعلمهم الأساسي لنظرية نفسية جديدة في التعلم تعتبر الفرد كائناً حياً وظيفياً ينمو من خلال الخبرة النشطة، كما اعتبرت طبيعة الخبرة عملاً حيوياً في تحديد طبيعة تعلمه وقيمته، وهي النظرية التي أقام على أساسها جون ديوي نظريته في التربية. إن علاقة المسرح بالتعلم إذن علاقة ارتباط بلا فكاك، تبدأ من رياض الأطفال وتمر عبر جميع المراحل وصولاً إلى الجامعة، بل هناك جامعات الآن تدرس وتعلم بالمسرح فقط، وهناك تجربة في الأردن للتدريس بالمسرح في المرحلة الابتدائية. الخبرات الحياتية تقدم التربية المسرحية عبر المسرح للطالب أول ما تقدم الخبرات الحياتية عن طريق المحور الاجتماعي، ولهذا فالمحور الاجتماعي يكاد يستأسد بجل النشاط المسرحي في المدرسة لاستهدافه الوجود الاجتماعي للطالب في مجتمع المدرسة والبيئة التي تتموضع فيها المدرسة مكاناً، ومن هنا نشأت علاقة المسرح المدرسي اللصيقة في هذا المحور بالاختصاصي الاجتماعي، فالمسرح المدرسي يلتقي الخدمة الاجتماعية في محاورها الثلاثة عند هذا المحور . وهو مثلها تماماً يستهدف الطالب الموهوب والطالب غير الموهوب، بل الطالب غير السوي أيضاً مساهماً في علاجه، ومثلما للخدمة الاجتماعية دورها الوقائي والعلاجي والإنشائي فإن للمسرح دوره الوقائي والعلاجي والإنشائي أيضاً، فمن ضمن أهداف المسرح المدرسي عبر المحور الاجتماعي الإسهام والمساعدة في إعادة تنشئة الطلاب الانعزاليين والانطوائيين لدمجهم في المجتمع المدرسي من جديد. ومن ضمن عمله عبر هذا المحور أيضاً وقاية الطلاب من الانحراف بتبني تعرية السلوك السالب داخل المجتمع المدرسي بمخاطبة العقل الجمعي للطلاب في الطابور الصباحي عبر مسرحيات تستهدف المواقف السلوكية المرفوضة المرصودة كنماذج للاختراق الاجتماعي السالب في مجتمع المدرسة، ومن صميم عمل المسرح المدرسي عبر هذا المحور المساعدة في علاج بعض حالات عيوب النطق عند الطلاب، إذ أن هناك حالات لا ينفع معها إلا الذهاب إلى طبيب مختص، وكذلك المساهمة في علاج بعض الحالات النفسية عبر السايكودراما بالتعاون مع توجيه التربية النفسية. ..والأكاديمية والفنية وهذا هو المحور الذي يعتبره البعض أساس المسرح في المدرسة، ونحن، وإن كنا نعترض على مصطلح مسرحة المناهج، لأن المنهج لا يمسرح أصلاً وإنما الذي يمسرح عبر هذا المحور هو جزء من وحدات دراسية هي في ذاتها جزء من وسيلة من وسائل المنهج، إلا أننا نتفق تماماً في المبدأ، فبالفعل يمكن للمسرح أن يقدم الكثير للعملية التعليمية عبر هذا المحور، وقد تجاوز الأمر المساهمة في التهيئة الحافزة والتغذية الراجعة فقط في زمان الدراما الخلاقة، فمسرح الفصل ومسرح المنبر ومسرح الساحة والحواريات والمواقف الممثلة والألعاب التمثيلية وتمارين الخيال وورشة المسرح المدرسي ومسرحة الألعاب الشعبية والمهن والصحافة الحية، كل هذه بلا أدنى شك تظل في خدمة العملية التعليمية عبر هذا المحور، ومثلما هناك مسرحة لخبرات دراسية في درس واحد أو وحدة دراسية كاملة فإنه يمكن أن تكون هنالك مسرحة لمدة كاملة، ودونكم مادة الأدب الإنجليزي مثالاً، كما وأن هناك مسرحة لخبرات ومواقف تعليمية مستقاة من جميع المواد، ولا توجد مادة تستعصي على المسرحة. وعبر المحور الفني يتوفر للمسرح في التعليم شكله الفني، فهذا هو المحور الذي تلتقي فيه التربية الفنية بالتربية الأسرية بالتربية الرياضية بالتربية الموسيقية في حضن المسرح في تكامل أخاذ، ولذا فلابد من التنسيق بينهم في المدارس. تستهدف التربية المسرحية هنا عبر المسرح تطوير الأساسيات الإبداعية لدى الطالب الموهوب، محاولة في الوقت ذاته أن تجعل من الطالب غير الموهوب مشاهداً ذواقاً بإتقان العمل الفني وتقديمه لجمهور الطلبة بالمدرسة، وهذه نقطة جوهرية أخرى في المسرح المدرسي، فلا مسرح بلا جمهور، والمسرحيات لا تنتج لتشاهدها لجان التحكيم، فالكراسي الخالية لا تلهم أحداً، لابد من الجمهور، لابد من أن يشاهدها الطلاب وأولياء الأمور في ذات المدرسة المنتجة أولاً، ثم بتبادل العروض والخبرات مع مدارس أخرى، ثم وصولاً بالحتم إلى إقامة مواسم مسرحية كاملة للمسرح المدرسي يرتادها طلاب المدينة على خشبة مسرح المدينة المدرسي، فهذا هو المحور الذي يحقق للعملية الفنية كمالها، وهو المدرسة الفنية الأولى للتلميذ مهندس الإضاءة، وللتلميذ مهندس الديكور، وللتلميذ مهندس الصوت، وللتلميذ مصمم الأزياء، وللتلميذ مؤلف الموسيقى التصويرية، وللتلميذ مدير الخشبة، وللتلميذ المشاهد، ولذا فلابد من أن يعنى مشرف المسرح بإتمام العملية الإنتاجية كاملة فنياً وإدارياً أمام جميع أعضاء جماعة المسرح بالمدرسة بدءاً بتحليل المقدمة المنطقية والفكرة الأساسية ووصولاً إلى العرض مع التركيز على إسناد كل المهام الإدارية والفنية للطلبة أنفسهم لتعم الفائدة. ورقة مقدمة إلى ملتقى الشلرقة للمسرح العربي يناير 20011
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©