تباينت ردود فعل عشاق السينما في مصر حول فيلم ''على الهوا'' تأليف وإخراج إيهاب لمعي في تجربته الروائية الثالثة وبطولة مجموعة من الوجوه الشابة التي تقف أمام الكاميرا لأول مرة·
وأكدت الناقدة ايريس نظمي التي أدارت الندوة التي حضرها أبطال الفيلم عقب عرضه أنها سعيدة بميلاد سينما جديدة، وأن الفيلم يؤكد الخروج على النمط المعتاد وسيطرة النجوم على السينما· وقالت ''شاهدنا عملاً جيداً بلا نجوم اعتمد على المواقف وقدم رسالة مهمة، على الرغم من أنه يخلو تقريباً من الحوار لكنهم استطاعوا أن يجعلوا الصورة السينمائية ناطقة بكل مفرداتها من الديكور والإبهار وتعبيرات الممثلين الذين يمثلون لأول مرة''· وأكد ايهاب لمعي مخرج ومؤلف الفيلم أنه أراد أن يخوض تجربة جديدة يكشف من خلالها عن بعض ما يحدث في أروقة وكواليس الفضائيات ووجد تشابهاً كبيراً بين كواليس هذه الفضائيات التي تعتمد على بيع الوهم للشباب والزيف الذي يحدث في المجتمع حيث تحاول السلطة فرض سيطرتها وتسيير الجميع في الاتجاه المطلوب على الرغم من الشعارات الزائفة·
وأضاف أنه اختار نوعية صعبة من السينما تعتمد على الصورة والأداء وأقل قدر من الحوار وحاول أن يجعل الأحداث متلاحقة والايقاع غير ممل على الرغم من مساحات الصمت الكبيرة·
وأشار إلى أنه فكر في كتابة فيلم عن برامج المسابقات بعد أن وجد الشارع العربي لم يعد يهتم بالتظاهر أو التعاطف مع شيء قدر اهتمامه بهذه النوعية من برامج المسابقات التي يروج لها على أنها تليفزيون الواقع وأنه لم يهتم بالغوص في خلفيات الشخصيات التي قدمها الفيلم حتى لا تضيع الرسالة الأساسية واكتفى بخلفية سريعة عنها لأن ما يهمه هو استعراض نمــــاذج في المجتمع مثل ابنة البـــــواب التي تحلم بالثراء وتتحول إلى فتاة ســـــتايل والشاب الذي يخشى أن يعرف أهله أنـــه متزوج ســــــراً والوشايات التي يدبرها كل شاب وفتاة لزميله·
وتباين رد فعل جمهور العرض الخاص بين مؤيد ومعجب بفكرة الفيلم وجرأته في التناول والاعتماد على الصورة السينمائية أكثر من الحوار· وهاجم البعض أداء الممثلين واتهموهم بعدم القدرة على التعبير عن مشاعر القهر والضيق التي كان يجب أن تسيطر عليهم أثناء المسابقة حيث يشترط عليهم جميعاً ألا يتحدثوا بكلمة واحدة لمدة شهر كامل· وتناول فيلم ''على الهوا'' بعض السلبيات التي تحدث في كواليس برامج المسابقات التليفزيونية والتي تبيع الوهم للشباب وكيف أنها شرك يتورط فيه المتســــابقون ونكتشـــــف في النهاية أنه حتى الفائزة الوحيدة بالجائــــزة الكبرى أصبحــــت ضحية لعملية ابتزاز مقابل عقد احتكـــــار يربطها بالشـــــركة المنظمة للمسابقة·
عدد اليوم
