ذكرت شركة “هوندا” اليابانية لصناعة السيارات، أنها تقترب من مضاعفة إنتاجها في أوروبا، في وقت تسعى فيه إلى تقليل اعتمادها على الوارد من اليابان وللتعافي من آثار الأزمة التي لحقت بها جراء كارثة الزلازل التي حلت بالبلاد في السنة الماضية.
وأكد مانابو نيشماي، مدير قطاع أوروبا في “هوندا”، أن الشركة بصدد زيادة إنتاجها من السيارات في مصنع سويندون، جنوب غرب بريطانيا من97,000 في العام الماضي، إلى 180,000 في 2012. ويقول “نركز على زيادة الإنتاج هنا في أوروبا، وهذا هو السبيل الوحيد الذي يجعلنا قادرين على مجابهة الارتفاع الكبير في قيمة الين”.
يُذكر أن “هوندا” تقوم باستيراد جزء من قطع الغيار من اليابان بغرض استخدامها في صناعة سياراتها، فضلاً عن اعتماد بعض الموديلات مثل “أكورد” عليها بصورة كلية. وتأثرت الشركة بشدة في السنة الماضية نتيجة اعتمادها على الاستيراد، كما تعرضت أولاً لضربة قاسية نتيجة الزلازل، ومن ثم للفيضانات التي غمرت أحد مصانعها بالكامل في تايلاند وعطلت وصول قطع الغيار إلى مصانعها في أوروبا وأميركا.
والآن، ومثل ما فعلت نظيراتها الأخريات مثل “تويوتا” و”نيسان”، تخطط الشركة إلى تحويل المزيد من مقراتها الصناعية من البلد الأم هروباً من ارتفاع قيمة الين. وتعرض موقف “هوندا” في سوق أوروبا التي تتميز بالمنافسة الحادة، للمزيد من الأضرار بسبب قرارها الخاص بخفض معدل الاستثمارات في صناعة الموديلات الجديدة، وذلك في أعقاب الأزمة المالية في 2008. وتراجعت مبيعاتها في الأسواق الأوروبية في السنة الماضية بنحو الخمس والتي عانت هي الأخرى تراجعاً كلياً قدره 1%، حتى في الوقت الذي حققت فيه شركات أخرى مثل “نيسان” و”هيونداي” و”كيا” مبيعات أكثر.
يقول مانابو نيشماي،: “اتسم إنتاج الموديلات الجديدة في الشركة بعد صدمة “ليمان براذرز” بالبطء الشديد، وعلى الرغم من ذلك، ندخل الآن حقبة نعمل فيها على إطلاق عدد من الموديلات الجديدة”. وتخطط “هوندا” لطرح موديلات رئيسية بصفة سنوية على مدى الأربع سنوات المقبلة. وبدأ مصنعها في سويندون إنتاج نسخة جديدة من موديل “سيفيك” في ديسمبر الماضي. كما بدأ إنتاج النسخة الجديدة من فئة “سي آر في” العائلية الصغيرة في سبتمبر الماضي، بينما تخطط لتجديد موديل “جاز” الصغير في وقت لاحق.
كما من المنتظر أن يتم إنتاج محرك ديزل جديد في مصنع سويندون بسعة 1,6 ليتر، الطرح الذي يعتبر ضرورياً في أوروبا في ظل المنافسة الشديدة من قبل الشركات الأخرى لإنتاج سيارات تتميز بكفاءة استهلاك الوقود. ويسعى المصنع كذلك لإضافة 500 وظيفة جديدة في الدوام الثاني بغرض إنتاج المحرك الجديد وموديل “سي آر في”. كما تخطط الشركة أيضاً إلى توسيع عمليات البحوث والتطوير في أوروبا، على الرغم من أن مديرها لم يحدد المكان المستهدف بهذه العمليات وعدد الوظائف التي يمكن أن توفرها. ويقول “نسعى إلى إلقاء المزيد من المسؤوليات على أوروبا في ما يخص تطوير المنتجات”.
وعلى الصعيد العالمي، تهدف “هوندا” إلى إنتاج أكثر من 4 ملايين سيارة خلال العام الحالي، بزيادة عن العام الماضي عند 3 مليون سيارة. وحذرت الشركة في الشهر الماضي، من تراجع أرباحها بنسبة 60% للسنة المالية المنتهية في مارس نظراً لفيضانات تايلاند ولارتفاع الين الياباني.
نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
ترجمة: حسونة الطيب
عدد اليوم
