الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

اعتدال الجو والعطلات يعلنان بدء موسم الرحلات البرية والتخييم

اعتدال الجو والعطلات يعلنان بدء موسم الرحلات البرية والتخييم
22 ديسمبر 2007 01:13
مع تحسن أحوال الطقس ودخول فصل الشتاء الدافئ نهارا والمائل للبرودة ليلا ومع بدء موسم إجازات الأعياد ومنتصف العام الدراسي تستعد الأسر لقضاء أحلى الأوقات في أحضان الطبيعة وممارسة هواية التخييم وإقامة حفلات شواء تجمع حولها أفراد الأسرة من الأجداد والآباء والأحفاد· وقد أعدت العديد من الأسر الإماراتية تجهيزات الخروج في رحلات برية حيث العودة إلى الطبيعة والبحث عن الهواء النقي البارد، حيث يعتبر شتاء الإمارات دافئا في الغالب· وقد عرفت الإمارات نظام إقامة ''العزبة'' أو ''العزب'' كما يسميها البعض، وهي خيام مؤقتة تقام في البر في فصل الشتاء لقضاء الإجازات، فيما يفضل بعض الشباب الإقامة في هذه العزب لفترة أطول حيث يذهبون لمدارسهم أو جامعاتهم أو الوظيفة ثم يعودون إليها بعد نهاية الدوام· فما الذي يجعل الشباب الذي اعتاد ملازمة غرفة الدردشة الإلكترونية ومتابعة أسواق المال والانغماس في أحدث الوسائل التقنية وراحة العيش في الفلل إلى البقاء في الخيام بصرف النظر عن كونها فاخرة أو بدائية؟ وهل هناك نظام متفق عليه للتعايش مع أجواء لا توفر إلا الرمال والتراب حين يعصف الشتاء بالرياح؟ وحينها تتعفر الأجساد والطعام بالرمال· وكيف يفكر هؤلاء الشباب حين يرحلون عن المدينة ليعودوا لأحضان الصحراء؟ يقول الطالب الجامعي علي عدنان: حين نخطط للتخييم في البر خلال الشتاء نفكر في مكان صحراوي قريب من مناطق السكن، وذلك لأن الإجازة لن تستمر طويلا ولكن الشتاء يبقى لفترة أطول، ولكن في الغالب تكون أيام العيد من ضمن الأيام التي نضعها في الاعتبار أننا سنقضيها في البر· وحول سر التعلق بالتخييم وهذا الارتباط الوجداني مع الصحراء قال علي إن المواطنين بشكل عام مرتبطون بالصحراء بشكل قوي، وهي البيئة التي تحيط بنا، وأضاف أنه منذ أن كان صغيرا كان يرافق والديه والأهل للرحلات البرية، مؤكدا أن متعة التخييم لا تكون إلا في الشتاء لأن الجو يساعد على التمتع بدفء الخيام· وأضاف: ''عندما نفكر في اختيار الموقع، فإننا نحرص على أن يكون المكان ضمن المناطق التي بها خيام مخصصة للعزاب وليس قرب العائلات، لأن تلك العائلات تضم نساء وفتيات يرغبن في قضاء وقت جميل بعيدا عن أعين الفضوليين، وبعيدا عن الإزعاج· كما أننا نختار البقعة القريبة من الأماكن التي يمكن أن تزودنا بالماء ومستلزمات التخييم والديزل من أجل مكائن توليد الكهرباء التي تنير لنا المكان، وأيضا تشغل جهاز التلفزيون الذي يوجد من أجل الأخبار أو المباريات في بعض الأحيان، ونضع في الاعتبار الابتعاد عن الأماكن التي بها طرق لعبور السيارات أو للعب بدراجات البانشي·'' بدوره تحدث محمد أنيس عن متعة التخييم برفقة الأصدقاء وقال: ''في المدينة نحن مشغولون دائما إما بالدراسة أو بالوظيفة أو تلبية احتياجات الأسرة، لذلك فإن الخروج للبر هو فرصة للتخلص من تأثير تلك الأعباء ولقضاء فترة أطول مع أصدقاء الدراسة أو العمل، موضحا أن التجمع في الخيام يجعلنا أكثر قربا وربما نتعلم من بعضنا السلوكيات الحميدة التي لم نكن لنعرفها لو لم نقضي كل هذا الوقت معا بعيدا عن جدران المدارس أو أسوار الكليات· وأشار إلى أن التخييم يكسب الشخص مهارات كثيرة كحسن التصرف، والتعاون ونتعلم كيفية التعامل مع الأزمات، والصبر والتحمل· من جانبه قال فهد موسى يتعاون الشباب في نصب الخيام حيث يتجمع معظم الشباب للتعاون في رفع الأعمدة وضرب أوتاد الخيمة بعد اختيار المكان المناسب لإقامة المخيم· وأشار إلى أن الجميع يتعاون في جلب مستلزمات ومواد التخييم ، مؤكدا حرصهم على استخدام الفحم أو الحطب بدلا من حمل أنبوبة الغاز، وأحيانا جلب اسطوانة الغاز مع الاهتمام باتباع إجراءات السلامة والوقاية من نشوب حريق في المكان· وأضاف: نقوم بارتداء الملابس التي توفر لنا الدفء حتى لا نصاب بالبرد وأمراض الشتاء خاصة في الليل· وطالب فهد موسى بتوفير المزيد من دوريات الشرطة التي توفر الحماية من الذين يسيئون للتخييم ويقومون بممارسات مشبوهة، أو لمنع المستهترين الذين يقودون دراجاتهم قرب الخيام ويسببون الإزعاج للعائلات، وربما البعض يسطو على أدوات الشواء التي نتركها خارج الخيمة إن لم يكن هناك سياج· عبدالله جعفر صديق فهد موسى وعلي عدنان ويشاركهما متعة التخييم قال: نخرج إلى البر قبل الإجازة وقبل العيد، إذ إن انخفاض درجات الحرارة يدعونا للعودة إلى الصحراء التي كبرنا معها، فالأهل عودونا منذ الصغر على الترحال في أي مناسبة للبر، حيث نقضي أوقاتا ممتعة بين كثبانها الرملية· وفي الصحراء نعود للبساطة حيث لا نشعر بالفروق بيننا، وتزداد الألفة بيننا· وأضاف: كما توفر الرحلات البرية فرصة للعائلات للتمتع بممارسة رياضات مثل ركوب الإبل أو تسلق التلال· عبدالله محمد من ضمن نفس المجموعة، تحدث عن كيفية قضاء الوقت في البر فقال: ''هناك أماكن في البر يبعد عنها الشباب الذين يرغبون في إقامة خيام شبابية، أي أنها تكون مقتصرة على مخيمات العائلات، وبجوارها خيام مؤقتة للإجازات فقط وهي أيضا للعائلات، وهي إما للبقاء فيها طوال أيام الإجازة، أو أحيانا تقام ويتم وضع كل مستلزمات الرحلة فيها، وتستخدم فقط إما في نهاية الأسبوع، أو تذهب الأسرة في يوم الإجازة الأسبوعية لتناول الغداء أو للعشاء حيث يقيمون حفلات شواء وترفيه·'' وأوضح أن التخييم والرحلات البرية يعيدانا إلى الحياة الطبيعية الفطرية، حيث نعيش لأيام أو ساعات على أبسط الإمكانات، وتكفي النسمات الباردة حافزا على البقاء في البر والشعور بالدفء داخل الخيام حيث يثرثر البعض ويدردش البعض الآخر·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©