بيت لحم تستعيد الأمل في عيد ميلاد رائع

تستعد بيت لحم هذه السنة لاستقبال عشرات آلاف الزوار مجددا للاحتفال بعيد ميلاد يتوقع ان يكون ''رائعا''، بعدما قاطعها السياح منذ اندلاع الانتفاضة الثانية عام ·2000 وقال فيكتور بطارسة رئيس بلدية بيت لحم، مهد السيد المسيح، في الضفة الغربية ''لدينا امل كبير في أن يبقى الوضع هادئا في المدينة· انني واثق من اننا سنقضي عيد ميلاد رائعا''· واوضح جالسا الى جانب شجرة ميلاد مزينة قرب الساحة المجاورة لكنيسة المهد انه يتوقع قـــــــــدوم 30 الى 40 الف سائح هذه الســـــــنة ما يوازي ضعف عدد الزوار العام الماضي· وتوقع بطارسة على ضوء عدد النزلاء في الفنادق حاليا ان تشمل حركة الحجز لمناسبة عيد الميلاد كافة الاسرة الألفين المتوافرة في فنادق المدينة، بعد سنوات من الركود في الحركة السياحية في الضفة الغربية عموما بسبب اعمال العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين· واقرت كاترين كورساك وهي بولندية في السادسة والثلاثين من العمر بانها تخشى عبور الحواجز الامنية الكثيرة التي يقيمها الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية· لكنها اضافت مشيرة الى البطاقات البريدية والتذكارات التي اشترتها للتو ''هذا في غاية الاهمية بالنسبة لنا· لقد جئنا الى هنا بفرحة كبيرة· عيد الميلاد بات قريبا جدا والحضور الى هذا المكان هو بالنسبة لنا تجربة روحية''· وأحيا الاسرائيليون والفلسطينيون والاميركيون رسميا في 27 نوفمبر خلال مؤتمر انابوليس قرب وشنطن مفاوضات السلام المتعثرة منذ سبع سنوات جراء موجة العنف التي اوقعت حوالى ستة آلاف قتيل معظمهم من الفلسطينيين وقضت على اقتصاد الضفة الغربية ودفعت العديد من سكانها الى الهجرة· غير ان بطارسة اكد ان الحركة السياحية تعود الى الضفة نتيجة جهود السلام وتراجع اعمال العنف وكذلك المبادرات التي قامت بها الكنائس لتشجيع السياحة الى احد ابرز المواقع المقدسة لدى المسيحيين· وقالت هيا سعد (27 عاما) المديرة التجارية في فندق انتركونتيننتال، الفندق الخمس نجوم الوحيد في بيت لحم، ''اننا نلمس النتائج منذ الان''، مشيرة الى ان جميع غرف الفندق الـ 250 تم حجزها· وتضاعفت نسبة النزلاء في الفندق في فترة الاعياد اثر تزايد الوافدين من الشرق الاقصى واوروبا الشرقية· وتذكر هيا سعد ان عسكريين اسرائيليين اقتحموا الفندق قبل شهرين لمطاردة فلسطيني رشقهم بالحجارة لكنها تضيف ان ''الامور تحسنت بشكل واضح الآن''· وسينظم الفندق كل ليلة ما بين الميلاد ورأس السنة حفلا على انغام الموسيقى الشرقية· لكن يكفي الزائر ان يبتعد قليلا عن الشوارع الرئيسية المزينة للعيد ويتوغل في الأزقة حتى يجد نفسه وسط البؤس اليومي المخيم في بيت لحم، حيث يتخطى معدل البطالة 50%· فالمدينة باتت معزولة عن القدس بفعل الجدار الأمني الذي بنته اسرائيل لمنع تسلل مجموعات مسلحة فلسطينية الى اراضيها فيما يعتبره الفلسطينيون ''جدار فصل عنصريا''· وألهم هذا الجدار الاسمنتي الضخم الذي يعبر وسط حقول من شجر الزيتون اصحاب المتاجر في بيت لحم فبات بعضهم يعرض مغارات خشبية يتوسطها جدار فاصل يمنع ملوك المجوس من الوصول الى المسيح الطفل· وقال غاريث هيويت مسؤول منظمة خيرية بريطانية ''لم اكن ادرك مساحة الاراضي التي تمت مصادرتها ولا وطأة الجدار على حرية تنقل الفلسطينيين'' مضيفا ''انهم سجناء فعليا''· وأدى النزاع الى رحيل المسيحيين الذين لم يعودوا يشكلون سوى 15 الى 25% من سكان بيت لحم بحسب الاحصاءات، بعدما كانوا يمثلون 92% من السكان قبل قيام اسرائيل عام،1948 على ما اوضح بطارسة· وأوضح سمير قمصية مدير تلفزيون المهد ''انني اعتبر الهجرة كابوسا· بعد 15 سنة لن يعود هناك مسيحي واحد في بيت لحم''·