كرزاي يطالب الألمان التحلي بالصبر في أفغانستان

طلب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي من ألمانيا التحلي بالصبر بالنسبة لمهمتها العسكرية التي تقوم بها في أفغانستان في إطار قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف)· في حين اعترفت كندا أن الوضع في أفغانستان صعب جدا·وقال كرزاي في مقابلة مع صحيفة ''بيلد'' الألمانية أمس: ''نحتاج للمزيد من الوقت فأعمال إعادة الاعمار ستستغرق فترة أطول مما كنا نعتقد''· ورداً على سؤال حول تقديره للفترة التي تتطلب استمرار بقاء القوات الألمانية في أفغانستان قال كرزاي: ''نحتاج الى عشرة أعوام على الأقل''· وتوجه كرزاي بالشكر للجنود الألمان في أفغانستان وذويهم في ألمانيا وقـــال: ''فترة أعياد الميلاد ''الكريسماس'' هي أفضل وقت يمكن قضاؤه في ألمانيا، لقد عايشت ذلك بنفسي ولذلك أقول لكل الجنود الألمان وذويهم أعياد ميلاد سعيدة، في أفغانستان وفي وطنكم''· ومن ناحية أخرى، رفض كرزاي الانتقادات التي توجهها واشنطن لحجم المشاركة الألمانية في أفغانستان وقال: ''يمكنني أن أشهد شخصياً على جدوى الدعم الألماني، ففي الوقت الذي رفضت فيه باقي الدول مساعدتنا أو حتى منحنا تأشيرة عبور (ترانزيت)، فتحت ألمانيا سفارة لها في كابول وسألتنا كم تأشيرة تحتاجون؟ وعندما قلت لهم كيف سيكون الحال إذا أقام الأفغان في ألمانيا ردوا قائلين لا توجد مشكلة''· وشدد الرئيس الأفغاني في الوقت نفسه على استفادة ألمانيا من مشاركتها العسكرية في أفغانستان قائلاً: ''عندما يقرر الأفغان مصيرهم بأنفسهم فإن هذا يعني الأمن لأوروبا ولألمانيا''، وأضاف ''يعني هذا أن كلا الأمرين في يد الأفغان، أمن أفغانستان وأمن ألمانيا''· من جهة أخرى قال رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر إن افغانستان في ''وضع صعب جداً جداً'' وإن ذلك يرجع جزئياً إلى ان المجتمع الدولي أضاع سنوات قبل محاولة القضاء على ''طالبان'' في أرجاء البلاد· ودافع بقوة عن تلك القوات لكنه سلم بان مهمة تحقيق الاستقرار في البلاد تسير بشكل ابطأ مما كان متوقعاً، وقال: ''عندما أقول ان التقدم بطيء وغير متساو واحياناً مثبط للهمة فان ذلك ليس لأن رجالنا لا يقومون بمهمة رائعة، انهم يقومون بذلك فعلاً بل لأنه وضع صعب جداً جداً''، واضاف انه في حين ان المهمة الدولية في 2001 و2002 للإطاحة بـ''طالبان'' من الحكم نجحت فإنه لم يعقب ذلك أي محاولات لتهدئة البلاد بأكملها· ومضى قائلاً: ''مما يؤسف له أن المسعى لم يبدأ إلا بعد ثلاث إلى اربع سنوات ولهذا فإنه عندما تحرك حلفاؤنا وتحركنا نحن إلى الريف فإن عملية إعادة بناء طالبان كانت قد بدأت''· وقال: ''إننا نحقق تقدماً، لكن بصراحة انا اعتقد اننا لو عدنا إلى 2005 فإنني أعتقد أن التقدم ابطأ مما كنا نأمل''· وتظهر استطلاعات الرأي أن الكنديين منقسمون بشدة حول وجود قواتهم في أفغانستان، ويطالب اثنان من احزاب المعارضة الثلاثة بإعادة القوات في الموعد المقرر في فبراير 2009 فيما يصر الحزب الثالث على انهم يجب ان يعودوا على الفور· وتؤيد الحكومة تمديد البعثة بشكل أو آخر بحجة أن افغانستان لن تكون قادرة على الاعتماد على نفسها بحلول عام ·2009 وفي اكتوبر عين هاربر لجنة من خمسة أعضاء لإجراء مراجعة لمستقبل مهمة القوات الكندية· وتعهد بأن يسمح لمجلس العموم بالاقتراع على خطط الحكومة بشأن القوات· ولكندا 2500 جندي في مدينة قندهار بجنوب افغانستان في مهمة من المنتظر ان تنتهي اوائل ،2009 ومنذ 2001 قتل 71 جندياً كندياً وهم ثالث أعلى عدد من الضحايا بعد الولايات المتحدة وبريطانيا بين حوالي 40 دولة لها قوات في أفغانستان·