رايس: خلافات تكتيكية حول ملف إيران النووي

أقرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بوجود ''خلافات تكتيكية'' بين الدول الكبرى الست التي تبحث الملف النووي الإيراني والتي فشلت أمس الأول في بلورة اتفاق حول عقوبات جديدة· بينما أعلن قائد القوات الجوية الإيرانية أن طهران جاهزة للرد بقوة على أي عدوان· وقالت رايس في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس: ''ما زالت هناك بعض الخلافات التكتيكية بيننا حول الجدول الزمني وأكثر من ذلك لمعرفة الى اي مدى ينبغي ان يصل القرار'' الجديد الذي تطالب الولايات المتحدة بإقراره في مجلس الامن الدولي ضد ايران· وأكدت ان مجموعة (5+1) اي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي بالإضافة الى المانيا، ''تواصل العمل على قرار''، موضحة ان ''الاستراتيجية المزدوجة ما زالت قائمة''، في إشارة الى المقاربة الاميركية التي تعطي طهران الخيار بين الانفتاح على حوار موسع بعد تعليق نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم وبين عقوبات دولية· وأضافت رايس ''نعمل على حل خلافاتنا'' ولكن ''في وقت ما، يجب ان نعقد اجتماعاً على مستوى الوزراء كما يحصل دائما''· ورفضت إعطاء أي تفاصيل عن هذا الاجتماع لكنها اوضحت أن ممثلي الدول الست حاولوا ''بلورة مضمون القرار''· وكانت الدول الست وضعت في 11 ديسمبر مسودة قرار تنص على عقوبات جديدة بحق إيران، بعد مكالمة هاتفية بين المدراء السياسيين في وزارات خارجيتها، غير ان رايس أفادت بعدها عن ''خلافات تكتيكية مع روسيا بصورة خاصة والى حد ما مع الصين، حول الجدول الزمني لعقوبات جديدة وطبيعتها''· وبالنسبة لموقف الصين التي تعتبر النفط والغاز الإيرانيين حيويين لها، قالت رايس لفرانس برس إن ''الصينيين يفهمون أن تزودهم بالنفط والغاز لن يكون منتظماً جداً في حال امتلكت ايران السلاح النووي''، واضافت ان ''للصين مصالح اقتصادية تختلف عن المصالح الاقتصادية للأطراف الاخرى'' وقالت ''احياناً يكون هذا الأمر بكل صراحة نقطة تعثر''· ومع ذلك، أوضحت انه من الممكن التوصل الى ''قرار جيد'' مشيرة الى أن هذا القرار سيكون أقل قوة في حال تحركت الولايات المتحدة بمفردها و''ربما أقل قوة فيما لو تحركت الولايات المتحدة وأوروبا لوحدهما'' ولكن ''المهم هو التقدم على طريق القرار''· وذكرت من جهة أخرى بإمكانية اتخاذ ''بعض الإجراءات المالية خارج مجلس الأمن الدولي''، وقالت ''اعتقد انه سيكون لهذا الأمر تأثير حقيقي''· وفي عودة الى التقرير الأخير للاستخبارات الأميركية حول البرنامج النووي الايراني، اكدت رايس ان هذا التقرير لا يؤدي الى تغيير في السياسة الأميركية حول برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، وأوضحت ان ''جميع الخيارات ما زالت على الطاولة''، مشيرة الى ان واشنطن تفضل حلاً بالسبل الدبلوماسية، ومضيفة ''انها مشكلة يمكن ان تحل دبلوماسياً''· من جهته أكد قائد القوات الجوية الإيرانية أمس الأول جاهزية بلاده، بما تملكه من قدرات وإمكانيات واسعة جداً، للرد بقوة وحزم على أي عدوان محتمل· ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن العميد طيار أحمد ميقاني على هامش حفل تخريج دفعة من الطيارين في همدان، غرب إيران، ''إنني على ثقة بأنه لن يحصل أي هجوم ولو حصل ذلك فإننا سنرد عليه بقوة وحزم، وسنسحقه''· واعتبر ميقاني احتمال تعرض إيران لهجوم بأنه ضعيف للغاية، وقال إنه على الرغم من أن مثل هذا الاحتمال بعيد الحدوث فإن القوات المسلحة الإيرانية على استعداد كامل للرد على ذلك، وتابع ''لو ارتكب العدو خطأ ضدنا سنجعله يندم على فعلته، وسنقوم بما نمتلكه من إمكانيات بسحقه''· وأعلن أنه يتم حالياً إنتاج طائرة عسكرية من طراز جديد في إيران·