الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بوتين يعيد روسيا إلى مقدم الساحة الدولية

بوتين يعيد روسيا إلى مقدم الساحة الدولية
22 ديسمبر 2007 01:33
بين الحملات المعادية للغرب والتهديدات العسكرية، اثارت موسكو خلال العام 2007 الكثير من التساؤلات التي سيرثها الرئيس الروسي المقبل، حول كيفية توظيف نفوذها المستعاد واحتمال ان تشكل خطرا· وتتجه الانظار كلها مع اقتراب نهاية العام الى دميتري ميدفيديف الذي يرجح ان يكون الرئيس المقبل بعدما رشحه فلاديمير بوتين لخلافته في ربيع ·2008 ويعتبر النائب الاول لرئيس الوزراء ميدفيديف (42 عاما) البشوش الوجه والمعتدل الخطاب على طرفي نقيض مع مرشده بوتين المعروف بتصريحاته الشديدة اللهجة واساليبه المتسلطة التي اختبرها الغربيون في الاشهر الماضية· وفتح الرئيس النار في فبراير 2007 في ميونيخ في خطاب اثار ذهول محاوريه· وقال في هذا الخطاب حينذاك أن ''الولايات المتحدة تخرج من حدودها الوطنية في جميع المجالات وهذا خطير للغاية· لم يعد احد بشعر بالأمان''· وندد في كلمته بمشروع نشر الدرع الصاروخية الاميركية في اوروبا الوسطى الذي تعتبره موسكو خطوة اضافية موجهة ضدها بعد توسع منظمة حلف شمال الاطلسي الى ابواب روسيا· وفي يونيو هدد بوتين بتوجيه الصواريخ الروسية الى ''اهداف جديدة في اوروبا'' في حال نشر الدرع، قبل ان يعلن بعدها تعليق بلاده لاتفاقية عسكرية اساسية هي معاهدة القوات التقليدية في اوروبا· وبعد التقارب الذي حصل مع الولايات المتحدة في بداية عهد الرئيس الاميركي جورج بوش على خلفية محاربة الارهاب، تشعر روسيا انها تعامل معاملة سيئة وان الغرب لا يتفهمها، ما يحملها على رفع صوتها· وتطالب روسيا بمزيد من المراعاة بعدما عززت موقعها بفضل سيل عائدات النفط الذي يدخل خزينتها· وقد بدأت استخدام سلاح الطاقة حيال بلدان مجاورة مثل اوكرانيا التي تتقرب اكثر مما يبدو لها مناسبا من الحلف الاطلسي والولايات المتحدة منذ الثورة البرتقالية· وترسخ الخطاب الناقم الذي يجسده بوتين في اعلى مستويات الدولة اذ تصدر عنها تصريحات تتكلم عن نهاية ''الذل'' بعد طي صفحة الرئيس السابق بوريس يلتسين، وتؤكد ان روسيا ''استعادت مكانتها'' وتحظى بـ ''الاحترام'' ويتم ''الاستماع اليها'' على الساحة الدولية· وصرح دميتري ميدفيديف بعد قليل على ترشيحه ''لم يعد في وسع أحد تلقيننا دروسا وكأننا تلاميذ· الجميع يحترمنا ويأخذ رأينا في الاعتبار· روسيا استعادت مكانة تليق بها ضمن الاسرة الدولية''· وكان لروسيا دور في جميع الملفات الدولية من كوسوفو الى ايران، فقامت احيانا بوساطة وعمدت احيانا اخرى الى خلط الاوراق فتركت محاوريها حائرين في امرها وعاجزين عن فهم الهدف الذي تسعى اليه· وقال دبلوماسي اوروبي رفيع المستوى ''الانطباع الذي نخرج به هو ان (روسيا) لا تملك استراتيجية بل تعتمد دبلوماسية تسجيل نقاط وتجمع ضمانات عند كل فرصة سانحة· لا نرى أي منطق سوى للتأكيد على ان روسيا هنا وقد استعادت مكانتها''· ويبدي الغربيون ايضا مخاوف حيال تراجع الديموقراطية في روسيا منذ وصول بوتين الى السلطة عام 2000 وينددون بالاعتقالات التي تطاول معارضين خلال تظاهرات والقيود المفروضة على عمل المنظمات غير الحكومية· وتحمل السلطة على ''الاعداء'' سواء في الداخل في اشارة الى المعارضة او في الخارج مثل دول البلطيق والولايات المتحدة· وتردد هذه الاتهامات الحركات الشبابية الموالية للكرملين والتي تعتمد اساليب مريبة· وحرص دميتري ميدفيديف الذي كان نجم منتدى دافوس الاقتصادي في يناير، على طمأنة الغربيين قبل انتخابه شبه المؤكد في مارس 2008 وذلك باعتماده خطابا معتدل اللهجة ليبرالي التوجه يتجاوب مع تطلعات النخبة الاوروبية او الاميركية· غير انه قدم نفسه على انه الضامن لسياسة بوتين وتأكيدا على هذه الاستمرارية السياسية، طلب منه تسلم رئاسة الوزراء في حال انتخابه· ورأى ارييل كوهن اختصاصي الشؤون الروسية في معهد هيريتدج ''كل هذا يعني ان بوتين هو الذي سيبقى زعيم روسيا في السنوات المقبلة، وليس ميدفيديف· سيكون على الارجح رئيس وزراء فائق الصلاحيات مكلفا السياسة الخارجية والامن والدفاع''·
المصدر: موسكو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©