الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فريق مواهب ·· الشغف إلى آخره

فريق مواهب ·· الشغف إلى آخره
22 ديسمبر 2007 22:48
''الصورة أبلغ من ألف كلمة''، مثل صيني قديم لكنه يبدو كما لو أنه قيل خصيصاً لوقتنا الحالي، فالعالم كله يعيش اليوم عصر الصورة التي باتت وسيلة للتعبير والتوثيق، وسجلاً للأحداث والتاريخ والذاكرة· الصورة التي تختزل في لقطة واحدة معاني وأحداثاً تستغرق كتابتها عشرات بل مئات الصفحات، ولقطة المصّور الجّيد في صورة معّبرة لا تختلف عن ضربة ريشة الرسّام في لوحة جميلة من الفن التشكيلي، ولعل هذه الحقيقة هي التي أعادت الاعتبار للمصورين الفوتوغرافيين عالمياً وعربياً وحفّزت الكثير من الشباب على الاهتمام بحرفة التصوير الفوتوغرافي· لأن الإمارات هي أرض خصبة للموهوبين والمبدعين، كوّن مجموعة من الشباب والشابات الواعدين من هواة ومحبي التصوير من مختلف إمارات الدولة فريق مواهب للتصوير ، ليساهموا في تغطية الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي تقام في الدولة وليرصدوا بعدساتهم الفنية ملامح من البيئة المحلية للإمارات· جمعهم الحب بدأت الفكرة عبر مجموعة من الأصدقاء جمعهم حب الكاميرا، فقرروا تكوين فريق متخصص في التصوير الفوتوغرافي بإدارة الموهوب حمد المنصوري الذي أسس ''فريق مواهب'' ليجمع من خلاله عشاق التصوير من الهواة والمبدعين في الإمارات في مجموعة واحدة تتبادل الخبرات وتشجع الموهوبين وتقوم برحلات تصوير وورش عمل ودورات تدريب ومعارض لفن التصوير· يقول حمد: ''ولدت في إمارة الفجيرة لأجد نفسي محاطاً بالجبال والوديان والمناظر الطبيعية الخلابة، ولعل هذا هو سبب شغفي بالتصوير فقد تدربت عيني على رصد كل ما هو جميل من مفردات الطبيعة من حولي، فقررت أن أوثق هذه المناظر وأترجم هذا الحب لصور معبّرة تحكي عن جمال بلادي''· على الرغم من دراسته الهندسة المدنية إلا أن شغف التصوير الفوتوغرافي ظل هاجس المنصوري، يسكن في روحه وقلبه، ولما وجد أصدقاء يشاركونه هذا الشغف والحب والهواية كانت فرصة رائعة لتكوين فريق إماراتي متخصص في التصوير من الشابات والشباب وصل عددهم إلى أكثر من مئة عضو· وقسموا العمل في ما بينهم ليتمكنوا من تغطية ما يستطيعون تغطيته من الفعاليات الوطنية والاجتماعية وهي كثيرة ومتنوعة في الإمارات· حين قلت للمنصوري أن الفريق كبير جداً، وحجمه مذهل، علق قائلا: ''صحيح أن حجم فريق ''مواهب'' كبير نسبياً، وذلك لأننا أردنا أن نتيح الفرصة لكل الراغبين في الانتساب لعضوية الفريق، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة أن كل الأعضاء فعالون أو على نفس الدرجة من الانتظام، فهناك أعضاء دائمون وهم المواظبون على الحضور والمشاركة الفعالة في التغطيات الصحافية ورحلات التصوير، وهناك أعضاء منتسبون لا يشاركون دائماً في الرحلات التصويرية أو الأنشطة لظروف خاصة بهم، وهناك أعضاء شرف وهم المصورون المحترفون الكبار الذين يساهمون بين الحين والآخر في عقد ندوات ودورات تدريبية للمنتسبين، وكلنا نعتبر متطوعين في فريق مواهب''· يضيف المنصوري: ''مضى عام على إنشاء فريق ''مواهب'' للتصوير، وهدفنا كان وما زال هو إظهار الكفاءات الإماراتية في فن التصوير· لدينا منتدى نتحاور فيه على الإنترنت ونتبادل الأخبار والمعلومات، وأنجزنا مشاريع عدة منها مشروع ''لوّن حياتك'' برعاية مشكورة من (الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات بدولة الإمارات العربية المتحدة) والتي كلفتنا بتعليق 100 صورة معبرة عن الإمارات في دار رعاية المسنين، كما قمنا بتزيين جدران مستشفى سيف بن غباش في رأس الخيمة· ونظمنا رحلات تصويرية للأعضاء في العين والفجيرة وصحراء دبي التقطنا من خلالها صوراً فنية رائعة لمشاهد من بلادنا· ونحن الآن بصدد إصدار ''كلندر'' خاص عن الإمارات، وأيضاً نعمل على مشروع ''البوست كارد'' أو البطاقة البريدية التي تعبر عن طبيعة الإمارات وتراثها ومناظرها الطبيعية· أخيراً لا يملك المنصوري كلاماً كثيراً ليقوله للموهوبين، وكل ما يرغب في قوله: نموا هواياتكم، واتبعوا شغفكم، وأحبوا ما تعملون، والتزموا به حتى تصلوا لما تصبون إليه· لا دعم ولا رعاية أما خميس الحفيتي المنسق الإعلامي للفريق فيرى أن من ''أهم المصاعب التي تواجهنا عدم وجود مقر ثابت لنا لنجتمع فيه، لكننا نعمل على حل هذا المعضلة، فنحن في النهاية متطوعون نغطي في كثير من الأحيان من دون أجر، فقط حباً في المشاركة الوطنية والعمل، كتغطيتنا للعرس الجماعي مؤخراً بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية· وأحياناً أخرى نعمل بنظام المكافأة وهي نسبية، لكن المسائل المادية لا تحبطنا لأنها ليست غاية بحد ذاتها· نحن في قمة الحماس، وفي كل يوم نكتسب مزيداً من الخبرة والتقنية في فن التصوير''· ويكمل الحفيتي: المشكلة الأساسية أمام فن التصوير عموماً هي غياب الدعم والرعاية الحقيقيين، وتشتت الجهود المبذولة من أجل تطويره وصقله، والتصوير الفوتوغرافي يحتاج إلى معدات وعدسات واستديو وخلفيات وإضاءة وهي كلها معدات مكلفة· صحيح أن هناك جهة ما في كل إمارة تهتم بالتصوير الفوتوغرافي لكن لا تعاون أو تنسيق بينها، ونحن نتمنى توحيد الجهود، وتكوين جهة حقيقية متخصصة تجمع كل المصورين الإماراتيين في جمعية أو بإدارة مسوؤل متفرغ يرعى المصورين الشباب وينظم أنشطتهم حتى نصل لدرجة الاحتراف·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©