الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النكتة فشة خلق تتحدى الممنوعات!

النكتة فشة خلق تتحدى الممنوعات!
22 ديسمبر 2007 22:59
''سمعت آخر نكتة؟'' عبارة تفتح شهية المستمع وتهيئه للضحك، وقد تجعل البعض يضحك حتى قبل أن يسمع النكتة نفسها، فالنكتة بطلة الجلسات، في الصبح وفي الأمسيات، نسأل بل ونبحث عنها للترويح عن النفس وترطيب الأجواء المتعكرة، ونخص بها من نحبهم كي نفرحهم ونسمع ضحكاتهم، أما قائلها فهو شخص مرغوب ومدعو رئيسي إلى السهرات ليسعد الآخرين ويروّح عنهم، والنكتة باتت تحتل اليوم مساحة كبيرة من حياتنا، لاسيما مع تطور وسائل الاتصال والهاتف المتحرك واستخدام الإنترنت التي تزدحم بالمنتديات والمواقع الخاصة ''بالنكتة''، مما ساهم في سرعة انتشارها بين الناس حول العالم· النكتة نوع من خفة الظل المألوفة والمحببة لدى الناس منذ الأزل، وكان الأدباء قديما يسمونها ''إحماضة المجلس''، وقد مرت بتدرج زمني فكانت مظهراً من مظاهر البذخ وتقال في بلاط الحكام والعظماء في العصور الماضية، أو وسيلة للتخلص من المآزق، بل وصل الأمر أن تمكن البعض من النجاة برأسه بسبب نكتة ذكية أضحكت الخليفة أو الملك فعفا عنه، ثم أصبحت اليوم أداة للتنفيس عن الهموم المختلفة، و''فشة خلق'' لكل من يعاني من ظروف اقتصادية وسياسية سيئة· ولا يخفى على أحد ما لعبته النكتة في حياة السلف، حتى شاعت كتب الطرائف والنوادر، ومنها كتاب ''أخبار الحمقى والمغفلين'' لأبي الفرج بن الجوزي، وكتاب ''البخلاء'' للجاحظ، لكن يظل جحا، واسمه ''أبو الغصن دجين الفرازي''، أكثر الشخصيات ارتباطاً بالنكتة، حيث نقل عنه الكثير من الطرائف والنوادر التي ظلت خالدة حتى يومنا هذا· ويعتبر العرب من أكثر الشعوب حباً للنكت والتنكيت، ربما لأن النكتة ''مفرّجة الهم''، وصانعة الابتسامة في زمن صعب يعاني فيه الناس ما يعانون من مشاكل اقتصادية وسياسية حتى أن أحد الأشخاص وصفها ''بالماء الوحيد الذي يتناول بالأذن''، لا بل أدى الحال البائس الذي تعيشه بعض الشعوب إلى شيوع النكتة حتى في الدول التي لم تعرف من قبل بحبها وتداولها للنكت، فالشعب العراقي، مثلاً، الذي اشتهر بالحزن وعدم الميل للضحك والفكاهة أصبح اليوم يتندر على ما يجري في البلاد، وصار الوضع السياسي مادة ثرية ''للنكت''، كذلك الأمر مع الشعب الأردني الذي دفعته الظروف الاقتصادية المتردية إلى الضحك و''التنكيت'' عملا بالمثل القائل: ''شر البلية ما يضحك'' ليغير الصورة النمطية التي اشتهر بها في ''الكشرة'' والجمود· النكتة يتيمة من أين تأتي النكتة التي تسري بين الناس بسرعة البرق، وكل من يحكيها ينسبها لنفسه فيما مصدرها الحقيقي مجهول؟ يقول الدكتور محمد أبو العينين، رئيس قسم الاجتماع في جامعة الإمارات العربية المتحدة: ''ليس للنكتة أصل تاريخي محدد أو معلوم، فهي ككل عناصر الثقافة الشفوية نشأت وتطورت عبر الزمن، ويصعب أن نحدد مكاناً أو زماناً معيناً كأصل لها، وقد يُشاع مثلاً عن شخصيات حقيقية أو وهمية كشخصية جحا أنها كانت مصدرا للنكتة بيد أن هذا يصعب التحقق منه، ولكن الثابت تاريخياً أن ثمة أشخاصاً عُرف عنهم براعتهم في النكت والنوادر''· ويعتبر حسن نرايس في كتابه الضحك والآخر، صورة العربي في الفكاهة أن النكتة تنتمي إلى الكل وفي نفس الوقت لا تنتمي إلى أحد، فصاحبها هو ذلك الذي يحكيها في مدة زمنية معينة، وفي الوقت الذي ينتهي من حكايتها ينتقل انتماؤها إلى الكل، وكل واحد في استطاعته بل ومن حقه أن يحكيها دون ذكر المصدر الذي جاءت منه ويقول إنه صاحبها، ولذلك فهي قابلة للتغيير والتحويل وتبديل كلمات بأخرى حسب الهوى، وحسب الجرأة والشجاعة اللتين يتحلى بهما ذلك الذي يحكيها، ومن هنا، يمكن الجزم بأمر أكيد هو أن النكتة يتيمة لا أصل لها ولا نسب، ولا سبيل حتى لإثبات نسبها، فهي ملك للجميع تتوارثها الثقافة الجماعية الشفوية، وتطورها حسب احتياجاتها ومستجداتها''· وإن كانت النكتة قد وجدت في كل الحضارات وعبر التاريخ، فقد كان دورها الأول ولا يزال هو الضحك والترويح عن النفس، من خلال إنتاج تصورات كاريكاتورية للواقع، إنها أيضا تحدٍّ واضح للمسكوت عنه وتجاوز مهم للتابوهات (المحظورات)، التي لا يمكن الحديث عنها أو يصعب التطرق لها خارج إطار النكتة، وبهذا الصدد يقول حسن نرايس في المؤلف نفسه بأن ''الفكاهة غالبا ما تزيل القناع عن حقيقة الأشياء وتفرغ المكبوتات المدفونة، وبالتالي فهي تخرج الإحساسات الحقيقية من الظلمات إلى النور''· صعايدة وحماصنة·· إلخ ''صعايدة'' مصر، ''حماصنة'' سوريا، ''خلايلة'' فلسطين، ''طفايلة'' الأردن، هم في الغالب مادة النكات في تلك الدول، وتقول إحدى الدراسات الاجتماعية التي قامت بها جامعة القاهرة إن الصعايدة يمثلون 69% من مادة النكات في مصر تليها النكات السياسية والجنسية والدينية، وهذا يدفع إلى التساؤل حول السبب الذي جعل هؤلاء الفئات عرضة لإطلاق النكات دون غيرهم، يقول الدكتور محمد أبو العينين، أستاذ علم الاجتماع في جامعة الإمارات، إن سبب إطلاق النكات على شعوب وفئات دون غيرها، يرجع لأن هذه الشعوب أو الفئات تمثل أقليات في بعض الأحيان، أو بسبب عفوية هذه الفئات وتصرفها على طبيعتها، ومع ذلك فإن الشعوب والفئات الأخرى لا تسلم من النكات، فقد سمعنا مؤخراً عن نكات حول الشعب الأميركي أو الشعب الفرنسي وكنا من قبل لا نسمع إلا نكاتاً على الشعوب الأفريقية أو على الهنود الحمر· يقول معن الرواجفة (من أبناء مدينة الطفيلة الأردنية التي تطلق على أهلها النكات): ''حقيقة لا نعلم لماذا تلصق بنا ''النكات''، ربما لأننا أناس طيبون لا نحب التصنع ونحب جميع الناس ونتصف بحسن النية، يستغل البعض أحداثاً ومواقف تحدث لأقربائنا نتيجة طيبتهم وعفويتهم· وتقول إحدى نساء منطقة الخليل الفلسطينية التي يطلق عليها الفلسطينيون النكات: ''لا أغضب من إطلاق النكات على أهل بلدي، بل أنني واحدة ممن يطلقون هذه النكات ويرددونها على سبيل الضحك ليس أكثر، فنحن نحب النكات ومجالسنا وسهراتنا مليئة بالفكاهة وتقليد الآخرين والغناء وغيره، بالطبع، أهل الخليل ليسوا أغبياء كما تصورهم النكتة، وإنما أناس يحبون الضحك ويتعمدون أحيانا تصنع الغباء أو عدم الفهم لإضحاك الآخرين، وهو أمر جميل لا حرج فيه''· بطولة ''النكتي'' ذكاء النكتة وخفة ظلها وحدهما، غير قادرين على خلق حالة الضحك المطلوبة والمتوقعة بعد سماع النكتة، فالكثير يؤكد أن للنكتة ناسها من القادرين على رواية أسخفها أو أغلظها بشكل يضحك أكثر الوجوه عبوسا، وأكثر الضحكات عندا، فالنكتة ترتبط بالحضور الجذاب لمن يقولها، فمنهم من يجعلك تضحك قبل إكمال النكتة بسبب طريقته في الإلقاء، ولهذا يروح البعض إلى أن ملقي النكتة أو ''النكتي'' كما يسمونه بالعامية، هو البطل أكثر من النكتة نفسها، ولكن القدرة على رواية ''النكتة''، كما يقول أبو العينين، هي موهبة يتحلى بها بعض الأشخاص دون غيرهم، وهي جزء من تركيبتهم النفسية وشخصيتهم المرحة· وعن حقيقة كون النكتة تنفيساً عن الهموم وسوء الأحوال المعيشية والكبت السياسي، يقول أبو العينين: ''هنا تنطلق النكتة من الناس فهي وسيلتهم الوحيدة لانتقاد الأوضاع لصعوبة الاستدلال على قائلها أو معرفة مصدرها، ومن الشعوب المعروف عنها إجادة فن التنكيت الشعب المصري الذي وظّف موهبته في السخرية من أمور الحياة والحكومة والسلطة بواسطة هذه الآلية الشعبية التي يستخدمها لتفريغ شحنات الغضب والحزن في أغلب الظروف وأحلكها، ولعل ذلك يساعد على تحليل مصدر النكتة وسيكولوجية الشخص الذي يطلق ''النكات'' فالنكتة مصدرها الناس وتتكون تلقائيا خلال تجمعاتهم وتبادلهم لهموم حياتهم، ليس هذا فقط لكنها قد تعبر عن حالة فرح وسعادة ورغبة في الضحك، إنها ظاهرة صحية من الناحية النفسية، لكن لها بعداً آخر سلبياً حينما تحقر من شأن جماعة ما على أساس ديني أو عرقي أو فئوي''· اضحك··· سئل ميكانيكي مسطول عن أحب المطربين إليه، فقال: مايكل داتسون، مازدا الرومي، سكودا الشمالي، أودي مرقدي، دودج وسوف وفورد كاتس· مسطول يسأل امرأة عن اسمها، أجابت: فكتوريا براون، وأنت؟ قال: لكزس كحلي!! الصديق لصديقه: هل تصدق أن زوجتي جثت على ركبتها من أجلي أمس، الصديق: حقاً وماذا قالت لك، الأول: أخرج من تحت السرير يا جبان! دخل أحد الأشخاص إلى مكتبة عامة، فرأى أعمى يقلب أوراق كتاب، فقال له: كيف تقرأ وأنت أعمى!! فرد عليه الأعمى: أنا لا أقرأ يا عزيزي، وإنما أشاهد الصور فقط!· صدمت سيارة مسرعة نشالا لدى خروجه من السجن، فسأله الشرطي: هل أخذت رقم السيارة؟ قال النشال: لا ولكن هل محفظة السائق تكفي؟!؟ طالب غبي يسأل صديقه: هل أديس أبابا مذكر أم مؤنث؟ الصديق: مذكـر طبعا، الطالب الغبي: وكيف عرفت؟ الصديق: لو كانت مؤنث لأسموها ''أديس أماما''· طلب رجل ديناً من آخر فاشترط الأخير أن يقبل يده أولاً، فقال الأول: لماذا كل هذا الإذلال؟ أجاب الأخير: لأني سأقبل قدمك عندما أطالبك بإعادتها· المتسول لصاحب مخبز بخيل جدا: لم أذق طعم الخبز منذ يومين، أجاب الأخير: لا داعي لأن تذوقه فطعم الخبز لم يتغير· الزوجة لزوجها: يا حبيبي مضت أيام وأنت تقرأ في عقد الزواج، ما الأمر؟ الزوج: العقد يحتوي على كافة المعلومات عدا تاريخ انتهاء الصلاحية· أعطت امرأة بخيلة ابنها ريالاً وقالت له: اذهب واشتر خبزاً، لكن يا ويلك اذا ضاع الريال منك، وفي الطريق للمخبز شاهد الولد سيارة تصدم أباه، فذهب مسرعاً إلى أمه وقال: أمي أمي، إلحقي، أبي صدمته سيارة، فقالت: أوووه، بسيطة، ظننت أن الريال قد ضاع·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©