الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الموظفة المطلوب رقم 1 في قائمة العرسان

الموظفة المطلوب رقم 1 في قائمة العرسان
22 ديسمبر 2007 23:10
تشكّل الحياة الزوجية منعطفاً هاماً في حياة الإنسان، وينسحب تأثيرها على مسارات حياته المختلفة، ويتطلب استقرارها وديمومتها أن تبنى على أسس ومعايير متينة· ويبدو أن الزواج كغيره من نواحي حياتنا تأثر هو الآخر بالتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والانفتاح والعولمة، وتغيرت معاييره وأسسه والقواعد التي يبنى عليها، فبعد أن كانت ''ست البيت'' هي العروس المناسبة التي يتهافت عليها ''العرسان''، أصبحت الفتاة الموظفة هي الرقم الأول في قائمة المعايير التي يضعها الشاب في حسبانه حين يقرر الزواج· قديماً كان الشاب يقول: أريدها متدينة أو أريدها بيضاء أو سمراء، طويلة أو قصيرة إلخ من مواصفات الجمال التي كانت الشرط الأول للعريس، أما الآن فأصبح الكثير من الشباب يقول: أريدها موظفة·· لماذا تغير الحال؟ ما الذي جرى؟ اقرأوا هذا التحقيق: ''الكل يريدها موظفة! هذه هي الموضة السائدة هذه الأيام''، هكذا عبرت آمنه عبد الله عن امتعاضها من هذه الظاهرة، مؤكدة أنها ''ظاهرة سلبية منتشرة بين الراغبين في الزواج ظناً منهم أن السعادة لا تتم إلاّ بالمال ونحوه، فأصبحت الحياة مجرد أرقام وحسابات وأرصدة، لا مكان فيها للمشاعر الإنسانية والمودة والرحمة· هذه هي الحقيقة المرَّة التي سرعان ما ستكبد المجتمع خسائر جمّة''· هي تتعاون وهو يتنصل! أما أم محمد فتقول: ''لقد تغيرت الرؤية وفق تداعيات الحياة المكلفة والغلاء المتواصل، فأصبحت المرأة الآن تلعب دوراً هاماً في المجتمع إلى جانب مسؤولياتها في رعاية وصون أسرتها، ومساهمتها في توفير الحياة الكريمة لهم، فتعاون وشراكة الزوجين أمر ضروري ومطلوب·· لكن ما يحدث للأسف أن بعض الأزواج سرعان ما يتنصلون من الإنفاق على أسرهم، ويتركون الأعباء كافة على الزوجات، ويغرقون في الديون تلبية لاحتياجاتهم الخاصة''· من جهتها ترى أم مريم (موظفة) أن ''هذه الظاهرة بدأت تتزايد في الآونة الأخيرة بين فئة محدودي الدخل نتيجة الغلاء الفاحش الذي يجثم على الصدور، فالارتباط بامرأة عاملة يرفع من كفة المستوى الاجتماعي للأسرة، وهذا ما دفعني إلى الانخراط في العمل الوظيفي لمساعدة زوجي وتلبية احتياجات أبنائي وتأمين مستقبلهم، فرغم المشقة والجهد المضاعف من العمل في المنزل وخارجه إلا أن هذا الإحساس ينجلي لحظة أحس بالراحة والسعادة ترتسمان على وجوههم''· سلاح المرأة بلقائنا فئات مختلفة من الشباب في مجتمعنا، وسؤالهم لماذا تختار العروس الموظفة؟ استنتجنا حقيقة واحدة هي: الرغبة في تحسين الوضع المعيشي· يشير نبراس المسعودي إلى ''ان الظروف الاقتصادية والتغير الهائل في المفاهيم الاجتماعية أفرزت واقعاً جديداً يفرض على المرأة أن تأخذ على عاتقها الكثير من الأدوار من خلال كونها زوجة وأم وموظفة تقف إلى جانب زوجها ليعيلا الأسرة، لذا فإن عملها أمر مهم وحيوي، وهو أحد أسس الزواج الناجح ويجعل المرأة تحمل سلاحاً قوياً (العلم والعمل) فلا أحد يعرف ما تخبئه الأقدار''· نعم أريدها موظفة هذا ما يقوله سلطان أحمد، مضيفاً: ''طلبات المرأة من كماليات وغيرها لا تنتهي، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الحياة التي عجزنا تماماً عن مجاراتها في مقابل الرواتب المحدودة، حيث نصل إلى منتصف الشهر لنبدأ الاستدانة، لهذا مطلوب من المرأة العمل ومعاونة زوجها، فعملها بات ضرورياً''· ''صاحب بالين كذاب'' فيما يفضل عمر سمير ألا تكون زوجته موظفة، ويقول: ''تعجز المرأة العاملة في التوفيق بين مسؤولياتها تجاه أبنائها وزوجها، وبين عملها خارج المنزل (صاحب بالين كذاب) كما يقول المثل السائر، والأولى أن تقوم المرأة بمهامها في مملكتها الخاصة بعيداً عناء العمل وضغوطاته التي تجعلها في توتر مستمر، وتفقد عندها الإحساس بطعم الراحة وصفاء الذهن، مما ينعكس سلباً على أسرتها· أما الرجل فدوره أن يكافح ويكابد من أجل توفير لقمة العيش لهم''· ويتفق معه عبد الرحمن العابد، ويقول: ''أرفض الارتباط بزوجة موظفة ليس من منطلق تحجيم دور المرأة، بالعكس فهي تملك طاقة هائلة من العطاء والصبر، لكننا نعيش في عصر انحطاط أخلاقي من خلال ما تبثه الفضائيات من فساد ورذيلة، لذا من الأفضل للزوجة الأم أن تعمل على تهيئة أسرتها وتهتم بأبنائها وتزرع فيهم الأخلاق الحميدة فهذا عمل عظيم يفوق أي وظيفة أخرى''· ويعزو روزبه ناصيف إقدام الشاب على هذا الفعل، أي اشتراط أن تكون زوجة المستقبل موظفة، إلى ''أن الظروف الاقتصادية صعبة وتدفع بمعظم الشباب إلى التفكير في مصدر آخر للدخل من خلال الاقتران بموظفة لتعينه على متطلبات الحياة· أصبحنا نعيش في عالم من الماديات والمتطلبات التي لا تنتهي، وأصبح الزواج أقرب لمشروع تجاري منه إلى مفهوم الزواج وحقيقته المنبثقة من التوافق والتآلف الروحي، لكن ومع واقع الحياة الحالية أصبح أمر الزواج من غير موظفة أشبه بالمستحيل، وبات الشاب أمام خيارين: إما أن يفكر بزوجة موظفة ليزيد دخله وتعينه على متطلبات الحياة التي تتزايد على نحو اضطرادي، أو يختار ''العزوبية'' ويعيش الحب العذري كما فعل قيس بن الملوح''· سكن ورحمة لكن كيف ينظر الاجتماعيون لهذه الظاهرة؟ تقول عفراء سالم: قال الله تعالى ''ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة''، لكن في ظل غياب المبادئ واللهاث خلف المال، يتوجه بعض الشباب إلى وضع شرط أن تكون الزوجة موظفة، هذه العلاقة التي تبنى على مصالح مادية ستكون صفقة خاسرة 100%، فالحياة المبنية على المادة مهددة بالزوال، ويجب أن يدرك الزوج مسؤولياته وواجباته التي وضعها الدين فهو مكلف بالإنفاق على زوجته وأسرته، سواء كانت زوجته تعمل أو لا تعمل· وإذا رغبت الزوجة أن تعين زوجها فيتم ذلك برضاها لا بالإكراه· تضيف: ''لنسأل هؤلاء الذين يضعون شرط العمل للاقتران، ماذا لو تركت الزوجة عملها وفضلت أن تقوم بمهامها في تربية أبنائها، هل سيوقع عليها يمين الطلاق لكونها أخلت بشرط الزواج''؟!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©