مرآة لشجرة وحيدة
بلا كلل تمتهن حراسة باب الدار
لم ترحل ولم تمل الترحيب بالأحبة·
مرآة لباب سري
صغير كالقلب
لكنه يتسع لمحبة الوطن والعائلة·
مرآة لمنارةٍ وحيدة
شاخصة في الفراغ
بلا جدران أو محراب
وكأنها الصلاة المعلنة في الفضاء·
مرآة لهدايا البحر في حضرة الأجداد
لألوان كانت ستأسر بعفويتها قلب بيكاسو
لو قدر له قبل الرحيل
أن يزور عمان·
مرآة لوجهٍ على أول الأبواب
في خواتيم العمر
لقسماتٍ دارت بها الدنيا
ولعبت بها الأحوال·
مرآة لصبيةٍ يلعبون الكرة
على بساط البحر
نصبوا مرماهم بدقة
كي يلتقط المصور أنفاسه
ويضعها في البرواز مباشرة ·
مرآة لحضنٍ حميم
لبيت جدّدهُ الحب
فتوهج في الليل
مثل قطعةٍ مسحورةٍ
نسي أن يطويها النسيان العاجل·
مرآة لعناق المراكب
وتآلف الماء بالظل والسفر
تحت سماء اللازورد·
مرآة لذاكرةِ الريح
في صفحاتِ الجبل
للهيئة التي لا تستقر
إلا في دوام التبدلات·
رحل أكبر
قالوا: قال قبل رحيله بكل سكينة:
''أطفئوا المصابيح، إني أرى نورا''
ربما كان نور صوره التي تركها لنا
كهدايا تليق بمحبته للوطن
مثل مرايا كبيرة
ستتفتح دوما في ذكراه
عدد اليوم
