الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نانسي عبدالفتاح·· امرأة بمائة رجل!

نانسي عبدالفتاح·· امرأة بمائة رجل!
22 ديسمبر 2007 23:27
مؤهلاتها ترشحها لتصبح إحدى نجمات السينما، فهي جميلة ورشيقة وذات ملامح جذابة· عشقت السينما منذ طفولتها، لكنها لم تحلم بأن تكون نجمة تسرق الاضواء أو تتصدر صورتها الأفيشات، بل أصرت على أن تكون ''الأولى'' في مجال يندر أن تعمل فيه فتاة عربية، فأصبحت نانسي عبدالفتاح أول مديرة تصوير سينمائي في السينما المصرية· بدأ اهتمامها بالتصوير الفوتوغرافي أثناء دراستها في كلية الفنون الجميلة، حيث كانت مطالبة بدراسة وتصوير العديد من الطرز المعمارية، وتميزت برؤيتها المبتكرة واللافتة، فنظمت معارض شخصية لصورها وشاركت في معارض جماعية وحصدت الجوائز، وبعد تخرجها كانت تجمع بين عملها كمهندسة ديكور وهوايتها للتصوير· ولما وجدت أن متعتها هي التصوير السينمائي قررت الالتحاق بمعهد السينما، وهنا اصطدمت بالعقبات والمتاريس لكنها اجتازتها بمهارة وإصرار· وعن سر اختيارها لهذه المهنة الشاقة تقول: لا أعرف اليأس، ولم يكن هدفي أن اكون أول مديرة تصوير سينمائي في مصر بقدر ما كان حبي لهذا العمل الذي اخترته عن اقتناع هو الدافع، ومنذ اللحظة التي قررت فيها دخول التصوير السينمائي عرفت أن الطريق ليس سهلا وأنه عليّ أن أبذل مجهودا مضاعفاً· وحول تخطيها عقبة الالتحاق بمعهد السينما الذي يرفض قبول الفتيات في قسم التصوير السينمائي قالت: المعهد لا يرفض الفتيات بل هنَّ اللاتي يفشلن في اختبار القبول، لكن رئيس قسم التصوير وقتها المصور الراحل ابراهيم عادل لم يكن يتحمس لقبول الفتيات في القسم، ويرى أن معظمهن يدخلن على سبيل التجربة أو البحث عن شيء غير مألوف، ويهدرن فرص زملائهن الشبان الذين قد تكون بينهم موهبة، لذلك أعددت ملفا بكل أعمالي وشرحت له أسباب اختياري فاقتنع وأوضح لي صعوبة هذه المهنة، ثم أصبح أكثر المتحمسين لي في المعهد· وحول علاقتها بزملائها في معهد السينما باعتبارها الفتاة الوحيدة في قسم التصوير قالت: لم اشعر بأنني أقل من أحد، ولا بتفرقة في تعامل الاساتذة معي كفتاة· وعندما كنت أجد نوعاً من عدم التقدير لم أكن أشعر بالاضطهاد، وكنت أبحث عن مبررات موضوعية وأتهم نفسي بالتقصير· كان هدف نانسي أن تثبت ذاتها، وتحقق لها ما أرادت فقد عملت مع كبار المخرجين ومديري التصوير في السينما، وهي تفخر دائماً بأنهم يصفونها بـ ''امرأة بمائة رجل''، وشاركت في العديد من الافلام القصيرة والتسجيلية· وفي جعبتها الكثير من الأعمال أولها فيلم ''الوردة البيضاء'' مع طارق التلمساني وإيناس الدغيدي، ثم ''الساحر'' مع الراحل رضوان الكاشف ومدير التصوير محسن نصر، ثم ''أصحاب ولا بزنس'' مع علي إدريس ومدير التصوير إيهاب محمد علي· وتروي نانسي قصة اختيارها كمديرة تصوير أول فيلم لها قائلة: هو فيلم ''في شقة مصر الجديدة'' للمخرج محمد خان الذي شاهد فيلم ''ختان البنات'' الذي صورته وأنا طالبة بالمعهد، وحصل على عدة جوائز، وأفلام قصيرة أخرى منها: ''نظرة إلى السماء''، و''يوميات مضيفة مصرية'' وكانت هذه الأفلام ساحة للتجريب· وتضيف: ظل محمد خان يتذكر اسمي من خلال متابعته للسينما الجديدة، ودون أن يعرفني بشكل شخصي، ورشحني للعمل مع المخرج خيري بشارة الذي أسند إليّ تصوير عملين دراميين للتلفزيون هما: ''مسألة مبدأ'' و ''ملح الأرض''، وبعد فترة اتصل بي خان وأسند لي تصوير فيلم ''في شقة مصر الجديدة'' الذي حصل على العديد من الجوائز في المهرجانات· تعاملت نانسي مع جيل الكبار وأحدث جيل من المخرجين، وعن الاختلاف بينهما تقول: تعاونت في آخر أفلامي ''الشياطين'' مع المخرج الشاب أحمد أبو زيد في أولى تجاربه الروائية الطويلة، والفيلم تجربة جديدة في السينما المصرية وينتمي لنوعية غير معتادة هي سينما النوع، وتحديدا ''الكومكسي'' أفلام المغامرات، ولم أشعر بأن هناك اختلافا بالنسبة لطبيعة عملي والفرق هو خبرة المخرج الكبير، محمد خان - مثلا - كانت لديه رؤية محددة لكل شيء وكل لقطة قبل أن نبدأ التصوير، أما المخرج الشاب خاصة في التجارب الاولى فهو يبحث عن الأفضل ولذلك يتصور أنه مع الإعادة قد يحصل على شيء مختلف· وبالنسبة لمدير التصوير كل أسلوب له ميزاته وقد يكتشف مدير التصوير أنه يصل من خلال التجريب إلى تكنيك جديد أو فكرة لم يسبق تقديمها· وعن مشاريعها السينمائية الجديدة قالت: أستعد لتصوير فيلم ''ميكانو'' قصة وسيناريو وائل حمدي وإخراج محمود كامل في اولى تجاربه وبطولة أنغام وشريف منير، ولدي مشروع سينمائي ما زال في مرحلة الإعداد مع المخرج محمد خان وسوف نبدأ تصويره في يناير القادم· وتؤكد نانسي أن أسعد لحظات حياتها تقضيها وهي تحتضن الكاميرا وتضبط معداتها وتوزع الاضاءة ثم تجلس للاستمتاع بالتصوير، ومهما كان لديها من مشاكل وهموم فإنها تنسى كل شيء وتكون سعيدة وعلى طبيعتها· وتعترف بأن المنافسة الفنية موجودة في مجال التصوير السينمائي لذلك تتابع معظم الافلام العربية والأجنبية، والسؤال الدائم: كيف فكر مدير التصوير في السيناريو؟ وكيف تعامل معه؟ وهل كان من الممكن أن تقدم شيئاً مختلفاً؟
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©