الأنف الإلكتروني··!

في أميركا اخترعوا جهازاً (شماماً) يستطيع أن يدس أنفه الالكتروني في حقائب المسافرين في المطارات فيكتشف بسهولة وجود أي مفرقعات قد تكون مخبأة داخل هذه الحقائب استعداداً لخطف الطائرة أو تفجيرها··! ويبدو أننا فعلاً قد دخلنا ما يسمى بـ (عصر الشم) الذي أصبح سمة هذه المرحلة بعد أن كان سابقا مقصوراً على الكلاب البوليسية التي ستتعرض ولاشك بعد هذا الاكتشاف إلى عملية تفنيش واسعة رغم خدماتها التاريخية، فقد أصبحت (الكلاب الالكترونية) سيدة الموقف في كل موقع ومكان! وللحقيقة والتاريخ فالوقائع تؤكد أن الزوجات عموماً قبل وبعد الكلاب والأجهزة هنَّ رائدات عمليات الشم، حيث تلعب حاسة الشم عندهن الدور الأكبر في مصير العلاقات الزوجية·· وفي مصير الزوج نفسه قبل كل شيء··! ؟ أمام جهاز الشم الأنثوي الفطري يصبح كل الأزواج متهمين حتى تثبت براءتهم - وحتى بعد ثبوت براءتهم - فالشمامة الأنثوية (المسماة زوجة) تميل دائماً إلى افتراض قاعدة أن الزوج مدان حتى ولو ثبتت براءته، وفي أغلب الحالات يصدر حكم المحكمة الزوجية بالإدانة رغم عدم توفر الأدلة القاطعة، والأخطر من ذلك أن الحكم غير قابل للطعن ولا للنقض! ؟ وإذا تركنا (الشم الأمني)·· و(الشم العائلي) نجد أمامنا عالماً آخر من الشم هو (الشم الدولي)، تقوم به أجهزة متخصصة تسمي عملها تجاوزاً (مخابرات)· أشهر هذه الأجهزة وأعتاها في الشم هو الجهاز الأميركي المعروف دولياً باسم الـ (سي· آي·إيه)، وأبطاله شمامون محترفون يحملون أجهزة شم متطورة تستطيع أن تشم ما يدور في مخك، ومن تحليل ما تشمه تعرف كل شيء عن اسمك وعملك وعنوانك وتاريخ ميلادك وقصة حياتك وتاريخ آخر خناقة مع زوجتك، وببرمجة هذه المعلومات وربطها بالتقارير السابقة سيتضح طبعاً كونك عدواً لأميركا من عدمه· ؟ وهكذا يثبت (الشم) في عصره الإلكتروني الذهبي فاعليته على كل المستويات، وإذا كانت السياسة قد اعتمدت (الشم الإلكتروني) باعتباره أحدث الصيحات الإلكترونية في عالم (الشم)، فإن الشمامين والشمامات العاديين في البيوت أو في الإدارات والمكاتب ما زالوا ومازلن مقتنعين بأن الشم (الأنفوي) الفطري هو الأقوى وهو الأكثر فاعلية في كشف بعضهم بعضاً··! وهكذا أيضاً فإن عليك - عزيزي القارئ - أن تجعل أنفك أكثر نشاطاً وحساسية لتستطيع أن (تشم) الذين يحاولون أن (يشموك) قبل أن (يشموك)··!