الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التقاليع الغريبة مرفوضة ولا تعمّر طويلاً

التقاليع الغريبة مرفوضة ولا تعمّر طويلاً
22 ديسمبر 2007 23:41
هل السير في ركب الموضة هو سباحة مع التيار أم عكس التيار؟ وهل شبابنا وفتياتنا قادرون على ترويضها، بحيث لا تتفاقم في مجتمعاتنا العربية إلى صور مؤذية أو مثيرة للاشمئزاز؟ وهل هم أيضاً قادرون على ترويض اشتهاءاتهم حيالها، بحيث يختارون منها ما يتواءم مع هويتهم الاجتماعية والإنسانية؟ الأسئلة أوسع بكثير من مسألة ''ماكياج'' على وجه فتاة أو ''تصفيفة'' شعر شاب، أو تبدلات المظهر·· وأسرع من أن يرصدها ''ترمومتر''· إنها تحديداً مسألة هوية ثقافية وإنسانية فضلاً عن كونها ''مواجهة'' مبكرة يخوضها جيل يفترض به أن يمسك بزمام الغد كأنما هو في امتحان ''الإمساك'' بزمام نفسه! ''الموضة''·· لفظة بسيطة، رشيقة، جذابة، تقفز بحيوية على ألسنة الشباب والشابات في أي تجمع، وهي لفظة واسعة تستوعب كل ما في طاقة الشاب أو الفتاة من تجدد ورغبة في التألق والتميز·· كما أنها لفظة بديهية معناها واضح بذاته· لكن السؤال الذي يثور هنا هو: لماذا كل هذه الموضات، وكل هذا التبديل والتغيير في اللون والذوق والأسلوب، وارتداء أكثر من ''مظهر'' في اليوم الواحد، هل الأمر مجرد لفت الأنظار فقط أم ماذا؟ وهل ''يفكر'' الشاب أو الفتاة وهو يتابع موضة جديدة؟ وهل ''يفكر'' وهو يختارها أو وهو يرفضها؟ تعتقد ''لحن الجمود'' في منتدى أصحاب كول أن الموضة قصيرة العمر، فلا تكاد تشعر باستقرارها حتى ''تطير'' وتحل محلها موضة جديدة، كما أنها سريعة الاختفاء والانطفاء بقدر ما هي سريعة التشكيل والتولد، ولذا فهي عرضة دائماً للمبالغة طالما أن لها زبائن مضمونين· أما في منتدى عالم الرومانسية فتعتقد ''عبير الشوق'' أن معظم ما يعرض للشاب أو الفتاة الخليجيين بوجه خاص لا يصلح، وإنما هو ''للعرض فقط''، ولكن في مقابل ذلك هناك البعض من هؤلاء الشباب أو الفتيات يتجهون إلى تلك التقاليع من باب تقليد نجوم ونجمات المجتمع سواء في السينما أو الغناء أو في عروض الأزياء، وهم يظنون أنهم بهذا التقليد سيصبحون من نجوم المجتمع· وتعزو ''جمرة غضى'' من منتدى شبكة الصريحة الثقافية اتجاه بعض الشباب نحو التقاليع إلى أن لهم شخصيات هزيلة وضعيفة تهوى دائماً جذب الانتباه، وهم يعتقدون بذلك أنهم متميزون، لكن الحقيقة أنهم لا يحظون بإعجاب الناس من حولهم· ويتفق ''رومانسي كسول'' من موقع المنتدى العام مع رأي جمرة غضى، فيعتقد أن أؤلئك المقلدين يتسترون بمسمى ''الموضة'' ويغفلون عن العادات والتقاليد في المجتمع، وعن أن الأزياء الكلاسيكية هي الأجمل والأنسب والأكثر جاذبية· أما في منتدى طرب فيجد ''المعذور'' أن بعض الشباب يتجه في المسار الخطأ في الموضة ليجذب انتباه الفتيات إليه· وفي المقابل تمضي بعض الفتيات في الاتجاه ذاته لجذب أنظار الشباب إليهن، إلا انه يؤكد ''من الصعب أن تعجب فتاة عاقلة بشاب لمجرد أن شعره طويل ويرتدي ملابس غريبة وبنطلوناً تحت الخصر، متماشياً مع جنون الموضة ومتصوراً نفسه ''دون جوان'' عصره· بينما من منتدى الحصن الحصين يجد ''مشاكس جدا'' أن ''الطيور على أشكالها تقع''، فالشباب من الجنسين هم فئات تنجذب لبعضها بعضاً، ففي حين يميل بعضها للفت الأنظار بمظهره، يتمسك البعض الآخر بالمظهر المعقول والمقبول، لذلك يعتقد بأن الذين يتجهون لهذه التقاليع هم ''مرضي نفسيون''· لكن ''عضو مجتهد'' من منتدى غرام يرى بكل صراحة أن البساطة وجمال الروح أفضل بكثير من أي موضة غريبة لا تتماشى مع عادات وتقاليد المجتمع· ومن وجهة نظر ''أحلى إماراتي'' من منتدى ستار تايمز أن الموضة لها درجات ''حرارة'' مختلفة فهي أسلوب في تشكيل المظهر، وهي صرعة أحياناً، وتقليعة أحياناً أخرى، وبقدر سرعة تجددها، تتعدد أشكالها وصيحاتها، وتتعدد أيضاً استجابات الشباب والفتيات لها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©