الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كلينتون و أوبرا··· أيقونات في انتخابات الديمقراطيين

كلينتون و أوبرا··· أيقونات في انتخابات الديمقراطيين
23 ديسمبر 2007 02:48
يشبه استخدام الشخصيات الممثلة البديلة في الحملات الانتخابية الرئاسية عادةً، تقديم عرض جانبي غير مرئي أو مجهول بالنسبة للجمهور، في أحد ملاعب السيرك الثلاثية الحلقات· غير أن الأمر مختلف جداً في الحملة الرئاسية الحالية التي أدى فيها هذا الدور، كل من الرئيس الأسبق ''بيل كلينتون'' والنجمة التلفزيونية المشهورة ''أوبرا وينفري''· فقد تمكنت هذه المذيعة التلفزيونية -الأفريقية الأميركية الأكثر شهرة- بتمثيلها للمرشح الديمقراطي باراك أوباما، وكذلك الرئيس الأسبق ''بيل كلينتون''، بتمثيله لزوجته السناتور ''هيلاري كلينتون''، من الارتقاء إلى مستوى أعلى بمسألة سياسية جد قديمة وتقليدية، وهي، هل في وسع أي من المواطنين الأميركيين تقديم العون لأحد المرشحين، بذات القدرة التي يساعد بها ذلك المرشح نفسه أو نفسها؟ وفي الإجابة عن هذا السؤال استناداَ الى رصيد التاريخ الانتخابي الطويل في أميركا، قلما وجدت إجابة مؤكدة عنه· لكن وبالقدر نفسه، قلما تمكن ممثلان لمرشحين انتخابيين، بوزن ''كلينتون'' و''أوبرا'' من البروز بقامتيهما إلى هذا الحد، الذي ربما يقلل من وزن المرشحين الرئاسيين اللذين ينوبان عنهما· والسؤال الذي تجب إثارته هنا، ما إذا كان ظهور هاتين الشخصيتين في مناسبات بعينها، بصرف النظر عن عدد الحضور الجماهيري فيها، سوف يكون له أثره الإيجابي على اجتذاب الأصوات الناخبة لصالح المرشح الرئاسي الذي ينوب عنه هذان الممثلان؟ لعل لهذا السؤال أهميته وعلاقته الكبيرة بولاية ''أيوا'' على نحو خاص، لأنه سيجرى فيها الاقتراع في 1781 مركزا انتخابيا منتشرا عبر الولاية كلها في ليلة واحدة خلال الشهر المقبل، تحديداً في يوم الخميس الموافق الثالث من يناير ،2008 وفي ظل ظروف طقس شتوي سيئ على الأرجح· وبحكم كونها ولاية زراعية من الولايات الغربية الوسطى، فإن في هذا الإجراء قدراً كبيراً من التحدي والصعوبة، بالنظر لعدم تعوّد الناخبين عليه· ومما يصعب الأمر أن الكثير من اللجان الانتخابية سوف تجري الاقتراع في البيوت وأقبية الكنائس وغيرها من الأماكن الدينية الأخرى، إلى جانب المدارس والمباني العامة· وبالمقارنة إلى ولاية أخرى مثل ''نيو هامشير''، حيث اعتاد الناخبون الذهاب إلى مكان واحد متعارف عليه للاقتراع، والذهاب إلى حيث يشاءون في كل مرة تجرى فيها الانتخابات العامة، فإن الذي لا شك فيه أن إجراء الاقتراع في ولاية ''أيوا'' سيكون مهمة مضنية وشاقة، تتضمن الكثير جداً من الجهد في تلك الليلة المحددة، خاصة بالنسبة للفريق العامل مع المرشح الرئاسي الديمقراطي· وخلافاً لما هو عليه حال المرشح الجمهوري، الذي يحسب له الفوز اعتماداً على غلبة الأصوات التي يحصدها على امتداد الولاية كلها، تطالب العملية الانتخابية الذين يريدون الإدلاء بأصواتهم لصالح المرشح الديمقراطي، بأن يتجمعوا فعلياً في الأماكن التي يرغبون فيها دعم المرشح المعيّن· وفيما لو لم تكن نسبة الناخبين في المكان المعين، ما يعادل 15 في المائة من إجمالي الناخبين، فلن يحسب للمرشح الذي يدعمونه أي صوت انتخابي· وعندها سوف يتعين على الناخبين مغادرة مركز الاقتراع الذي تجمعوا فيه، والذهاب إلى مركز آخر تمكّن فيه مرشح ديمقراطي آخر من الحصول على نسبة الـ15 في المائة المشار إليها، وهكذا· وربما تبدو هذه العملية معقدة ومربكة نوعاً ما، الأمر الذي أرغم الحملات الانتخابية المتنافسة فيما بينها على تثقيف الجمهور وتوعيته بها· الميزة الرئيسية لظهور نواب كبار عن المرشحين الديمقراطيين بوزن ''كلينتون'' و''أوبرا''، أنهما تمكنا من جمع عدد كبير من الناخبين لصالح كل من ''أوباما'' و''هيلاري''؛ وهذا ما يسهّل على قادة الحملات الانتخابية لهذين المرشحين، الحصول على بياناتهم والاتصال بهم لاحقاً سواء لتثقيفهم وتوعيتهم بكيفية الاقتراع، أم لترتيب عملية نقلهم وتوصيلهم إلى الأماكن البعيدة من مناطق سكنهم في ليلة الثالث من يناير التي سيجرى فيها الاقتراع· غير أن معضلة رئيسية لا تزال تعترض نجاح هذا التمثيل الذي قام به كل من كلينتون وأوبرا· فاللقاء المباشر بين الناخبين وهذين النجمين الكبيرين والاستماع إليهما شيء، والاستعداد للخروج الفعلي إلى مراكز الاقتراع والتنقل فيما بينها لمدة ساعتين كاملتين في تلك الليلة الشتوية القارسة شيء آخر مختلف جداً· ولهذه الملاحظة أهميتها الخاصة في ولاية ''أيوا'' بالذات، حيث عرفت تاريخياً بقلة عدد الناخبين الذين يتحمسون فيها للانخراط في العملية الانتخابية· كما تكتسب الملاحظة نفسها أهميتها من ناحية التعقيد الشديد -غير المرغوب فيه- للعملية الانتخابية نفسها في هذه الولاية، لا سيما في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، على رغم السيل العارم من التغطية الصحفية الإعلامية لحملة أيوا، التي سوف تكون ضربة بداية الحملة الانتخابية الرئاسية في جولتها الأولى على مستوى الولايات المتحــدة الأميركيــة للعــام المقبل· ووفقاً للاحصاءات الانتخابية السابقة، فقد كان عدد الناخبين الذين صوتوا فيها لصالح المرشحين الديمقراطيين في انتخابات عام ،1988 لم يتجاوز نحو 125 ألف ناخب، بينما لم يزد عدد الذين صوتوا لصالح المرشحين الجمهوريين على 109 آلاف فحسب· أما في عام ،2004 الذي فاز فيه المرشح الرئاسي السابق ''جون كيري'' في ولاية أيوا، وتأهل لأن يصبح المرشح الرئاسي لحزبه، فلم يزد حينها إجمالي الناخبين الذين صوتوا له على 124181 ناخباً، أو ما يعادل نسبة 23 في المائة فحسب، من إجمالي 533107 ناخبين ديمقراطيين تم تسجيلهم· على أن ظهور الرئيس الأسبق ''كلينتون'' والنجمة أوبرا'' نيابة عن المرشحين الرئاسيين ''أوباما'' و''هيلاري'' ربما يحدث تغييراً جذرياً لاستجابة الناخبين الأميركيين للعملية الانتخابية في مستواها القومي إجمالاً· كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة تريبيون ميديا سيرفيز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©