استقبلت العاصمة الأفغانية كابول أمس ضيفين من العيار الثقيل هما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الإسترالي كيفن راد·
وصرح ساركوزي، قبيل مغادرته كابول في زيارة دامت خمس ساعات لتفقد القوات الفرنسية، بأنه لا يمكن للعالم أن يخسر الحرب ضد الإرهاب في أفغانستان· والتقى ساركوزي خلال أول زيارة لرئيس فرنسي إلى أفغانستان، نظيره الأفغاني حامد كرزاي وقائد القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن (إيساف) الجنرال الأميركي دان ماكنيل، قبل ان يتفقد الجنود الفرنسيين ال1600 المنتشرين في كابول وضواحيها·
وقال ساركوزي بعد اجتماعاته الرسمية ''يجري هنا أمران بالغا الأهمية هما متانة الاتفاقات بين الحلفاء والحرب على الإرهاب''، مؤكدا أهمية إقامة ''جبهة موحدة''· وأضاف انه يجب التحرك ''حتى لا تصبح أفغانستان دولة إرهابية''، كما كانت في عهد حركة ''طالبان'' المتشددة· وأضاف أن ''حرباً تجري هنا· حرب ضد الإرهاب وضد التعصب لا يمكننا أن نخسرها ويجب علينا إلا نخسرها''· وجاءت تصريحات ساركوزي عقب القلق الذي عبر عنه الرئيس الأميركي جورج بوش من إمكانية انسحاب بعض الدول المشاركة عسكريا في أفغانستان التي يعمل الجزء الأكبر منها تحت قيادة الحلف الأطلسي، وأخرى في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة·
وقال ساركوزي ''المهم بالنسبة لنا هو المساهمة في قيام دولة أفغانية شرعية ديموقراطية وحديثة''· ورأى ساركوزي أن أفغانستان أولا ''ضحية الإرهاب''· وشدد الرئيس الفرنسي على ''ضرورة إدراك باكستان لأهمية مكافحة الإرهاب بتصميم''· ورافق الرئيس الفرنسي في زيارته وزيرا الدفاع ايرفيه موران والخارجية برنار كوشنير وسكرتيرة الدولة لشؤون حقوق الإنسان راما ياد· وتفقد الرئيس الفرنسي القوات الفرنسية قبل ثلاثة أيام من عيد الميلاد الذي يستعد معظم الجنود للاحتفال به في ثكنتهم العسكرية ''ويرهاوس'' عند المدخل الشرقي لكابول·
وتناول ساركوزي الغداء مع الفوج الفرنسي· وزار ساركوزي قاعدة دار الأمان الأفغانية جنوب غرب كابول حيث يتولى عسكريون تدريب ودعم القوات النظامية على الأرض·
وقال ساركوزي للجنود الفرنسيين إن ''علينا مواصلة جهودنا إلى جانب حلفائنا ليصبح الجيش الأفغاني مستقلا في اقرب وقت ممكن''· وأضاف ''انه سبب من أسباب نجاح مهمة الأسرة الدولية''·
وفيما كان ساركوزي يغادر كابول، وصل رئيس الوزراء الاسترالي اليساري كيفن راد لأفغانستان حيث تفقد نحو 900 جندي استرالي ضمن قوات الحلف الأطلسي في ولاية اوروزغان (جنوب وسط) قبل أن يلتقي كرزاي·
على صعيد آخر، أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس أن عدد المقاتلين المتشددين الذي يعبرون من باكستان الى افغانستان قد انخفض بمعدل 40%· واضاف أنه ''يبدو أن (القاعدة) تحولت نحو باكستان''، مشيرا الى ان ''الاعتداءات في باكستان قد ازدادت''· ومع ذلك، اقر جيتس بان تنظيم ''القاعدة سيطر مجددا على بعض المناطق الحدودية'' مؤكدا مواصلة القوات الأميركية مطاردة اسامة بن لادن·
وبالنسبة للتعاون مع باكستان على الحدود، قال جيتس إن ''البنتاجون'' بدأ البحث مع قائد الجيش الجديد في باكستان الجنرال اشفاق كياني حول الطريقة التي يمكننا أن نساعدهم في تحسين عملياتهم ضد المتمردين ان على صعيد التدريب وان على صعيد التجهيز· واضاف ''نحن معجبون كثيرا بهذا القائد الجديد''·
عدد اليوم
