السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نهاية سعيدة لرحلة قطار البوسنة إلى الاتحاد الأوروبي

23 ديسمبر 2007 03:23
يتلخص الموقف فى البوسنة والهرسك في عام 2007 في بداية مشرقة أعقبتها انقسامات عرقية جديدة وأزمة سياسية عميقة في كل شيء، ولكن من المتوقع حدوث نتيجة إيجابية· في هذا المسلسل التلفزيوني الخاص بالسياسات البوسنية، فشلت الشخصيات البارزة في أداء دورها في الحبكة الدرامية التي تضمنت وعودا جوفاء ومكائد وتوقعات وسوء فهم وانقسامات وغموض· والأمر الذي لم يكن متوقعا على الرغم من ذلك، هو أن النهاية كانت سعيدة· ففي ،2006 استطاعت البوسنة أن تستكمل الإصلاح العسكري وتدخل البلاد في برنامج حلف شمال الأطلسي ''الناتو'' الخاص بالشراكة من اجل السلام· وفي2007 كانت البوسنة تحتاج إلى صياغة الطريقة التي تلبي بها الشروط الباقية الخاصة بالعضوية في الاتحاد الأوروبي· والتقى السياسيون مرات عدة على أمل تسوية قضايا تتعلق بإصلاحات الشرطة والإصلاحات الدستورية - وهذا شرط مسبق لإبرام اتفاقية الاستقرار والشراكة التي تعد الأساس لتعاونها مع الاتحاد الأوروبي· ومع ذلك ، فإنه لم يتم التوصل إلى حلول· ولم تؤد الأفكار والمبادرات والمقترحات العديدة إلا إلى تصعيد الأزمة السياسية التي بلغت الذروة في الشهر الماضي باستقالة رئيس الوزراء نيكولا سبريتش وكل حكومته· وكانت الأزمة قد اندلعت في منتصف شهر أكتوبر الماضي عندما اقترح الممثل الأعلى للمجتمع الدولي لدى البوسنة وهو الدبلوماسي السلوفاكى ميروسلاف لايكاك عددا من الإجراءات لتبسيط إجراءات اتخاذ القرارات في الحكومة والبرلمان البوسني· وفي محاولة لتحسين أداء المؤسستين، قام لايكاك بتغيير نظم التصويت فيهما وتبسيط عملياتهما الخاصة بالموافقة على القوانين والوثائق وحدد الأول من الشهر الحالي كموعد نهائي لإجراء التعديل والموافقة المحتملة على الإجراءات التي اقترحها من جانب الزعماء السياسيين ومؤسسات الدولة· وأثار قراره على الفور غضب الصرب البوسنيين الذين اتهموه بانتهاك حقوقهم الدستورية وإلحاق الضرر بمصالحهم الوطنية من خلال مساعدة مجموعتين عرقيتين أخرييين في البوسنة وهما البوسنياك (المسلمون البوسنيون) والكروات في الحصول على عدد اكبر من الأصوات من الصرب البوسنيين· واستقال سبريتش في الأول من الشهر الماضي · وفي الوقت الذي أدت فيه النتائج الأولية لاقتراح لايكاك إلى تصعيد حدة الأزمة في البلاد مما لم يترك مجالا للتفاؤل، فإن النتيجة النهائية كانت أكثر من مذهلة بالنسبة للمجتمع الدولي وسكان البوسنة والهرسك· وقبل اقل من 12 ساعة من انتهاء المهلة المحددة اجتمع زعماء الأحزاب السياسية البوسنية سويا ووافقوا على الإجراءات التي اقترحها لايكاك والتي أقرها على الفور برلمان البلاد· وبعد ذلك بثلاثة أيام، عقدت الحكومة المركزية جلسة عاجلة ووافقت على خطة عمل بشأن الخطوات الملموسة لتطبيق الإصلاحات · واجتمعت الحكومة في اليوم الذي وصل فيه مفوض التوسيع بالاتحاد الأوروبي اولي رين إلى سراييفو لاستعراض التقدم الذي أحرزته البوسنة والهرسك صوب الاندماج في أوروبا· وأجرى رين محادثات مع السلطات وزعماء الأحزاب السياسية· والأمر الذي كان بمثابة مفاجأة لأولئك في البوسنة وفي الخارج، أعلن رين، في ذلك المساء عقب الاجتماعات مع السياسيين، أن البوسنة والهرسك مستعدة للتوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق الاستقرار والشراكة مع الاتحاد الأوروبي· ووقع رئيس الوزراء المستقيل سبريتش ورين بالأحرف الأولى على اتفاق الاستقرار والشراكة في 4 ديسمبر الحالي مما يمثل لحظة تاريخية بالنسبة للبوسنة والهرسك وأول خطوة لها صوب العضوية في الاتحاد الأوروبي·
المصدر: سراييفو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©