الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مستشرقة أميركية تروج في أبوظبي لتحف عالمية نادرة

مستشرقة أميركية تروج في أبوظبي لتحف عالمية نادرة
22 مارس 2010 21:17
تعتبر الفعاليات الثقافية التي تشهدها أبوظبي بشكل خاص والإمارات عامة، من أهم المبادرات في حوار الحضارات ومد جسور التفاهم والألفة والتفاعل بين الشعوب، سواء كانت بالفنون المسرحية والتشكيلية والموسيقية أو بالعروض السينمائية، ومن أهمية هذه الفعاليات أن أثرها لم يعد مقتصرا على أبناء الإمارات والمقيمين فيها من عرب وأجانب، لكن تأثيرها اتسع إلى بلدان عديدة في العالم واجتذب أنظار المهتمين على مستوى الأفراد والفرق الفنية، وحتى الشركات الخاصة والمؤسسات الرسمية. صورة مبتكرة يعد فن الاستشراق إحدى الوسائل المبكرة التي أعطت للغرب صورا مختلفة عن الشرق، وفي هذا الإطار تقوم الباحثة تالين آينيليان المختصة بفنون الشرق بزيارة أبوظبي، وقد التقتها “الاتحاد” لتحدثنا عن هذه الزيارة وأهدافها، تقول تالين: “هذه زيارتي الأولى إلى أبوظبي، ولكني زرت بعض بلدان المنطقة من قبل، ونظرا لأن أبوظبي صارت تشكل مركزا هاما في الثقافة والفنون، تأتي هذه الزيارة من أجل تنظيم مزاد “بونهامز” الذي سيعرض ما بين 100 و 130 تحفة فنية، من لوحات وأعمال المستشرقين، وتضم مجموعة من الرسوم المائية، والمنحوتات، والزجاجيات، إضافة إلى السجاد والأسلحة القديمة”. وتقدم آنيليان نفسها قائلة: “أنا أميركية من الولايات المتحدة، لكني من أصل شرقي، والداي جاءا من الشرق الأوسط، وقد درست التاريخ ثم الاقتصاد واللغة الفرنسية والإيطالية، وأنا أحب الفن كثيرا ومختصة في دراستي بفن القرن الثامن عشر والتاسع عشر، كما أني مهتمة بجميع الفنون في ذلك القرن. وشركتنا “بونهامز”، من خلال مكتبها في دبي، مهتمة بجمع وعرض القطع الفنية في هذه المنطقة، كما أنها مهتمة بعرض وبيع ما لديها. نريد أن نكون طرفا مهما في هذه النهضة التي تشهدها مدينة أبوظبي، ونحن لا نكتفي ببيع المعروضات، بل يهمنا أن نجمع ونقتني تحفا من فنون الشرق وصناعاته التقليدية ذات القيمة التاريخية والمتميزة بخصائصها المحلية.” وحول أهمية هذه التحف الفنية التي أبدعها فنانون غربيون زاروا الشرق في الماضي واستلهموا أعمالهم من مشاهداتهم في هذه البلدان، تقول: “مثل هذه الأعمال معروفة منذ عهد بعيد في الغرب، لكنها كما أعتقد تهم أبناء هذه البلاد أكثر لأن فيها ملامح من ماضيهم وتراثهم، وليس هدفنا الربح وحده، لكن يهمنا التواصل مع عاصمة الإمارات لتصبح هذه الأعمال معروفة في الخليج، وخاصة أن أبوظبي صارت مركزا ثقافيا هاما في المنطقة، وهذا مما شجعنا على أن نقيم في منطقة الخليج العربي كل سنة معرضا، بينما نكتفي بإقامة معرض واحد كل خمس سنوات في أوروبا”. أهمية الاستشراق نسأل الباحثة: في الماضي كان هناك صعوبة في التواصل بين الشرق والغرب، ومن هنا برزت أهمية الاستشراق وفنونه، هل ما زال الاهتمام بنفس المستوى، تجيب تالين: “ما زال لدى الغرب مقدار كبير من الاهتمام بفن الاستشراق، وإن انتقل مركز الاهتمام، فبالرغم من وجود مجموعات وافرة من التحف الفنية الاستشراقية في أميركا وأوروبا، لكن الاهتمام بها انتقل إلى هذه المنطقة حيث تركزت قاعدة المهتمين باقتناء هذه التحف أكثر من الغرب، ربما بسبب الضائقة الاقتصادية هناك من جهة وسرعة التواصل في عصرنا من جهة ثانية، ويكفي أن نعرف أن أهم اللوحات الفنية الاستشراقية بيعت عن طريق المزاد العلني خلال السنوات القليلة الماضية في منطقة الشرق الأوسط، وشركتنا “بونهامز” حريصة أن تكون مجموعاتها الفنية موجودة ورائجة في هذه المنطقة، ونحن نعمل دائما أن نقدم للراغبين فرصة مشاهدة اللوحات والأعمال الفنية بشكل مباشر وليس عن طريق الإنترنت”. وعن بعض اللوحات التي تحمل ملامح من البيئة وتراثها تقول: “هناك لوحة تمثل أم عربية وطفلها على ظهر جمل يسير في الصحراء للرسام الإيطالي إرنستو باتسارو، هذا الفنان رسم هذا المشهد بالصحراء في أواخر القرن التاسع عشر وكأنه يحكي عن دور المرأة في الشرق من تلك الفترة المبكرة، وبهذا يظهر المرأة العربية وكأنها العمود الفقري للأسرة. وهناك لوحة ثانية أيضا من القرن التاسع عشر للفنان الألماني أدولف شراير، هذا الفنان يمتاز بأنه يقدم في أعماله فرسان عرب في حرب الصحراء، وقتها الأمير الألماني قال له سيكون لك دور مهم في الشرق الأوسط، وفي عام 1861 ذهب الفنان إلى الجزائر، ومصر، وسوريا، وكان مغرما بالثقافة العربية، وتعلم اللغة العربية، واندمج بهذا العالم العربي، لذلك اهتم أن يصور تلك المعارك العربية في الصحراء، وكان دائما يظهر في لوحاته أن أبناء الصحراء يموتون من أجل شيء، من أجل قضية. ولأنه أحب الجزائر كان معهم بمعاركهم ضد الفرنسيين، إحدى هذه اللوحات مرسومة بالتلوين المائي الذي يصعب ترميمه أو التغيير به إن وجد غلط، هذا الفنان كان موهوبا”. وتؤكد تالين بقولها: “أنا أعرف عن الخليج وزرت بعض الدول فيه، لكن هذه أول مرة أكون هنا في العاصمة فهي مدينة جميلة ورائعة في التنظيم ومن حيث البناء والنظافة إلى جانب جمال الكورنيش والخضرة أيضا، والأهم أن يستمر التواصل الثقافي والفني مع العالم، هذا الانفتاح يؤكد أنها ستكون الانطلاقة الجيدة والسمعة الطيبة لشركتنا من هذه المدينة، أنا سعيدة بهذه الزيارة وهي بالتأكيد لن تكون الأخيرة”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©