50 مليار دولار إنفاق شركات الاتصالات على التملك والرخص الجديدة

رسمت شركة الخدمات المالية العالمية ''مورجان ستانلي'' صورة براقة لمستقبل قطاع الاتصالات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتوقعت الشركة في تقرير حديث إن ينمو عدد المشتركين في خدمات الاتصالات بدول المنطقة بنسبة 24% خلال العام 2008 إلى 240 مليون مشترك، ومن ثم بنسبة 17% في العام ،2009 بفضل النمو الاقتصادي المتواصل في تلك المنطقة من العالم، وتراجع تكلفة أجهزة الاتصالات، واحتدام المنافسة مع دخول مشغلين جدد إلى العديد من الأسواق· وقالت الشركة في تقرير لها إن شركات الاتصالات الإقليمية أنفقت 50 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية على عمليات توسع منها 20 مليار دولار مقابل رخص جديدة، متوقعة أن يتضاعف عدد المشتركين في خدمات الاتصالات بدول المنطقة وصولاً إلى ما يزيد على 400 مليون مشترك بحلول العام ،2017 وعندها سيكون معدل انتشار الخدمة 102%· وأكد تقرير مرجان ستانلي أن أسواق النمو الرئيسية لقطاع الاتصالات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستكون مصر وإيران على وجه الخصوص، والدولتان تمثلان معاً 42% من إجمالي سكان المنطقة في حين أن معدل انتشار خدمات الاتصالات يصل إلى 39% للأولى و34% للثانية· النمو الاقتصادي واعتبرت الشركة أن شركات الاتصالات العاملة في أسواق المنطقة مؤهلة للاستفادة من نمو الأسواق الإقليمية، وكذلك من فرص التوسع في الأسواق العالمية، كما أن قطاع الاتصالات النقالة يوفر فرصاً للنمو حيث إن معدل انتشار الخدمة يصل إلى 56%، بينما يصل إجمالي عدد السكان إلى 340 مليون نسمة· وترى مورجان ستانلي أن توفر ''التمويل الرخيص'' يغذي ترابط قطاع الاتصالات الإقليمي من خلال عمليات تملك واستحواذ، وكذلك يعزز فرص قيام الشركات الإقليمية بعمليات توسع دولية جريئة، الأمر الذي يتضح في ظهور شركات إقليمية ذات حضور دولي متزايد في الآونة الأخيرة· وتعد شركات الاتصالات الخليجية الأكثر جرأة على صعيد التوسع، وقد حازت تلك الشركات عدداً من رخص العمل الجديد، ومنها فوز شركة اتصالات الإمارات برخصة الهاتف النقال الثالث في مصر مقابل 2,9 مليار دولار في الربع الثالث من ،2006 كما دفعت شركة ''ام تي سي'' 6,1 مليار دولار للحصول على الرخصة الثالث في السعودية· كما شهد قطاع الاتصالات الإقليمي عمليات استحواذ كبرى في الآونة الأخيرة ومنها قيام شركة كيوتل القطرية بالاستحواذ على 51% من شركة الوطنية للاتصالات الكويتية مقابل 3,7 مليار دولار· وعلى الصعيد العالمي قام مشغلو الاتصالات في دول المنطقة بعمليات للتوسع الخارجي قادتها على وجه الخصوص شركة ''ام تي سي'' التي استحوذت على شركة ''سيلتل'' في العام ،2005 كما اشترت الحصة المتبقية في الشركة السودانية في الربع الأول من ،2006 ومن شركة ''في موبيل'' النيجيرية في ،2006 ومؤخراً اشترت شركة الاتصالات السعودية 25% من شركة ''ماكسيس'' واشترت أوراسكوم تليكوم 100% من شركة ''بانجالنيك'' في العام ،2004 كما اشترت شركة الاتصالات المغربية حصصاً في شركات اتصالات أفريقية في كل من الجابون وبوركينا فاسو· ويضيف تقرير مورجان ستانلي: ''علاوة على ذلك تقدم شركات اتصالات غير مدرجة في البورصات أيضاً على عمليات توسع، ومنها قيام شركة ''وارد تليكوم'' التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها بدخول أسواق باكستان وبنجلاديش في العامين الأخيرين، كما تملكت شركة أوجيه تليكوم 55% من شركة الاتصالات التركية في العام ·''2005 تراجع التكلفة وترى مورجان ستانلي أن ازدياد الثروة وتراجع التكلفة سيلعبان دوراً رئيسياً في زيادة معدلات انتشار خدمات الاتصالات في المنطقة التي تضم ما يزيد على 340 مليون نسمة بمعدل انتشار يصل إلى 56% فقط في نهاية العام الحالي، غير أن هذا المعدل يتميز بالتقارب الشديد حيث يصل متوسط الانتشار في دول الشرق الأوسط إلى 34% بينما ترتفع النسبة إلى 102% في دول مجلس التعاون الخليجي، الأمر الذي يشير إلى وجود فرص نمو كبيرة في أسواق رئيسية مثل مصر وإيران، وتتوقع الشركة أن تنمو قاعدة المشتركين بنسبة 33% في 2007 و24% في ·2008 وتشير الشركة إلى أن معدل انتشار خدمات الاتصالات في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مرشح للارتفاع إلى 102% بحلول العام 2017 بفضل النمو الاقتصادي المتواصل مدعوماً بارتفاع أسعار النفط، وتزايد الاستثمارات الحكومية، موضحاً أن فائض الحساب الجاري إلى الناتج المحلي الإجمالي الخليجي على سبيل المثال ارتفع من 5,4% ما بين 1998 و،2002 إلى 23,8% في ·2006 ويضيف: ''يسهم النمو الاقتصادي أيضاً في زيادة عمليات استقدام العمالة ففي الإمارات زاد عدد السكان بين 2003 و2005 بنسبة 25% من 4 ملايين نسمة إلى 5 ملايين نسمة''· وبخلاف ذلك فإن قطاع الاتصالات الإقليمي سيستفيد أيضاً من الإصلاح وعمليات التحرير التي تعزز من المنافسة، وتسهم في تسريع وتيرة النمو في أسواق رئيسية مثل مصر وإيران وكذلك في أســــواق تتســــم بمعـــــدلات انتشار عالية مثل السعودية والكويت· وحسب الإحصائيات فقد أنفقت شركات الاتصالات الإقليمية 50 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية على عمليات توسع منها 20 مليار دولار مقابل رخص جديدة، وتعتقد مورجان ستانلي أن هناك مجالاً للمزيد من الاستثمارات في ظل ترقب عمليات خصخصة في العديد من الدول، وإصدار تراخيص جديدة، لعل أبرزها إمكانية السماح بمشغل ثالث في إيران، وتقول الشركة إن فائض السيولة الإقليمي ساعد على تمويل عمليات الاستحواذ، وقد اقترضت شركات الاتصالات بالمنطقة 50 مليار دولار لهذا الغرض منذ يناير 2004 بمعدل يصل إلى 120 نقطة أساس فوق سعر ''ليبور'' في المتوسط· التملك والاستحواذ ويقول التقرير إن مسيرة التملك والاستحواذ من جانب شركات الاتصالات الإقليمية مرشحة للتواصل، وعلى سبيل المثال فإن شركة اتصالات الإماراتية التي استثمرت 10 مليارات دولار في عمليات استحواذ والحصول على تراخيص جديدة خلال السنوات الثلاث الماضية ما زالت مهتمة بتنفيذ المزيد من تلك الصفقات، ولعل حصولها على 40% من شركة اتصالات نيجيرية، واهتمامها بحصة في شركة ''عمانتل'' خير دليل على ذلك· ويشير التقرير إلى عدد من الفرص الاستثمارية التي تلوح في الأفق ومنها التخصيص الجزئي لشركة الاتصالات الجزائرية، وإعلان الحكومة الكينية عن سعيها لبيع 51% من شركة الاتصالات، وتحرك غانا لخصخصة شركة اتصالات غانا بعد الانتهاء مؤخراً من خصخصة شركة ''وستل'' وسعي الحكومة العمانية لبيع حصة في عمانتل، كما تمضي الكويت قدماً لرخصة نقال ثالثة، وهناك مجال لرخصة ثالثة في إيران، وكذلك في تونس·