الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

زراعة الأعضاء من الطائرات المتقاعدة تتحول إلى تجارة رائجة

زراعة الأعضاء من الطائرات المتقاعدة تتحول إلى تجارة رائجة
23 ديسمبر 2007 23:30
لم تعد شركات تجميع القمامة وحدها التي تولي اهتماماً متزايداً ببقايا الطائرات المحطمة على الأرض أو تلك التي خرجت من الخدمة، فبعد أن ارتفعت أسعار قطع الغيار وتواصل صعود أسعار المعادن إلى مستويات غير مسبوقة فإن أعمال تفكيك الطائرات أضحت صناعة رابحة تستقطب كبريات الشركات من أمثال سيوز للبيئة ونيوليا للبيئة الشركتين الأكبر في العالم في مجال إدارة النفايات· تقول صحيفة انترشونال هيرالد تريبيون إن شركة سويز بدأت في الأسبوع الماضي في تشييد أول موقع لها لتفكيك الطائرات في مطار تاربيز لورديز بايرنيس في فرنسا وعلى بعد 150 كيلومترا فقط من المقر الرئيسي لشركة ايرباص في تولوز· وفي شهر نوفمبر الماضي دخلت شركة فيولا إلى هذا السوق بعد أن استحوذت على مجموعة بارتين للتدوير إحدى أكبر الشركات التي تتعامل في سكراب المعادن في فرنسا وبمبيعات بلغت 249 مليون يورو (366 مليون دولار) في عام ،2006 وهنالك أكثر من 10 آلاف طائرة مدنية سينتهي عمرها الافتراضي بحلول العام 2025 وفقاً للجمعية الممثلة لشركات إعادة التدوير في واشنطن كما أن ربع هذه الكمية مهجورة ومتناثرة أصلاً في الصحاري وعلى جانب مدرجات الطيران في جميع أنحاء العالم· وتقول المجموعة إن الشركات العاملة بإمكانها كسب مليارات الدولارات من بيع وإعادة تدوير المواد التي تتألف منها هذه الطائرات· وترغب شركتا سويز وفيوليا اللتان تتخذان من باريس مقراً إلى جانب مجموعة قليلة من الشركات في الولايات المتحدة الأميركية بمن فيها شركة ايفرجرين انترناشونال افييجن، ترغب في تفكيك أكبر عدد من الطائرات المدنية التي يتم سحبها من الخدمة والتي يبلغ اجماليها 300 طائرة في كل عام قبل بيع أجزائها الصالحة والاستحواذ على ما تحتويه من المعادن والتعامل مع النفايات السامة· وذكرت شركتا سويز وفيوليا أن كلاً منهما بإمكانه التعامل مع عدد يتراوح ما بين 20 إلى 30 طائرة في كل عام· والغريب أن شركة إعادة التدوير بإمكانها بيع الأجزاء والمواد بسعر يصل إلى ضعف سعر الطائرة الجديدة العاملة كما يشير جيرجوري ليبيجوت المدير التنفيذي لشركة يوروب افييجن المعنية بصيانة الطائرات في تعاون مع شركة بارتين و يقول ''لقد درجت هذه الشركات على تفكيك واستبدال أجزاء الطائرات التي يعود تاريخها إلى عشرين عاماً وتركيبها في طائرات من نفس الموديل لذا فإن سوق قطع الغيار بات مرشحاً لأن يشهد الاستدامة لسنوات عديدة مقبلة ، ويقول مارتين فريسنجينز المدير التنفيذي لجمعية إعادة تدوير أساطيل الطائرات أن هناك صناعة تشهد المزيد من النشاط وتحتاج إلى تطوير أفضل الممارسات التجارية في مجال قطع الغيار واحترام البيئة· كما أن القارة الأوروبية وفرنسا على وجه الخصوص تعتبر الرائدة في صناعة إعادة تدوير الطائرات، ويذكر أن العديد من الشركات درجت في الماضي على بيع قطع غيار الطائرات وتحويل بعض المعادن إلى سكراب ثم التخلص من البقية الباقية من هذه المواد، إلا أن شركتي فيوليا وسويز اشارتا إلى أنهما تستهدفان الآن إعادة تدوير 85 في المئة من كل طائرة· على أن المهمة لا زالت تتسم بالكثير من التعقيدات والمخاطر في آن واحد في ظل وجود أميال من الأسلاك التي ينبغي فصلها من المعادن ووجود كميات كبيرة من الاسبستوس التي يجب إزالتها من بدن الطائرة· إلا أن عمليات إعادة التدوير لم تعد تحتاج إلى الشركات الأصغر حجماً لتنفيذها نسبة لما تتضمنه من أعمال تحتاج إلى السلامة والأمن· وإلى ذلك فإن نصف اجمالي الحديد في العالم يجري انتاجه من معادن السكراب كما أن عمليات تجميع وإعادة تدوير المعادن أصبحت تعتبر من الأعمال الهامة لشركات إدارة النفايات كما تقول شركة فيوليا· و يقول ديداير لامبرت المدير التنفيذي لشركة سيتا فرانس التابعة لشركة سوير ''لقد تمكنا مؤخراً من إعادة تدوير 85 في المئة من إحدى الطائرات باستثناء المحركات وصندوق تروس الهبوط، ثم تمكنا من استدرار مبلغ 60 ألف يورو من بيع المواد وقطع الغيار بما في ذلك 60 طناً من سكراب المعادن· وأشار أيضاً إلى أن الشركة تدرس إمكانية الشراكة مع شركة ايرباص للعمل في المزيد من المواقع في دول أخرى، أما شركة بارتين التي اشترتها شركة فيوليا مؤخراً فقد تمكنت من تفكيك حوالي 30 طائرة مدنية خلال فترة العقد الماضي في موقعها بمطار مارسيل داسو شاتروكس ديلوس القاعدة العسكرية السابقة التي تبعد حوالي 220 كيلومترا إلى الجنوب من باريس· ويقول ليبيجوت إن المزيد من عمليات إعادة التدوير وإعادة استخدام المواد أصبحت تحقق أرباحاً هائلة لذا فإن العديد من مالكي الطائرات سوف يصبحون منذ الآن أكثر استعداداً ليوم وفاتها بدلاً من مجرد تركها رابضة في مكان مهجور·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©