السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«عزام» يكمل جاهزيته لـ «مدينة الأشرعة»

«عزام» يكمل جاهزيته لـ «مدينة الأشرعة»
16 فبراير 2012
أبوظبي (الاتحاد) - أعرب ملاح فريق أبوظبي للمحيطات البريطاني يوليس سالتر عن ثقته بأن الفريق سيحقق نتيجة متميزة في الجولة الرابعة من سباق فولفو الذي يشكّل ملحمة إبحار مذهلة تقطع الفرق المشاركة فيها مسافة 39 ألف ميل حول العالم. وجاء تصريح سالتر في إطار تعليقه على الاستعدادات التي يتخذها فريق أبوظبي للمحيطات قبل انطلاق الجولة الرابعة من السباق اعتبارا من السبت المقبل، لتتجه الفرق من ميناء سانيا الصيني إلى نيوزيلندا. ورغم قلة المعطيات المتاحة، يعتبر الكثير من رؤساء الفرق المبحرة وملاحيها بأن الجولة الرابعة من سانيا إلى أوكلاند النيوزيلندية ـ المعروفة باسم “مدينة الأشرعة”- ستكون الأصعب في السباق من الناحية التكتيكية. وتتمثل احد التحديات العديدة التي تنطوي عليها هذه الجولة في المواجهة مجدداً مع ظروف منطقة الرهو الاستوائي التي تتسم بضغطها المنخفض، ولكن هذه المرة ستعبر الفرق المتنافسة هذه المنطقة من أوسع أجزائها. ويتمتع سالتر -البالغ من العمر 42 عاماً- بخبرة عقود من الإبحار، حيث شارك مع فريق “سوني إريكسون 4” الذي فاز بـ”سباق فولفو للمحيطات 2008/2009” وفريق بايرتس أوف ذا كاريبيان الذي حل وصيفاً في السباق عام 2005/2006. وسيوظّف سالتر خبرته المتميزة هذه في توجيه يخت “عزّام” المتطور ليتجاوز جميع المخاطر التي قد تواجه فريق أبوظبي في طريقه نحو اللقب. وقال سالتر، وهو من أهالي جزيرة وايت في المملكة المتحدة: “لدينا بعض البيانات المهمة عن أحوال الطقس خلال الجولة الرابعة، والتي إن نظرنا إليها - مع استثناء العناصر الأخرى - ستساعدنا على معرفة الزوايا المثلى للأشرعة وسرعة الرياح التي سنبحر خلالها، فضلاً عن إعطائنا لمحة عن المدة التي قد يستغرقها إبحارنا. ومع ذلك، يجب الا نغفل حقيقة عدم وجود سباقات بحرية أخرى تمر عبر هذه المناطق، ولا يمكن للسجلات التي حققناها في رحلاتنا أن تزودنا بالتفاصيل المطلوبة للتحقق من دقة النماذج المتبعة”. وواصل سالتر حديثه قائلاً: “تتمثل الطريقة الأفضل في تبني عقلية منفتحة؛ حيث ستدأب جميع الفرق المشاركة على الإبحار بأسلوب متحفظ لتقليص المخاطر التي لا يمكن رصدها عبر نماذج التنبؤ بالطقس التي قد تكون مضللة بشكل أو بآخر؛ وأنا الآن متحمس لرؤية ما ستؤول إليه الأمور”. ويعتقد سالتر، الخبير بكافة مخاطر أعالي البحار، أن تحقيق الفوز يقتضي من فريق أبوظبي للمحيطات أن يتوخى أقصى درجات الحذر الممكنة مع الاستعداد لاغتنام أي فرصة مواتية، فيما تمخر اليخوت عباب بحر الصين الجنوبي وبحر الفيليبين، واللذين قد تكون ظروفهما قاسية للغاية في هذا الوقت من العام وقد تؤدي إلى إلحاق الأضرار بالمركب في مرحلة مبكرة من الجولة. وأضاف سالتر، الذي يعتبر واحداً من أبرز الملاحين المرموقين في هذا السبّاق: “ينطوي مضيق لوزون بين الفلبين وتايوان على رياح موسمية ورياح تجارية قد تجعل من عبوره مهمة صعبة للغاية. كما تعد هذه المنطقة نقطة لقاء بحر الصين مع المحيط الهادي، لذا فهي تحفل بالكثير من التيارات والأحوال الجوية الصعبة. ونحن حريصون تماماً على سلامة أشرعة وتجهيزات وطاقم “عزّام” مع بداية هذه المرحلة الطويلة، ولكننا قد نضطر إلى المخاطرة والإقدام على خطوات جريئة للحصول على المزيد من النقاط”. ويرى سالتر أن فريق أبوظبي للمحيطات، الذي يحتل حالياً المرتبة الخامسة في السباق بشكل عام، قد بدأ التأقلم مع ظروف أعالي البحار. وهو على ثقة تامة بأن عزّم الفريق ورغبته في الفوز سيدفعانه إلى استثمار كامل طاقاته وقدرات مركبه للوصول إلى إحدى المراتب الثلاث الأولى. وأضاف سالتر: “يتوجب علينا مواصلة استثمار قدرات يختنا وتطوير تقنيات جديدة لتوجيهه بما في ذلك موازنة الأشرعة بأسلوب مدروس، وترتيب معدّات “عزّام” على متنه بطرق محددة واستخدامها بشكل محسوب. كما ينبغي أن تكون جميع قراراتنا –مهما كانت صغيرة- صحيحة تكتيكياً في التعامل مع الأحوال الجوية والتيارات والفرق الأخرى لكي نضمن تحقيق أفضل النتائج”. وخلص سالتر إلى القول: “لا شك أن قضاء 3 أسابيع في عرض البحر سيكون اختباراً حقيقياً لقدرات الجميع؛ حيث ستكون هذه أطول فترة يقضيها بعض المشاركين على متن المراكب، الأمر الذي قد يشكل تحدياً صعباً بالنسبة إليهم. وربما سيكون الإبحار في منتصف هذه الجولة تجربة ممتعة إلى حد ما، غير أن بدايتها ونهايتها ستكونان قاسيتين على الأغلب، وسيحتاج النجاح فيهما إلى تضافر جهود الجميع دون استثناء. وكلما كانت المراكب المتنافسة قريبة من بعضها البعض، كلما شكل ذلك حافزاً للفرق لكي تبذل قصارى جهدها لتحقيق الفوز”. وريثما تبدأ الجولة الرابعة الاحد المقبل سيواصل فريق أبوظبي للمحيطات مسيرته الناجحة في سباقات الموانئ؛ حيث يشارك في سباق ميناء سانيا بعد أن فاز باثنين من السباقات الثلاثة الماضية، بما فيها سباق أبوظبي الاستعراضي الذي تابعه عشرات الآلاف من المشجعين والمعجبين بشكل حي أو على شاشات التلفزيون. وتعتزم هيئة أبوظبي للسياحة والتراث إقامة فعاليات احتفالية ذات طابع تراثي عربي على مدى أسبوعين قبل انطلاق السباق في ميناء سانيا السبت المقبل، حيث ستعرّف المشجعين الصينيين عن كثب على كرم الضيافة الذي تشتهر به العاصمة الإماراتية من خلال إنشاء جناح مخصص لهذه الغاية في قرية سباق فولفو للمحيطات بمدينة سانيا الواقعة في إقليم هاينان الجنوبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©