الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عرض لوحات تحاور الجانب الإنساني في العالم

عرض لوحات تحاور الجانب الإنساني في العالم
14 فبراير 2013 23:45
جهاد هديب (دبي) - يقام في مبنى قرية البوابة في مركز دبي المالي العالمي معرض “انتبه” الذي تنظمه ثلاث من المؤسسات الفنية والغالريهات هي: “مجموعة فرجام الفنية”، و”مؤسسة حافظ”، و”تطبيقات معاصرة.. فنون مرئية من الشرق الأوسط”، بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي، ويعود ريعه للبرنامج، حيث يستمر المعرض حتى السابع من الشهر المقبل. المعرض يضمّ لوحات، تبرعت بها المؤسسات الفنية المنظمة، في محاولة منها لخدمة الفكرة الأساسية للمعرض، وهي الفن من أجل الانسانية. ومن بين الأعمال اللافتة في المعرض وذات الصلة بالفكرة المرجوة منه لوحة، حملت عنوان “بلا عنوان” للإيراني حسين أحمد نسب، وهو شاعر وكاتب مسرحي أيضاً، وتذهب إلى مأزق الجوع في العالم مباشرة عبر إبراز واقعية الألم الإفريقي؛ ومن هذه الناحية فقد انبنت فكرة اللوحة على النساء، حيث أربع نساء أفريقيات، يبدو الجوع واضحاً في وجوههن، بينما يحملن أربع أطفال على صدورهن. هكذا تبدو اللوحة نتاج الأرقام التي تفزعنا بها الأمم المتحدة بين فترة وأخرى عن الجوع في إفريقيا الذي غالبا ما يطال الأطفال والنساء بالدرجة الأولى. على هذا النحو يحاول الفنان نسب التأثير في الناظر إلى لوحته مباشرة من دون مواربة أو ترميز، لكن بالمقابل نحن أمام خلفية تجريدية وألوان هي في أغلبها من الألوان الحارّة إنما من دون ضربات عنيفة أو منفعلة على السطح التصويري بل باعتناء شديد بواقعية الوجوه التي تتألم، وكأن العمل بالأساس قد انبنى على صورة من أرشيف الجوع العالمي الذي تحتفظ به ذاكرة الحروب الإفريقية، تلك التي لا تنتهي. في السياق نفسه أيضاً، تقدم المصرية مروة عادل لوحة “أمل” من ثلاثة أجزاء، التي هي عبارة عن صورة فوتوغرافية في الأصل لطفل يبدو أنه إفريقي أيضاً، وهناك العديد من الكلمات الإنجليزية التي يصعب على الناظر إلى اللوحة أنْ يرى رابطاً غير تأويلي بينها، غير أن البؤرة الأساسية لفكرة اللوحة تتركز في ذلك الحزن العميق الذي يشّع من عيني الطفل. لقد ركّزت مروى عادل في صنيعها هذا القوة الهائلة من التعبير التي يمكن للجسد البشري أو جانب منه على بثّها وإحداث تأثير في الناظر إلى اللوحة. وهناك العديد من الأعمال التي ضمها المعرض، ويقترب من فكرة المعرض، لكنها تعتمد في قراءتها على التأويل البصري، وتكرار التجربة الجمالية معها أكثر من مرة، مثل لوحة الفنان التشكيلي والمصور الفوتوغرافي وائل درويش للوصول إلى مضمونها أو قلب معناها، حيث هوية الشخوص غائمة لكنّ تعبيريتها عالية إذ هي أقرب إلى ما يعرف بتاريخ الفن التشكيلي إلى التعبيرية الألمانية. لكن خطاب الاتجاه التجريدي بأشكاله وتنويعاته لافت في معرض “انتبه” سواء في اللوحات المسندية أو في المنحوتات. أيضاً الحروفية العربية والفارسية، حيث حروفية عبد القادر الريّس المائية التي تقوم على توزيع هندسي في خلفيتها يتجاور فيه اللون الاحمر في الأسفل والأعلى مع الأزرق وألوان مختلفة من تدرجات متعددة لتبقى المنطقة التي في المنتصف، وفيها حرف الهاء فقط، متكرراً في أربع مرات، وكأنما يدور في حلقة صوفية، توجد في الأفق ذاته مع حروفيات فارسية أخرى مصنوعة وفقاً للالتزام الصارم بالقواعد الكلاسيكية للحروفية العربية والاسلامية، كما في لوحة غلام حسين أمير خاني ولوحة يد الله قابولي خانصري، وكذلك إلى جوار اجتهادات أكثر حداثة، مثلما هي الحال في العديد من الحروفيات، كما في لوحة صديق تبريزي. أخيرا، فإن هذا المعرض “انتبه” الذي يقام بالتعاون مع مكاتب برنامج الأغذية العالمي في كل من إيران والإمارات العربية المتحدة، وبدعم من مجلة الفن المعاصر emporary Practices Art سيبدأ المزاد العلني الخاص انطلاقا من الثامن من مارس المقبل، وذلك بعد إغلاقه أمام الجمهور في السابع من الشهر نفسه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©