الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قندة رواية جديدة لحسين المحروس

قندة رواية جديدة لحسين المحروس
24 ديسمبر 2007 01:18
صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت رواية جدية للكاتب البحريني حسين المحروس بعنوان ''قندة'' وجاءت الرواية في 250 صفحة من القطع الصغير وتدور أحداثها في الأحياء الشعبية القديمة في البحرين خلال مرحلة الستينات والسبعينات من القرن الماضي، وكتبت في الفترة من يوليو 2003 ويوليو 2005 · ويشكل الكاتب البحريني حسين المحروس حالة جديدة في روايات البحرين، ويقدم في روايته ''قندة'' تجربة روائية مختلفة شكلاً ومضموناً، مستخدماً أساليب السرد المتنوعة، من الحكي بلسان الراوي - البطل، على استخدام الرسالة والكلام اليومي للأحياء الشعبية، مصوراً حياة شخص يدعى ''عباس'' من خلال علاقاته وتحولاته، بدءاً من ولادته ومروراً بزواجه المتعثر وصولاً إلى نهاياته، وهو في ذلك كله يسترجع عوالم قريته بكل ما تنطوي عليه من غرائب البشر وعلاقاتهم، ويستعيد بالخصوص علاقات الرجل والمرأة، لكنه يرسم حياة الناس البسيطة في تفاصيلها اليومية، ويتناول بلغة شعرية الكثير من علاقات الحب والالفة التي تقوم بين الذكور والإناث، كما تقوم في عالم الحمام، في إشارة واضحة إلى كتاب ابن حزم· رواية حسين المحروس هذه تتناول عالم البشر في البر والبحر، وتتناول عبر فصول عدة حياة ''عباس'' الذي ولد غريباً، وبلغ الثلاثين من عمره ولم يعرف الأنثى، فقد منحته أمه اسم عباس ونذرته لحرب ما ستأتي ''يوم الصيحة الكبرى'' التي لم يعرف لها موعدا، وظل جسده سراً غريباً بالنسبة إليه لا يعرف شيئاً عنه ''كأن حواسك لا يعرف بعضها بعضا·· حديقة حواسك بلا ماء''· وفي فصل ''الفة الحمام'' تخاطبه حبيبته التي تؤدي دور الراوية وهي تعلن شوقها إلى قبلته ''ليس التقبيل إلا للإنسان والحمام''، وهي من خلال حديث الحمام هذا تستعيد طفولتها وطفولة عباس وكيف يكبر الطفل مبكراً ويؤجل فرحه إلى ''يوم الرايات السود''، وتقول له في عبارة تعبر عن رؤيتها العميقة له ولشخصيته· ويكتب المحروس مقاطع روايته تحت عناوين غير مألوفة، غريبة، وفي لغة ذات وتيرة وتراكيب لغوية طازجة وغير متداولة، تعبر عن رؤية خاصة وثاقبة للأشياء والعالم والبشر، فهو يكتب تحت عنوان ''سيرة خاتون'' عن امرأة ''بيضاء تجوب الحي عصراً، تترك عباءتها السوداء للهواء والهوى، وتقول النساء إنها ولدت في الربيع على غير عادة الولادات في الحي، وإن أمها طالما أخفتها عن أعين الزائرات، وإن بياضها من تلك العتمة، لم تشكُ أمها ألما في حملها ولم تر عسراً في ولادتها، وبينما كانت أمها تلدها كان أبوها يرفع عقيرته بالآذان على سطح منزله ولم يكن وقت صلاة، كانت آذانه الرابع''، فهذه المرأة بقدر ما هي طبيعية وواقعية إلا أنها تنطوي على قدر من الأسطورة والخرافة في تكوينها وطبيعتها، وهو ما يفعله الروائي مع عدد من شخصيات روايته التي تجمع الجانبين الواقعي والأسطوري· ويحضر المكان في رواية المحروس هذه على نحو شديد الواقعية، لكنه مكان حميم غالبا، يحضر الحي بكل الالفة التي يمكن أن تكون للمكان ''قيل لي: إن حي الأجاويد ليل، مررت بالحي صباحاً باتجاه السوق مرور المتخطف الوجل، كان أبي - رحمه الله- ينظر إلي!! أزقة ضيقة، أبواب متقاربة متلاصقة، كل باب على الطريق بيت، رغبتان تساورانني، أن يحضنني الكشف، وأن ''ألوف'' ليلا في هذا الحي فلا يوقف تلاطم هذياني أحد''· وفي ''قندة الفارسية'' يبرز صوت الراوية العاشقة بهيام كبير، وتطغى لغة العشق القريبة من لغة العشق الصوفي ''كلما أوضحتك لك انقدت إلي·· كأن قلبي إليك مستحيل، تبحث عن جهة إليه بعينيك منذ أن علمك أبوك أن الجهات مشفوعة بالسلام البعيد، من قال لك: إن القلب جهة؟ وإن ضوء المصابيح لا يشبه عرقي حين الرقص؟ وفي فقرة ختامية تقول له ''تعال: اليوم قند وغدا نقد، هيأت لك الشاي والقند والعسل وعطر الليل، بدأنا نتسيرك سيرة سيرة منذ أن لم يكن لعينيك علامة، ولم يكن في ريقك قند''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©