الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موجابي··· والبحث عن طوق نجاة إقليمي

موجابي··· والبحث عن طوق نجاة إقليمي
9 ابريل 2008 00:29
بإقدام ''روبرت موجابي''، على اتخاذ خطوة غير متوقعة وهي ادعاء وقوع ''أخطاء انتخابية وأخطاء في عد الأصوات''، من جانب لجنة الانتخابات العامة في زيمبابوي، التي انتقى هو أعضاءها بعناية، أصبح المجال مفتوحاً أمام الرئيس البالغ من العمر 84 عاماً، للاعتراض على فقدان حزبه لأغلبيته البرلمانية، ولادعاء تحقيق نصر رئاسي صريح، في الانتخابات التي جرت يوم 29 مارس الماضي· والتكتيكات العنيفة التي اتبعتها شرطة ''موجابي''، والتهديدات باستخدام العنف التي صدرت عن المليشيات المسلحة الموالية له، وعدم رغبته هو شخصياً في الإقرار بالهزيمة في الانتخابات التي اعتبرها المراقبون ''حرة ونزيهة''، وضعت جميعها المجتمع الدولي في موقف صعب· السؤال الذي يتردد حالياً هو: إذا ما رفض ''موجابي'' التخلي عن السلطة، فما الذي سيفعله العالم الخارجي، وما هي حدود قدرته على الفعل؟ يقول ''كريس مارولينج''، الخبير في شؤون زيمبابوي بمعهد الدراسات الأمنية في تشوين (بريتوريا سابقاً)- جنوب أفريقيا:''إلى جانب الأمم المتحدة، اعتقد أن دول المنطقة، بما في ذلك الدول الأعضاء بـ''مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي''، ستلعب دوراً أكبر في زيمبابوي··· لقد خسر موجابي اللعبة، لأنه كان يحاول دائماً أن يعطي الانطباع بشرعية الانتخابات في الماضي، وعندما يأتي الآن ليدعي أن اللجنة الانتخابية التي اختار هو أعضاءها، قد زورت الانتخابات ضده، فإنه يكون بذلك قد فعل شيئاً لم يكن أحداً يتوقعه''· لسنوات ظل القادة الأفارقة يصرون دوماً على أنهم قادرون على حل مشكلاتهم الخاصة من خلال منظماتهم الإقليمية مثل ''الاتحاد الأفريقي''، و''مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي''، في حين كان النقاد يقولون إن القادة الأفريقيين، كانوا دائماً ما يحجمون عن مواجهة أي مشكلة من مشكلاتهم، وخصوصاً إذا ما تعلقت بزعيم من زعماء فترة ما بعد الاستقلال مثل ''روبرت موجابي''· وحتى في الحالات التي وافق فيها زعيم من هؤلاء الزعماء على القيام بجهود وساطة، كتلك التي قام بها رئيس جنوب أفريقيا ''تابو مبيكي''، فإن تلك الجهود لم تؤد في النهاية سوى للتشجيع على استمرار الوضع القائم، بدلاً من السعي إلى تحقيق العدالة أو مبادئ الديمقراطية· في لندن، نهاية الأسبوع الماضي، دعا ''مبيكي''- الذي كان قد أُختير من قبل ''مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي'' العام الماضي- للتوصل إلى تسوية بين ''موجابي'' وزعيم المعارضة قبل الانتخابات، في تصريح له أمام مراسلي الصحف إلى:''التحلي بالصبر ووجوب الانتظار لرؤية ما ستسفر عنه الانتخابات''· من جانبه، يصر حزب المعارضة الرئيسي في زيمبابوي(الحركة من أجل التغيير الديمقراطي) على أنه الفائز الشرعي في الانتخابات· ففي نهاية الأسبوع الماضي ، وزع ''مورجان تسفانجيراي'' زعيم الحزب المذكور قوائم تبين نتيجة الانتخابات التي كانت اللجنة الانتخابية لعموم زيمبابوي قد وضعتها أمام مراكز الاقتراع، مدعيا أن تلك القوائم تثبت أن حزبه قد فاز بالانتخابات بنسبة 50,3 في مقابل 42,9 لحزب موجابي· وقال '' تسفانجيراي'' معلقا على الانتخابات:'' أن التكتيكات العنيفة التي استخدمها ''موجابي'' مثل مهاجمة مقار حزب ''الحركة من أجل التغيير الديمقراطي'' يوم الخميس الماضي، والقبض على الصحفيين الأجانب، والوجود الكثيف لقوات مكافحة الشغب في الشوارع علامات تؤشر كلها على أنه يعد نفسه لخوض حرب ضد شعبه''· وأضاف'' تسفانجيراي'':''على موجابي القبول بحاجة البلاد للتحرك قدماً للأمام· وأن يدرك أيضاً أنه لا يستطيع أن يحتفظ بالبلاد رهينة، وأنه يمثل المشكلة وليس الحل''· ''روي بينيت'' مسؤول الشؤون المالية في حزب ''الحركة من أجل التغيير الديمقراطي''، أشار في تصريح له إلى أن حزبه:''سيواصل السعي لتحقيق أهدافه من خلال الوسائل السلمية وخصوصا المحاكم''· وأضاف''بينيت'': ''لقد فزنا، وما نريده في الوقت الراهن هو أن تعترف اللجنة العامة للانتخابات بذلك·· موجابي يدعي أن حزبنا قد رشا المشرفين على الانتخابات، وهو ادعاء لا يزيد عن كونه محض هراء بالطبع· واعتقد أن اللجنة العامة للانتخابات، لديها القوائم التي تثبت أننا قد فزنا بنسبة 50%··· في حين يجادلون -هم- بالقول إن حزب ''زانو- الجبهة الوطنية''، قد فاز ليس فقط بالانتخابات البرلمانية وإنما بالرئاسة أيضاً''· وفي حين طالب ''بينيت'' المؤسسات الإقليمية مثل ''مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي'' بالتدخل، والإصرار على ضرورة إتباع كافة إجراءات ومراحل العملية الانتخابية الشرعية حرفياً، إلا أنه استبعد في الوقت نفسه إمكانية حدوث اضطرابات في الشوارع، إذا ما قلب موجابي النتائج التي أعلنتها اللجنة الانتخابية العامة، وأعلن أن حزبه هو الفائز في الانتخابات· ولتوضيح ما سيقوم به حزبه إذا ما أقدم موجابي على ذلك:''لن ندعو الشعب للخروج إلى الشوارع، ولن نعرض حياة الناس للخطر، وإنما سنعمل على دعوة العالم للضغط على موجابي· ونحن بالطبع لا نستطيع أن نفعل ذلك إلا من خلال التصرف بشكل صائب، وعدم الانحراف عن جادة السبيل''· من جانب آخر، أعلن ''سيكهمبوزو نديويني'' عضو حزب ''زانو- الجبهة الوطنية الحاكم'' السابق، والمراقب الحالي في ''جوهانسبرج'' أن حزب الحركة من أجل التغيير الديمقراطي سيكون ''ساذجا'' إذا ما اعتقد أن موجابي سيسلم السلطة ببساطة· وأضاف ''نديويني'': إن''حزب الحركة من أجل التغيير الديمقراطي'' ليس لديه خطة بديلة· أما عن ''مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي''، فهي تحاول تهدئة اللعب مع موجابي والتكتيكات التي تتبعها تتمثل ببساطة في تشجيع الرئيس على استنباط خطة بديلة لنفسه··· وأرى أنه يتوجب على حزب ''الحركة من أجل التغيير الديمقراطي'' عدم التعويل على جهات أجنبية كي تأتي وتنقذه· سكوت بالداو- هراري ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©