الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تقرير (بترايوس- كروكر) والأسئلة الصعبة

تقرير (بترايوس- كروكر) والأسئلة الصعبة
9 ابريل 2008 00:29
الخريف الماضي، عندما أدلى قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس والسفير الأميركي هناك ''ريان كروكر'' بشهادتيهما أمام الكونجرس، طُلب من بعض الخبراء العسكريين والدبلوماسيين اقتراح الأسئلة التي يودون طرحها على أسمى مسؤوليْن أميركييْن في العراق· وأمس، وبمناسبة مثول الجنرال ''بترايوس'' والسفير كروكر مرة أخرى أمام مجلس الشيوخ وأمام مجلس النواب اليوم، تتكون ثمة حاجة لسؤال ثلاثة من الخبراء الذين ساهموا بآرائهم العام الماضي، من أجل تأمل التغيرات التي طرأت خلال الأشهر السبعة الماضية واقتراح أسئلة جديدة كانوا سيطرحونها لو أنهم كانوا أعضاء في الكونجرس على ''بترايوس'' وكروكر''·· بعد أن ذكَّر بأن المشرعين الأميركيين ركزوا الصيف الماضي، أثناء مناقشة معايير التقدم السياسي في العراق، على ما إن كان العراقيون قد بدأوا في سن التشريعات والقوانين، يَعتبر دوجلاس فيث، مساعد وزير الدفاع السابق المكلف بالسياسة ومؤلف كتاب ''الحرب والقرار: داخل البنتاجون في بداية الحرب على الإرهاب''، أن السؤال الأساسي والمهم هو مدى تحسن أو تردي تطور العملية السياسية في العراق بصفة عامة - وأن القوانين والتشريعات ليست سوى جانب واحد منها· ويرى ''فيث'' أن قرار زعماء القبائل السُنية تغيير استراتيجيتهم كان من بين أهم التطورات السياسية التي عرفها العراق؛ حيث بات العديد ممن تحالفوا مـــع تنظيم ''القاعــــدة'' من قبل في محاولة لطرد القوات الأميركية من العراق يعارضون اليوم أعمال العنف التي تستهدف الشيعة ويتعاونون مع القوات الأميركية ضــد ''القاعــــدة'' في العراق، وهـــو مــا يعتبره ''فيث'' تقدماً مهماً يعزيه إلى زيادة عديد القــوات الأميركيــة هناك· أما الأسئلة التي يقترحها، فهي كالتالي: هل ساهمت الحملة الأخيرة للحكومة العراقية ذات الأغلبية الشيعية ضد المليشيات الشيعية في تعزيز هذا النجاح والبناء عليه؟ وهل من المرجح أن تشجع هذه الحملة على مزيد من التعاون بين السُنة والشيعة داخل النظام السياسي الجديد للبلاد؟ وعلى افتراض أن تمتين وتقوية العملية السياسية أمر أساسي لإضعاف التمرد، ما هي الخطوات التي يتعين على الحكومة الأميركية أن تتخذها (وأن تتفادى اتخاذها) من أجل دعم العراقيين في هذه الجهود؟ وهل من شأن اتفاق أميركي عراقي رسمي حول وضع القوات الأميركية في العراق أن يساعد على تحقيق هذا الهدف؟ أما ''أندرو بيسيفيتش''، أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية بجامعة بوسطن، فيرى أن الولايات المتحدة هي اليوم أمام ''الكثير من المعارك والقليل من المحاربين''· ففي ظل حلول ''التوقف'' محل ''الزيادة'' (زيادة عديد القوات الأميركية في العراق)، يقول ''بيسيفيتش''، أصبحت حرب العراق عمليـــة من دون نهايـــة لهـــا؛ إذ من غير المستبعد أن تمتد العمليات الحربية الأميركية هناك لعشر سنــوات أخرى، وأن تكــون ثمة حاجة لوجود عسكري واسع النطاق على مدى عقود، وهو ما قد يكسر الجيش ويصيب البلاد بالإفلاس، كما يقول· ويرى ''أندرو بيسيفيتش'' أن التظاهر بوجــود حــل للعراق على المدى القريب أضحى ذريعة لتجاهل التفاوت طويل المدى بين الالتزامات العسكرية والقدرة العسكرية· أما أسئلته، فهي كالتالي: الجنرال بترايوس، قلتَ لأحد الصحافيين في ربيع ،2003 خلال أول مناوبة لك في العراق: ''أخبرني كيف سينتهي هذا في العراق''· اليوم، أنت في مناوبتك الثالثة والحرب في عامها السادس؛ فرجاء أخبرنا كيف ستنتهي هذه الحرب· وإضافة إلى ذلك، رجاء قدم لنا تاريخاً تقريبياً لانتهائها· فإذا علمنا أن الحرب تكلف الولايات المتحدة 3 مليارات دولار أسبوعياً وتحصد أرواح 30 إلى 40 شخصا أميركياً كل شهر، فكم من السنوات (أو العقود) الإضافية ستمر قبل أن يكون خلفك قادراً على الإعلان عن أن المهمة في العراق قد تمت؟ لقد أعرب أعضاء هيئة الأركان المشتركة صراحة عن قلقهم بخصوص إصابة الجيش والمارينز بالإنهاك الشديد· إلى أي حد تستطيع قواتنا البرية تحمل هذه المطالب والنهوض بها، وما هي الخطوات التي تقترحها من أجل تخفيف الضغط عليها؟ بالمقابل، يرى ''ماكس هاستينجس''، المؤرخ العسكري ومؤلف كتاب ''الجزاء: المعركة من أجل اليابان، 1944-،''1945 أن أشخاصاً مطلعين قلائل فقط يشككون في النجاح التكتيكي الذي تحققه عمليات الجنرال ''بترايوس'' منذ ''الزيادة''· غير أن اللايقين، يقول ''هاستينجس''، يتركز حيث يتركز دائماً: في ما إن كان ''ثمة شيء أصلاً كي ينضم إليه المرء'' بخصوص العملية السياسية· ويضيف ''هاستينجس'' قائلاً: اليوم، تراجعت إمكانية القيام بعمل عسكري ضد إيران من قبل إدارة بوش في ما يبدو؛ وبغض النظر عن مدى صعوبة إشراك إيران وسوريا من الناحية الدبلوماسية، إلا أن البعض منا يتساءل ما إن كانت السياسة الأميركية في العراق ستنجح ما لم تتم داخل إطار سياسات إقليمية مختلفة جدا للشرق الأوسط· ومن بين الأسئلة التي يقترحها هاستينجس: هل بتنا اليوم نقر بأن أفضل أمل في إحراز التقدم في العراق يكمن في شبكة من الاتفاقات والمدن المحلية، بدلاً من أن تكون مع الحكومة الوطنية في بغداد؟ ولماذا ما زالت الخدمات المقدَّمة للعراقيين، وبخاصة الكهرباء، ضعيفة بعد مرور خمس سنوات على الاحتلال؟ وهل يستطيع العراق أن ينعم بالاستقرار من دون مساعدة فعالة من قبل إيران وسوريا، أو على الأقل قبولهما؟ وما هي الرسالة مما يبدو فشلا للهجوم الأخير الذي نفذته قوات الأمن العراقية في مدينة البصرة؟ ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©