السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مشاركات عربية خافتة في معرض بيروت الدولي للكتاب

مشاركات عربية خافتة في معرض بيروت الدولي للكتاب
24 ديسمبر 2007 22:51
محتفياً بعيده الواحد والخمسين، افتتح معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في بيروت أبوابه أمام الزوار بغصة خانقة هذا العام لغياب المشاركة العربية الواسعة بأثر من الدوامة الأمنية والسياسية المتأججة التي تتخبط بها البلاد، وغياب الفرحة بعدم تأجيله بسبب اغتيال اللواء الركن في الجيش فرانسوا الحاج عشية الافتتاح وكأن الاغتيال رسالة شماتة بالقيمين على المعرض وتحديداً نقابة الناشرين والنادي الثقافي العربي- لا بل بكل اللبنانيين- الذين راهنوا على ظروف أفضل وأصروا على فتح أبواب المعرض في الموعد المحدد· اذا، افتتح المعرض في قاعة بيال للمعارض في وسط بيروت في 13 ديسمبر،2007 ويستمر حتى 27 منه، برعاية رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة التي اقتضت الدواعي الامنية ان يتوجه الى الحضور الخجول ليلة الافتتاح من وراء شاشة تلفزيونية من مقره في السراي رغم انه لا يبعد سوى بضعة امتار عن قاعة المعرض التي تم توسيعها 20 في المئة عما كانت عليه العام الفائت، وهي السنة الثانية على التوالي التي يغيب فيها السنيورة عن الحضور شخصياً· مظاهر المعرض بدت محايدة تماماً وغاب عنها التسييس رغم سيطرة السياسة على كل ما هو عداها في بيروت حتى على رغيف الخبز·· وأكد رئيس النادي الثقافي العربي عمر فاضل أن النأي بعيداً عن السياسة كان مقصوداً لأننا أردنا المعرض لكل اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الدينية والمناطقية والطائفية··''انه معرض اللبنانيين جميعاً''· وفي التقرير التالي تفاصيل المعرض: ''اعطونا أمناً واستقراراً وستشاهدوننا جميعاً في صفوف متراصة ليس فقط في المعرض بل في كل لبنان''، هذا ما نقله عمر فاضل عن لسان الناشرين العرب الذين سافر والتقاهم لدعوتهم الى المشاركة في معرض بيروت للكتاب العربي، ليضيف بحسرة: ''لطالما كانت بيروت عاصمة النشر ومحور استقطاب المثقفين والكتاب والأدباء العرب هم يرغبون في المجيء لكن مع الأسف البلد لم يجد طريقه بعد نحو الاستقرار والسلم''· في دورته الحادية والخمسين لم يتمكن المعرض من جذب دور النشر العربية كالسابق واقتصرت المشاركة على بضعة دول عربية فقط الى لبنان منها المملكة العربية السعودية، دولة الإمارات العربية المتحدة، الكويت، سوريا، مصر، سلطنة عمان، وقد تمثلت جميعاً بـ 23 داراً، أما الدور اللبنانية فكانت الطاغية اذ شكلت قرابة الـ151 داراً، في حين اقتصر الحضور الدولي على مشاركة ضئيلة توزّعت بين إيران والمركز الثقافي الإيطالي ومركز غوته الألماني· لم نؤجل عن السبب في عدم تأجيل المعرض والانتظار ريثما تحل أزمة الرئاسة في لبنان، قال فاضل: ''الموقف معنوي، فقد بات المعرض بمثابة عيد لكل اللبنانيين وجزء من الحياة الثقافية· العام الماضي دفعتنا الظروف الأمنية من مظاهرات وتحركات سياسية الى تأجيله من كانون الاول/ديسمبر الى نيسان/ ابريل، اما هذا العام فقد رفضنا ان نكون واللبنانيون رهينة وضع سياسي ما''· رفضوا تأجيل الحلم ولكن الظروف لم تسر كما تمناها الكثيرون فعشية افتتاح المعرض اغتيل أحد أبرز الوجوه في الجيش اللبناني، وهو أمر لم يترك فقط وساوس ومخاوف امنية بل خلف حزناً عميقاً دفع باللبنانيين الى الحداد التام الامر الذي انعكس سلباً على اليومين الأولين من ولادة المعرض، عندها لم يجد المسؤولون عن المعرض سوى وصف ثلاثة اشخاص كانوا يحضرون ندوة ثقافية فيه بانهم ''حشد غفير''!· بحسب فاضل فإن الإقبال يزداد يوماً بعد يوم، فبالرغم من كل شيء لا تزال بيروت عاصمة الثقافة وحاضنة المفكرين والأدباء ومحبي الكتب· وهو لا ينسى أن يذكر مشاركة الأطفال الكثيفة هذا العام في المعرض التي أضفت أجواءً على المعرض ربما بسبب انشغال الكبار في السياسة· ولهذا الغرض تم استحداث قسم خاص لألعاب الأطفال ودور نشر جديدة تعنى بهم، هذا فضلاً عن النشاطات الترفيهية والاحتفالات التي حضرها بكثافة أطفال من دار الأيتام الإسلامية· وقد صرح لنا فاضل بأن الأمسية الشعرية التي كان من المقرر ان يحييها عبدالرحمن الأبنودي قد ألغيت، اذ ان الأخير فضل تمضية العيد مع أسرته في القاهرة· مبيعات منحسرة لجهة المبيعات لم يكن الكثير من أصحاب المكتبات ودور النشر ممتناً للنسبة حتى الآن فالإقبال على الشراء كان خفيفاً وهو طبيعي في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة ولكن بعض المكتبات كانت تعج بالزوار ببساطة لأنها وضعت يافطات كبرى قلصت أسعار الكتب الى النصف احياناً· علماً بأن الكثيرين في المعرض يقدمون تخفيضات تصل إلى 20 في المئة على أسعار الكتب المعروضة، مراعاة للأوضاع الاقتصادية·المميز جداً في المعرض هو الركن السعودي الذي كان كعادته واسعاً وكبيراً ومزداناً بأجمل الديكورات التي تميزه عن غيره كل سنة، والذي استقطب اهتمام الزوار ليس للكتب فقط بل ايضاً لالتقاط الصور في ارجائه· حتى أن الكثير من اللبنانيين كان ممتناً للمشاركة العربية وإن كانت ضيقة هذا العام، ولم يتردد البعض عن توجيه الشكر لكل دار نشر أو مكتبة عربية دخل اليها لانها وقفت الى جانب لبنان في محنته ولم تأبه لما يحكى عن الظروف الأمنية والسياسية الخطيرة· اخيراً، لابد من الإشارة الى ان زوار المعرض العام الماضي كانوا 350 الفاً فهل يزداد العدد هذا العام وهل تنجح بيروت في البقاء في دائرة المنافسة بعد النجاح الساحق الذي حققته المعارض العربية الأخرى كمعرض أبوظبي والشارقة والقاهرة ومعرض الرياض ؟· (أورينت برس)
المصدر: الاتحاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©