الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ربيع ساركوزي القاسي

22 مارس 2010 21:34
أصيب التشكيل السياسي المحافظ الحاكم الذي يقوده ساركوزي بانتكاسة محرجة جراء هزيمته من قبل الاشتراكيين وحلفائهم في الانتخابات الإقليمية التي جرت أول من أمس الأحد. فقد حصل الاشتراكيون على نسبة 54 في المئة من مجموع أصوات الناخبين، بينما حصل منافسوهم على 35 في المئة فحسب، وفقاً لما أعلن في نتائج الانتخابات التي اكتملت تقريباً. وبالنسبة للكثيرين، فإن نتائج هذه الانتخابات تعطي مؤشراً واضحاً على أن في وسع الاشتراكيين الفوز بالانتخابات الرئاسية التي ستجرى في عام 2012، فيما لو تمكنوا من المحافظة على تحالفهم الحالي مع "حزب البيئة الأوروبي" الصاعد سياسياً، على رغم الخلافات الداخلية في صفوف الاشتراكيين، وعلى رغم الصراع الأيديولوجي المعتاد فيما بينهم، إضافة إلى غياب مرشح كاريزمي يتقدمون به للناخبين. وفي الوقت نفسه أشارت النسبة الكبيرة لمن امتنعوا عن التصويت إلى شعور الكثيرين من جملة الناخبين البالغ عددهم 43.4 مليون بالإحباط تجاه قياداتهم اليمينية واليسارية على حد سواء، إلى حد عدم المبالاة بالذهاب إلى صناديق الاقتراع والتصويت لأي من المرشحين المتنافسين. وفي تصريح رسمي له باسم الحكومة، اعترف رئيس الوزراء فرانسوا فييون، بأن النصر الانتخابي الذي حققه اليسار يوم الأحد الماضي، يمثل خيبة أمل لساركوزي وحزبه "الاتحاد من أجل حركة شعبية". وقد وعد فييون بلقاء ساركوزي على الفور لاستخلاص الدروس من التجربة الانتخابية الأخيرة، إلا أنه أكد مضيه قدماً في السياسات الإصلاحية الاقتصادية التي يقول ساركوزي إنه انتخب أصلاً لتنفيذها. وعلى رأس جدول الأعمال والتحديات، نظام المعاشات بالغ التكلفة، وهو نظام يسمح لمعظم العاملين بالتقاعد في سن الستين. وقد ووجهت محاولات تقليص سن التقاعد، بغية الحد من معدلات عجز الموازنة الحكومية، بمعارضة قوية من قبل الاتحادات النقابية التي هدد قادتها بأن ساركوزي سيواجه ربيعاً قاسياً فيما لو أصر على إجراء التغييرات التي يريد إجراءها. وفي تصريح له قال فييون: "لم يكن بوسعنا إقناع الناخبين، الذين يبدو عليهم القلق، حسبما أشارت إلى ذلك نتائج الانتخابات الإقليمية الأخيرة". وقد جاء ذلك في بيان له اعترف فيه بهزيمة التشكيل السياسي الذي ينتمي إليه أمام الاشتراكيين. يذكر أن الاشتراكيين فازوا بـ21 من جملة 22 من المجالس الإقليمية، في حين لم يفز المحافظون إلا بمجلس واحد داخل فرنسا، واثنين آخرين في ما وراء البحار هما غويانا الفرنسية وجزيرة Reunion. وعلى رغم أن حصيلة الاشتراكيين النهائية من الأقاليم لم تزد إلا بواحدة عما كانت عليه سابقاً، فإن الفارق الكبير في النتيجة النهائية للانتخابات يشير إلى تراجع شعبية ساركوزي. ولكن يلاحظ أن "الجبهة الوطنية" اليمينية المتطرفة، حصدت هي أيضاً نسبة 10 في المئة من مجموع أصوات الناخبين، وفقاً لما أعلنته وزارة الداخلية. كما يلاحظ أن بعض الذين صوتوا لصالح هذا الحزب اليميني المتطرف، كانوا قد صوتوا لصالح حملة ساركوزي الرئاسية في عام 2007. وفيما يبدو فقد نتج هذا التحول في الموقف الانتخابي لهؤلاء عن استيائهم من تنامي الكثافة السكانية للجالية المهاجرة في فرنسا. وقد وصفت ماري لوبين، ابنة جان ماري لوبين مؤسس هذا الحزب اليميني المتطرف المعادي للأجانب في فرنسا، تلك النتيجة بأنها تمثل انتصاراً كبيراً للحزب. ومن ناحيته قال برتراند دولانوي -عمدة باريس الاشتراكي- إن على ساركوزي قراءة نتائج انتخابات الأحد الماضي على أنها أمر من الشعب الفرنسي للحكومة بمراجعة وتصحيح سياساتها، لاسيما تلك المتعلقة بتقليص أعداد الموظفين المدنيين، الذي جعل منه ساركوزي وسيلة رئيسية لتحسين كفاءة الاقتصاد الفرنسي. وقال دولانوي أثناء لقاء تلفزيوني أجري معه: "في أي نظام ديمقراطي، عليك أن تصغي جيداً لما يقوله الناخبون، في كل مرة يحدثونك فيها". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©