الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الإسلام وضع ضوابط الدعوة إلى الله

الإسلام وضع ضوابط الدعوة إلى الله
22 ابريل 2016 14:40
أحمد مراد (القاهرة) أكد علماء الدين أن الإسلام وضع ضوابط للدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بحيث تكون دعوة وسطية، ولا يكون فيها إفراط ولا تفريط. وأوضح العلماء أن خيرية الأمة الإسلامية ووسطيتها يقتضيان التسامح والرأفة والعطف، والبعد عن القسوة والعنف، وبالتالي لا يمكن بأي حال أن يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالعنف والتدمير والتخريب، مؤكدين أن من أساسيات ودعائم الدعوة إلى الدين الحنيف أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، أما العنف فلا يمت للإسلام بأي صلة. الهدف الأسمى د. عفاف النجار، العميد السابق لكلية الدراسات العربية والإسلامية بجامعة الأزهر، توضح أن الهدف الأسمى لدعوة الإسلام الحنيف إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتمثل في إقامة مجتمع صالح، تنتشر فيه الفضيلة والأخلاق، وتنعدم فيه الرذيلة، وهو الأمر الذي يجعل هذه الدعوة نبيلة وسامية، ولكن عادة ما يتم استغلال هذه الدعوة بشكل خاطئ ومخالف لمقاصد الشريعة الإسلامية، حيث بين الحين والآخر تظهر جماعات مشبوهة تدعي - زوراً وبهتاناً - أنها تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر وفقا للشريعة الإسلامية، وبحجة ذلك تقتل الأبرياء، وتدمر التراث والآثار، وهو أمر ينافي ما تدعو إليه رسالة الإسلام من تسامح ولين ورأفة، ويكفي أن نشير إلى أن من أساسيات ودعائم الدعوة أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة بعيدا عن العنف. وقالت: هناك ضوابط يضعها الإسلام باعتباره ديناً وسطياً أهمها أن تنطلق مهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الموعظة الحسنة والكلمة الطيبة، وليس من منطلق الاعتداء أو العنف، فقد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم شروطاً لذلك فقال: «من رأى منكم منكرا فليغيره»، والخطاب هنا للحاكم والعلماء، ووسيلة التغيير هي «اللسان»، أي الحكمة والموعظة الحسنة، ويقول الله عز وجل: (... أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)، «سورة يونس: الآية 99»، وهذا أمر الله تعالى فلا ينبغي أن نتدخل فيه إلا برفق، فمن يستجيب فخير ولا بأس من دون إكراه، كما أن الإسلام لا يسمح بالإكراه في فرض ما يراه معروفاً، ومن هذا المنطلق لا يسمح للناس بتولي تطبيق الحدود. وتؤكد د. عفاف أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكراً فليغيره» لا يعطي الحق لأفراد المجتمع أن يستخدموا العنف فيما بينهم، بدعوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مؤكدة أن من له الحق في القيام بهذه المهمة هو من له سلطة، ولا يكون هذا بالعنف والاعتداء. كما أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له ثلاث مراتب، الأولى بالقلب وهي أضعف المراحل، والثانية باللسان وهو القول للمخالف ومحاولة إرشاده وردعه عن منكره أو تركه للمعروف، والثالثة باليد بمعنى المنع من ارتكابه للمخالفة، فلو أراد شخص قتل إنسان وأمكن منعه وبالأسباب والموانع المختلفة كان أفضل، وإن تعذرت هذه الأسباب يمكن منعه بالقوة. وتشير إلى أن المرتبة الثانية والثالثة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إنما تجب إذا أمن الإنسان من الضرر، لكن إذا لم يؤمن من الضرر، فيجب عليه أن يراعي الأهم فإن كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أهم من الضرر الذي يترتب على الإنسان وجب ذلك. خيرية الأمة وقال د. أحمد محمود كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: من الثابت شرعاً وعقلاً أن الإسلام دين وسطي، لا يميل إلى التفريط أو الإفراط في كل أمر يدعو إليه، وبتطبيق هذا المبدأ على الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نجد أن الإسلام وضع ضوابط لهذه الدعوة بحيث تكون وسطية، بل إن الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جاءت مرتبطة بخيرية الأمة، وفي هذا الشأن قال الله عز وجل: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ...)، «سور آل عمران: الآية 110»، وفي آية أخرى يمتدح القرآن الكريم الأمة الإسلامية ويصفها بالوسطية، فقال جل شأنه: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا...)، «سورة البقرة: الآية 143»، و«الخيرية» و«الوسطية» تقتضيان التسامح والرأفة والعطف، والبعد عن القسوة والعنف، وبالتالي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالعنف. وأكد د. كريمة أن وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتعين على القادرين على القيام به وأدائه بالصورة التي تحقق الهدف المنوط به، حيث يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على العالم بهما الذي يعرف مواردهما، والقادر على التشخيص والتمييز بين الأقوال والأفعال والممارسات السلوكية، ويجب على من له القدرة على التأثير، بأن يكون قوي النفس، والإرادة، والبيان، له اطلاع كامل على مستويات الناس وطاقاتهم العقلية والنفسية، وله قوة في شخصيته يستطيع من خلالها التأثير على الآخرين بالقول والفعل وبالإيحاء والتلقين، لذا نجد أن على رأس الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر الأنبياء والأئمة والفقهاء، ومن له سلطة أو مكانة اجتماعية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©