باكستان تكشف عن تهديدات لـ القاعدة تستهدف حياة مشرف

كشفت وزارة الداخلية في الحكومة الانتقالية الباكستانية النقاب أمس عن وجود تهديدات من تنظيم ''القاعدة'' وجماعات مسلحة تستهدف حياة الرئيس الباكستاني برويز مشرف· في حين سقط تسعة أشخاص بتجدد العنف الطائفي في منطقة الشريط الحدودي القبلي المحاذي لأفغانستان، وارتفع عدد قتلى التفجير الانتحاري أمس الأول على قافلة عسكرية إلى عشرة أشخاص· وقال وزير الداخلية حامد نواز خان في تصريح تلفزيوني له ان تقارير الاستخبارات كشفت ان الرئيس الباكستاني يواجه تهديدات مباشرة من تنظيم ''القاعدة'' الذي اعلن أنه سيحاول اغتياله، مشيرا الى انه نجا من ثلاث محاولات لقتله قبل اربع سنوات· واضاف انه تم تشديد الحراسة الامنية حول مشرف وعدد من الشخصيات السياسية· من جهة أخرى ذكر مسؤولون وتقارير إعلامية في باكستان أن تسعة أشخاص قتلوا فيما أصيب عدد آخر اثر تجدد العنف الطائفي في إقليم كورام أجينسي القبلي المضطرب على الحدود الباكستانية الأفغانية· وقالت صحيفة الفجر الباكستانية إن اشتباكات طائفية اندلعت بين رجال القبائل فى عطلة نهاية الأسبوع عندما اقتحم رجال مدججون بالسلاح بلدة باراشينار وهي البلدة الرئيسية في الإقليم وقاموا بنهب المتاجر والمنازل وأشعلوا النيران بها· وفتحت القوات شبه العسكرية النار على المهاجمين مما أسفر عن مقتل أربعة منهم وإصابة ثمانية آخرين، إلا أنه بعد ساعات هاجم رجال القبائل معسكر لقوات الأمن مما أدى إلى اشتعال حريق أسفر عن مقتل خمسة من رجال القبائل وإصابة آخرين كثر، كما تبادلت الطوائف القبلية النار لعدة ساعات في اليومين الأخيرين·وقال ظاهر الإسلام رئيس الإدارة المدنية في الإقليم ''إننا نجري اتصالات مع شيوخ القبائل من الطائفتين المتنافستين ونحاول إقناعهم بعدم انتهاك اتفاقية وقف إطلاق النار التي توصلوا إليها الشهر الماضي''· إلى ذلك أعلن المتحدث باسم الجيش الباكستاني الميجور جنرال وحيد أرشاد أن عدد قتلى التفجير الانتحاري الذي استهدف قافلة عسكرية في بلدة مانجورا بوادي سوات المضطرب شمال غرب باكستان أمس الأول ارتفع إلى عشرة أشخاص، مضيفا ان 13 جنديا و10 مدنيين أصيبوا· وفي حادث منفصل، اعتقلت قوات الأمن أربعة مسلحين مشتبه بهم في منطقة سوات وقال أرشاد ''تم مصادرة أسلحة آلية صغيرة وكميات من المتفجرات كانت بحوزة المعتقلين''· سياسيا هاجم نواز شريف الرئيس الباكستاني متهما إياه بأنه ''يذل نفسه'' امام الاميركيين، وقال إن مشرف جعل البلاد أضحوكة العالم عندما أجرى عملية تطهير في القضاء بعد أن فرض حالة الطوارئ في نوفمبر· وأكد أمام حشد ضم حوالي 3000 شخص في منطقة السوق الرئيسية ببلدة سوكور المطلة على نهر الإندوس انه يوم كان في السلطة العام 1998 رفض الرد على خمس مكالمات هاتفية من الرئيس الاميركي بيل كلينتون الذي اراد الاعتراض على التجارب النووية الاولى لباكستان، مستدركا ''لكن مشرف يذل نفسه ما ان يتلقى مكالمة واحدة من واشنطن، لقد أصبحنا موضع سخرية العالم، ينبغي أن نحرر بلدنا من الأباطرة''· واعتبر شريف ان مشرف اغرق البلاد في ''حمام دماء''· من جهتها هاجمت رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو المدارس الدينية في باكستان وقالت ان بعضها يحول الأطفال إلى قتلة· وجددت كذلك اتهامها للحكومة بأنها لم تفعل شيئا لوقف أعمال العنف التي ينفذها المتشددون متحدثة أمام نحو 25 ألفا من أنصارها في بلدة لاركانا التي تنتمي اليها عائلتها في الجنوب، مضيفة ان ''التطرف تقوى شوكته في مناطقنا القبلية والفوضى تعم البلاد''· على صعيد متصل ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان اكثر من خمسة مليارات دولار من المساعدات الاميركية لباكستان لم تصل في اغلب الاحيان الى وحدات الجيش التي تقاتل عناصر ''القاعدة'' و''طالبان''، وتم تحويلها بدلا من ذلك الى برامج اخرى· ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الحكومة والجيش الاميركي لم تكشف عن هوياتهم ان الكثير من الاموال المخصصة لتمويل وحدات الجبهة الباكستانية تم تحويلها الى انظمة اسلحة تستهدف الهند ولتغطية نفقات الوقود والذخيرة المتضخمة في باكستان وغير ذلك من البرامج، وقال معارضو مشرف انه استخدم تلك الاموال لدعم حكومته· واعتبر دبلوماسي اوروبي ان الولايات المتحدة يجب تكون اكثر حرصا على اموالها· وافاد مسؤولون ان الاموال المخصصة لنحو 100 ألف جندي في مناطق القبائل المضطربة لا تصل على ما يبدو الى الجنود الذين يحتاجونها·