تدخل الفرق المتنافسة على بطولة العالم للفورمولا-1 هذ الموسم استحقاقها الأوروبي الأول بشكل مغاير عن العام الماضي، فالجوائز الأربع والتي جرت في كل من أستراليا وماليزيا والصين والبحرين أفرزت العديد من الأمور التي لم تكن في الحسبان، وقلبت الموازين بشكل لم يكن يتوقعه أي من المهتمين والمتابعين لرياضة السيارات. ولعل البداية النارية لفريق براون جي بي والتراجع المخيف لأبطال العالم (الفيراري) وغياب حامل اللقب (هاميلتون) عن منصات التتويج تشكل العناوين الأبرز للمرحلة الماضية، ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه وبشدة "لمن ستبتسم الحلبة الكاتالونية في جائزتها الثالثة والخمسين ؟، سؤال يجد الإجابة مع ظهور العلم الشطرنجي المرقط الأحد القادم. وبحساب الأرقام، تستضيف حلبة كاتالونيا التي بنيت 1991 الجائزة الإسبانية للمرة التاسعة عشر، ولكنها ربما تشكل الحلبة الأكثر ألفة لدى السائقين؛ كونهم اعتادوا القيادة عليها أكثر من بقية الحلبات، على اعتبار أن عدداً من التجارب الشتوية التي تجريها الفرق للوقوف على جاهزية سياراتها قبل بداية الموسم تجرى عليها. وتقع الحلبة إلى الشمال من برشلونة وتتميز بتصميمها الفريد وتتفوق على مثيلاتها الأوربيات من حيث تقنية الحظائر المخصصة للفرق وتجهيزاتها والخدمات المقدمة للإعلاميين والإضافات الكثيرة التي حسنت عوامل الأمان والسلامة. وتتميز الحلبة أيضاً بمقاطعها المستقيمة ومنعطفاتها السريعة، لذلك وبلا شك تعتبر واحدة من الحلبات التي تعاقب من يزود سيارته بكميات كبيرة من الوقود، وتشير الدراسات إلى أن من يتبع استراتيجية التوقف 3 مرات خلال الجائزة ينهي السباق متقدماً على معتمدي استراتيجية التوقف الثنائي بفارق 15 ثانية. شهدت الحلبة الكاتالونية منذ أن بدأت أحداث غريبة، باستضافتها للبطولة العالمية 1991، ربما كان أغربها ما حصل 2001 عندما كان الفنلندي ميكا هاكينن متصدراً للسباق حتى اللفة الأخيرة وبفارق حوالي 40 ثانية عن صاحب المركز الثاني آنذاك الألماني مايكل شوماخر، لكن محرك سيارة المكلارين توقف عن العمل في اللفة الأخيرة، مهدياً الفوز لشوماخر في أجواء مأساوية للفريق البريطاني، وأشبه ما تكون بالخيالية للفريق الإيطالي. وفي 2003 كان الظهور الأول لسيارة الفيراري F2003-GA في ذلك الموسم وتوج الألماني مايكل شوماخر ذلك الظهور بإحرازه المركز الأول بعد معركة طاحنة مع النجم المحلي وسائق رينو فرناندو ألونسو. وفي 2004، حقق شوماخر على هذه الحلبة الفوز في السباق رقم 200 خلال مسيرته الاحترافية، محققاً فوزه الخامس توالياً على الحلبة الإسبانية والخامس في ذلك الموسم من أصل خمسة ليعادل الرقم القياسي لأفضل بداية موسم، والتي سجلها 1992 البريطاني نايجل مانسيل بعد أن فاز مع فريق ويليامس رينو بالسباقات الخمسة الأولى. وللتذكير، فقد حمل ذلك الفوز لشوماخر رقماً قياسياً جديداً تمثل بإنهاء جميع السباقات الأربعة عشر التي خاضها على هذه الحلبة ضمن النقاط. يذكر أن سجل الشرف للحلبة الإسبانية لا يحمل في طياته سوى أسماء لإبطال العالم في الفورمولا -1 باستثناء ذلك المسجل 2007 باسم البرازيلي فيليبه ماسا فمن سيضيف اسمه الأحد المقبل إلى سجل العظماء في حلبة كاتالونيا؟.
عدد اليوم
