مخابز العين تواجه أزمة في الطحين

تعاني العين حاليا أزمة شديدة في الطحين الذي تنتجه شركة المطاحن الكبرى للدقيق والعلف بابوظبي نتيجة انخفاض الحصص التي كان يحصل عليها تجار الجملة والمخابز بالمدينة وسط مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى زياة أسعار الخبز في الأسوق· وعزا بعض التجار وأصحاب المخابز هذه الأزمة ''المفتعلة'' إلى تهريب الدقيق المدعوم من أبوظبي، الذي يباع بسعر 70 درهما، إلى دبي والإمارات الشمالية وبيعه بسعر يتراوح ما بين 110 و 120 درهما للكيس الواحد زنة 50 كيلوجراما· وأكدوا أن هذا التفاوت في السعر اوجد معه سوقا سوداء لهذه السلعة الاستراتيجية حيث يلجأ بعض التجار إلى شراء كميات من الطحين المدعوم من أبوظبي وتهريبه إلى الإمارات الشمالية لبيعه بسعر السوق هناك على حساب الجهات التي لها الأفضلية في العين وعلى رأسها المخابز التي حرصت الحكومة المحلية على دعمها بتثبيت سعر الطحين من إنتاج ابوظبي حتى لا يتأثر سعر الخبز الذي يحصل عليه المستهلك· وناشد بعض أصحاب المخابز والوكلاء المعتمدين لتوزيع طحين أبوظبي في العين الجهات المعنية والمسؤولين ضرورة إيجاد الحلول السريعة لهذه الأزمة والكفيلة بالقضاء على السوق السوداء بتقنين وتنظيم توزيع الحصص وتشديد الرقابة على الطرقات لمكافحة أعمال التهريب· وقال مصطفى ابراهيم محمد مدير العلاقات العامة بشركة حسني سوبر ماركت، إحدى الشركات المعتمدة لتوزيع إنتاج مطاحن ابوظبي في العين، ان الحصة التي كانت تحصل عليها الشركة والتي تعد موزعا رئيسيا في المدينة تراجعت خلال الشهرين الأخيرين من ألف طن تقريبا شهريا إلى حوالي 220 طنا فقط في الوقت الحالي وهو ما يكشف حجم النقص الشديد في كميات الطحين الواردة من الشركة في أبوظبي· وأضاف: أن هذا النقص أوقع الشركة في حرج شديد مع عملائها الذين يعتمدون عليها في الحصول على احتياجاتهم من الطحين خاصة المخابز التي لم نعد قادرين على الوفاء بالتزاماتنا حيالها كما كان في وقت سابق· وأعرب سليم علي فرحات مدير مخابز النور في العين عن مخاوفه من ان توثر أزمة الطحين خلال الأيام المقبلة سلبا على إنتاج الخبز وأسعاره لافتا إلى حجم الضغط الذي يعانيه الآن جراء تأخير وصول كميات الطحين اللازمة لاستمرار عجلة الإنتاج في مخابز النور التي تستهلك ما يتراوح بين سبعة وثمانية آلاف كيس زنة 50 كيلوجراما شهريا حيث يهدد تأخير وصول احتياجات المخابز من الطحين والنقص فيها على كمية الإنتاج الذي لا يكاد يكفي الطلب المتزايد على الخبز في المدينة نظرا للزيادة الكبيرة في حجم السكان· وأكد أن هذه الأزمة مفتعلة ونجمت عن الاستغلال السيئ لبعض الأشخاص للدعم الذي وفرته حكومة أبوظبي للطحين من إنتاج شركة المطاحن الكبرى بالإمارة حرصا منها على تثبيت أسعاره وبالتالي عدم زيادة أسعار الخبز مشيرا إلى أن هؤلاء المتلاعبين نشطوا للإفادة بطرق غير مشروعة من الفارق الكبير في سعر الدقيق بين أبوظبي ودبي والذي وصل في بعض الأوقات إلى 60 درهما للكيس الواحد· وحذر نايل الأنصاري مدير عام مخابز وأسواق الواحة في العين من تداعيات أزمة الطحين التي ألقت بظلالها على سوق العين في الأسابيع الأخيرة خاصة من ناحية زيادة أسعار رغيف الخبز ووزنه وهو مثلما حدث في بعض مدن الدولة حيث لجا بعض أصحاب المخابز إلى التقليل من وزن الرغيف لمواجهة الارتفاع في أسعار الطحين· وأضاف: أن تأخير وصول كميات الطحين اللازمة من المطاحن بابوظبي صار بمرور الوقت من الأمور المقلقة حيث يتعين علينا الآن الانتظار لقترة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام لتسلم احتياجاتنا من الطحين التي لم تعد تصل كاملة· وطالب بتفعيل الرقابة والضوابط الكفيلة بإغلاق الباب أمام بعض التجار المهربين الذين اختلقوا هذه الأزمة لتحقيق منافع مادية ضيقة وتوفير الدعم اللازم للمخابز حتى توفير الخبز المدعم إلى المستهلكين· وقلل عقاب الحمدان مدير مخابز السويداء في العين من مخاوف زملائه العاملين في نفس المجال في العين مشيرا إلى أن المشكلة بحاجة فقط إلى نوع من التنظيم فهو لم يعان كغيره من نقص في إمدادات الطحين بالدرجة التي تهدد استمرارية العمل ولكنه دعا إلى مراعاة الذين يحملون رخصة مخابز فقط اي اولئك الذين يصنعون الطحين الذي يصل إليهم ولا يبيعون منه كميات في السوق·